تسبب القصف العنيف للنظام السوري وحلفائه على مدينة إدلب ومحيطها في موجات نزوح كبيرة وتشريد أعداد هائلة من المدنيين الذين فروا من المدينة بحثا عن منطقة آمنة. وتقول النازحة السورية زيدي: "فقدت زوجي ودمر منزلي في قصف عنيف جدا لقوات النظام بالطائرات والمدفعية والصواريخ. عشنا لحظات مرعبة جدا حيث كانت الأرض تهتز تحت أقدامنا مع سقوط كل قذيفة". وتضيف: "قررت النزوح من قريتي معصران بريف إدلب الجنوبي، مع بناتي الأربعة لحماية حياتهم حيث لم يبق لهن معيل بعد مقتل والدهم". وروت زيدي حكاية نزوحها قائلة: "تعرضنا طوال ليلة كاملة لقصف النظام، وكان هناك من يقول بأنه في حال مغادرة القرية فسوف نموت بسبب القصف". "في صباح اليوم التالي، جمعنا ما استطعنا حمله من ممتلكاتنا وخرجنا من القرية، وخلال خروجنا كانت طائرات النظام تحلق فوقنا واستهدفتنا بشكل مباشر، وأصابت مركبة كانت تسير في قافلتنا وقتلت كل من في داخلها"، تكمل الأم السورية. وتشير إلى أنها توجهت مع بناتها إلى مخيمات شمالي إدلب، لكنها وبسبب موجات النزوح الكبيرة لم تجد خيمة لها هناك فاضطرت لمشاطرة عائلات أخرى في خيمة واحدة. وتقول: "كنا ننام فوق بعضنا في تلك الخيمة من شدة الازدحام، لذلك اضطررنا مع عائلات نازحة أخرى قبل شهرين لافتراش تلة قريبة من مدينة عفرين (شمال). في البداية كنا نبيت في العراء حتى ساعدنا أحدهم ووفر لنا خيمة". وتجد زيدي وبقية العائلات السورية على تلك التلة صعوبة بالغة في الحصول على المياه. وتصف النازحة حياتها وبناتها داخل المخيم العشوائي بأنها "أشبه بالموت". وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري. ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة. وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و942 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/يناير 2019. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :