العرب والذاكرة القومية.. كتاب جديد لمصطفى الفقي

  • 3/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يدق الدكتور مصطفى الفقى أجراس الخطر حتى تستيقظ الذاكرة العربية من سباتها، وذلك من خلال كتابه الجديد "العرب والذاكرة القومية" والصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.حيث يتطرق الفقى لعدد من الموضوعات المهمة من خلال كتابه في ثمانية أبواب مستعرضًا من خلالها مخاطر غياب الذاكرة القومية، وأزمات السياسة والثقافي والإعلام، والمسألة العربية، والأحلام العربية والأوهام الأمريكية، والإرهاب باعتباره طاعون العصر، والإسلام والمسيحية، ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، والهوية المصرية، والعروبة المصرية. ويؤكد الدكتور مصطفى الفقي على أن ذاكرة الأمة هي بؤرة حاضرها ومرآة مستقبلها، ولذلك فإن الوعي بالتاريخ والعناية بالذاكرة القومية هي من آليات التقدم وأدوات النهضة، وعندما تغيب ذاكرة شعب معين عن وجدانه، فإنه يفقد "البوصلة" ولا يستطيع التحرك إلى الأمام. وأشار إلى أن الذاكرة العربية تضم قوميات وحضارات وثقافات وديانات اختلطت عبر القرون وامتزجت في سبيكة فريدة، وكان يتعين على العرب أن يتقدموا بها إلى العالم المعاصر، ولكنهم انصرفوا للتغني بأمجاد الماضي، وعطفوا على اجترار "ديوان شعر الحماسة" دون أن يدركوا أن العالم يتغير وأن الدنيا تتحول. ويرصد الكتاب التطورات التي شهدها الشرق الأوسط وغرب آسيا، ففي الباب الأول والذي حمل عنوان "مخاطر غياب الذاكرة القومية، والذي يتطرق فيه إلى عدة محاور رئيسية ومنها العرب والذاكرة القومية، والعروبة وثقافة العصر، والعرب والمخاطر المشتركة، إذ يقول الفقى:"أن المتابع للشئون العربية يشعر أحيانًا بأن هناك حالة انفصال بين المراحل المختلفة في "الذاكرة القومية" لذلك يكرر العرب أخطاءهم بل وأحيانًا بنفس "السيناريو: وكأن الذاكرة غائبة والرؤية ضائعة، والمشهد جديد! فما أكثر الفرص التي أضعناها والعروض التي رفضناها ثم عشنا العمر نتباكي عليها ونلهث وراءها، إن الذاكرة القومية" هي أغلى ما تملكه أمة، لأنها تحدد الاتجاه الصحيح وتمثل البوصلة السليمة للتحرك في اتجاه معين". وتابع الفقي: "إن مشكلة العرب ليست سياسية ولا اقتصادية بالمعني المباشر للكلمة، ولكنها مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى، لأن العرب قد ورث حينيات تجعله يقول أكثر مما يفعل، ويتحدث أكثر مما يعمل، ويرتد إليه تاريثخه العريق بين حين وآخر ليصيبه بنوع من جنون العظمة المؤقت، ليكتشف أحيانًا، أنه خارج دجائرة العصر، ولا يعتبر امتدادًا طبيعيًّا لتاريخ الحضارة العربية بكل ما احتوته من أحقاب زاهرة وعصور متألقة". وأشار إلى المخاطر المشتركة بين العرب والتي يأتي على رأسها الاحتياح الإرهابي، إذ يقول أن العرب يواجهون ربما لأول مرة في تاريخهم الحديث مجموعة معقدة من التحديات التي تصل إلى درجة المخاطر المشتركة، وبعضها يتصل بتاريخ المنطقة، والبعض الآخر بالموقع الجغرافي، كما أن الاجتياح الإرهابي للعالم اليوم يعمس الجانب المظلم من مستقبل الشرق الأوسط بل والعالمين العربي والإسلامي، فالإرهاب هو "طاعون العصر" والداء الذي يطيح بالاستقرار ويستهدف أمن الشعوب، بقل ويؤدي إلى رتويع الآمنين، مؤكدًا على أننا أما شيطان أسود يرفع شعارات كاذبة ويتمسح بالإسلام، ليبرر القتل والرجم، والضغط على شعوب المنطقة لتعويق لمسيرتها، وضرب التنمية فيها".

مشاركة :