صنفت منظمة الصحة العالمية رسمياً أمس فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الذي يتفشّى حول العالم بأنه «جائحة». وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافيين في جنيف: «يمكن تصنيف كوفيد 19 الآن على أنه جائحة عالمية.. لم نشهد مطلقاً في السابق انتشار جائحة بسبب كورونا». وأضاف: «تقوم المنظمة بتقييم التفشي على مدار الساعة، ونحن نشعر بقلق عميق إزاء المستويات المقلقة للانتشار وشدته، وكذلك بسبب مستويات التقاعس المزعجة والمقلقة في العالم». وأضاف تيدروس أنه خلال الأسبوعين الماضيين، تزايدت أعداد الحالات المصابة بـ «كوفيد 19» خارج مركز المرض في الصين، 13 ضعفا، كما أن عدد الدول التي تضررت تضاعفت ثلاثة أضعاف. لافتاً إلى أن عدد حالات الإصابة على مستوى العالم بلغ 118 ألف حالة في 114 دولة، إضافة إلى وفاة 4 آلاف و291 شخصاً. وأضاف أنّ عدد الإصابات والوفيات والدول المتأثرة سيزداد في الأيام والأسابيع المقبلة، وعلى البلدان التحرك من أجل احتواء الوباء، مشدداً على أنه لا يزال من الممكن السيطرة عليه، وخفض أعداد الإصابات باتخاذ تدابير سياسة صحية حازمة، وقال: «يمكن لجميع الدول تغيير مسار هذه الجائحة». وسجلت إيطاليا ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات، إذ سجلت 196 حالة ليرتفع الإجمالي إلى 827، فيما تم تسجيل 2313 إصابة، ليصل الإجمالي إلى 12 ألفا و462 حالة. وقال مدير وكالة الحماية المدنية في إيطاليا، إن 1045 شخصاً من إجمالي المصابين تعافوا تماما من المرض، بينما يوجد حوالي 1028 في الرعاية الفائقة. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، إنّ إيطاليا وأيضا إيران في الواجهة وتعانيان، محذّراً من أنّ دولاً أخرى ستصبح في وضع مماثل لوضعهما. وعرضت الصين إرسال فرق طبية لمساعدة إيطاليا التي أعلن رئيس وزرائها جوزيبي كونتي عن حزمة تمويل لمساعدة البلاد في التعامل مع الفيروس قيمتها 25 مليار يورو لمواجهة جميع الصعوبات والعمل على دعم النظام الصحي وإجراءات الدفاع المدني والإجراءات المضادة للوباء. كما أبدت السلطات الصينية استعدادها لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول الإفريقية ومنحها الدعم والمساعدة لمكافحة الفيروس. وتحدثت لجنة الصحة الوطنية الصينية عن وفاة 22 شخصاً وإصابة 24 آخرين في جميع أنحاء البلاد. وأعلنت بلدية بكين أن جميع الذين يصلون إلى العاصمة من الخارج سيوضعون في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، مع زيادة عدد الحالات المستوردة المصابة بالفيروس. فيما سجلت كوريا الجنوبية 335 إصابة ليصل الإجمالي إلى 7755، إضافة إلى ست حالات وفاة ليبلغ الإجمالي 60 حالة. وأعلن مدير إدارة الصحة الوطنية الفرنسية جيروم سالومون تسجيل 372 حالة إضافية بالفيروس ليرتفع الإجمالي إلى 1784، إضافة إلى تسجيل 3 وفيات لترتفع الحصيلة إلى 33. وارتفع عدد الوفيات بالفيروس في بلجيكا إلى ثلاث، وسط تحذير وزارة الصحة من مخاطر تفشي وباء حقيقي مع ارتفاع أعداد المصابين. وسجلت كل من السويد وبلغاريا وأيرلندا وألبانيا أيضاً أول حالة وفاة. وقررت الحكومة النمساوية إغلاق المدارس في أنحاء البلاد الأسبوع المقبل في الوقت الذي زادت فيه حالات الإصابة بالفيروس إلى 245 حالة. وأغلقت السلطات في سلوفينيا المدارس الابتدائية بعد ارتفاع الإصابات إلى 57. وأصدرت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعية الهلال الأحمر واليونيسيف إرشادات جديدة لحماية الأطفال والمدارس من فيروس «كورونا الجديد» (كوفيد 19) تتضمن قوائم مرجعية عملية للحفاظ على المدارس آمنة، كما تتضمن مشورة موجهة حول كيفية تكييف وتنفيذ خطط الطوارئ للمرافق التعليمية. وأوضحت أنه في حال إغلاق المدارس، تتضمن التوجيهات توصيات للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة على تعلم الأطفال مثل فرص التعلم الذاتي عبر «الإنترنت»، وأنه في حال إبقاء المدارس مفتوحة، فإن التوجيهات تدعو إلى تزويد الأطفال بمعلومات كافية حول كيفية حماية أنفسهم.