ماذا يعني إعلان منظمة الصحة فيروس كورونا وباءً عالمياً؟

  • 3/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء فيروس "كورونا" وباءً عالمياً، وذلك مع انتشاره في عشرات الدول وإصابة 125 ألف شخص به مع وفاة أكثر من 4500 آخرين. وذكر مدير المنظمة العالمية بأن "كورونا" "تادروس أدهانوم" لم يعد فقط مجرد أزمة صحية عامة، بل إنه أضر بكل قطاع تقريباً، وهو ما يضع المسؤولية على عاتق الجميع لمكافحته. وتشير الصفة الوبائية لـ"كورونا" إلى اتساع رقعة انتشار المرض على مستوى العالم وإمكانية انتقاله من شخص لآخر بطرق متعددة، ويرى مراقبون أن إعلان الفيروس وباءً عالمياً يعني أن الأمر أصبح أكثر خطورة من ذي قبل. حفظ سابق في المؤتمرات الصحفية السابقة لمسؤولي منظمة الصحة العالمية، رفضوا جميعا وصف فيروس "كورونا" بالمرض الوبائي، وكانت المنظمة قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية في يناير لتكثيف الجهود لاحتوائه. رفض مسؤولو المنظمة وصف الفيروس بالوباء في المؤتمرات السابقة لأن الكلمة نفسها ستزيد الهلع وربما تفسر بشكل خاطيء وغير مبرر، لكن بعد إطلاق الوصف بالفعل، ربما يعني الأمر المزيد من الجهود. قال "أدهانوم" إن وصف الفيروس بالوباء لا يعني تغير تقييم المرض أو التهديدات التي يسببها "كورونا"، كما أنه لن يغير الأساليب التي يبذلها المسؤولون بالمنظمة أو الدول لمواجهته. أصاف "أدهانوم" بأن التحول إلى الصفة الوبائية يعكس مدى الانتشار وعدد الإصابات بالفيروس التاجي وسرعة تفشيه في مختلف دول العالم، فقد تأكد ظهوره في جميع قارات العالم عدا "أنتاركتيكا". كانت آخر مرة تعلن فيها منظمة الصحة العالمية صفة الوباء على أحد الأمراض عام 2009 مع فيروس "إتش 1 إن 1" (الذي يعرف بأنفلونزا الخنازير) ماذا يعني وصف "كورونا" بالوباء؟ تعرف المنظمة "الوباء" بأنه تفش لأحد الأمراض بشكل سريع من شخص لآخر على مستوى العالم، وهذا ما حدث في حالة "كورونا" خلال الأسابيع القليلة الماضية. يعني تحول الفيروس إلى وباء أنه انتشر إلى درجة خطيرة على نحو جغرافي واسع النطاق وبسرعة كبيرة، واشتقت كلمة الوباء "Pandemic" من الكلمة اليونانية القديمة (Pandemos) حيث أن المقطع "Pan" يعني"جميع/كل" في حين تعني كلمة "(Demos) البشر أو الناس. من أجل إطلاق كلمة وباء على مرض ما، لا بد أن يكون متفشياً بشكل كبير ويسهل انتقاله من شخص لآخر، وبالتالي، لا ينطبق ذلك على السرطان الذي لا يعد معدياً رغم زيادة وتيرة الإصابة به. ارتفع عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة إلى أكثر من ألف شخص، كما سجلت إيطاليا آلاف الإصابات ومئات الوفيات مما اضطر الحكومة لوضع كافة أنحاء البلاد قيد الحجر الصحي. عندما أعلن "إتش 1 إن 1" وباءً عام 2009، انتقدت منظمة الصحة العالمية لتسرعها في القرار حيث تبين لاحقاً بأنه لا يستحق هذه الصفة، لكن من الضروري إدراك أن "كورونا" أكثر خطورة بكثير من "أنفلونزا الخنازير" التي أصابت ما بين 700 مليون و1.4 مليار شخص حول العالم لكن بمعدل وفيات لا يتعدى 0.02%. بعد إعلان "كورونا" وباءً عالمياً، دعت المنظمة لتضافر الجهود وتعزيز الإجراءات لاكتشاف واختبار وعلاج الفيروس وأيضاً احتواءه والقدرة على تتبعه وعزل المصابين به. طالب "أدهانوم" أيضاً شركات الأدوية والمراكز البحثية والمختبرات والجامعات والحكومات بضرورة تكثيف الجهود لاكتشاف علاج ولقاح لـ"كورونا".

مشاركة :