«الرصد الاستباقي» يكشف ثلث حالات الإصابة بـ«كورونا» عند المنافذ السعودية

  • 3/12/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت وزارة الصحة السعودية إجراءاتها الوقائية لصد فيروس كورونا الجديد (COVID - 19)، عبر عمليات الرصد الاستباقية، والفحوص المخبرية التي جرت على ما لا يقل عن 3500 شخص من المشتبه في احتمال إصابتهم والتي تأكد منها 21 حالة إصابة فقط. ويأتي ذلك في وقت تتوقع فيه وزارة الصحة توسّع دائرة المخالطين من 800 حالة إلى ألف حالة، حيث عزل أصحابها منزلياً أو حجرهم صحياً، وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة لهم. وأكد الدكتور محمد العبد العالي، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الجهات الصحية في السعودية واصلت إجراءاتها الاحترازية لمنع تفشي الفيروس في المنافذ والمنشآت الصحية وغيرها من المواقع، في إطار الرصد الاستباقي؛ إذ جرى فحص 3500 شخص ضمن دائرة من لديهم حالات اشتباه فتبيّن أن 21 حالة منها مصابة فعلاً بفيروس كورونا الجديد. وأوضح المتحدث، في حديثه لوسائل الإعلام في الإيجاز اليومي، أن أحدث حالة هي لمصاب مصري الجنسية كان قادماً من نيويورك وعابراً من مطار الملك عبد العزيز في جدة باتجاه مصر، مشيراً إلى أنه تم رصد حالته أثناء مروره من خلال الكاميرات الحرارية، حيث تبين وجود ارتفاع في حرارته، وتم تقديم الرعاية الصحية له من خلال الكشف والعزل والفحوص الطبية التي أكدت إصابته بالفيروس. وكان الراكب موجوداً في مصر قبل توجهه إلى الولايات المتحدة خلال الـ14 يوماً السابقة لقدومه إلى مطار جدة. وتابع الدكتور العبد العالي، أن ثلث الحالات الـ21 المؤكدة في السعودية تم رصدها استباقياً عند المنافذ من خلال إجراءات الرقابة الصحية، مضيفاً أن ذلك يدل على قدرة المنافذ على رصد هذه الحالات في وقت مبكر. وأشار إلى أن الحالات الأخرى تم رصدها من خلال الرقابة الصحية والاستقصاء الوبائي، حيث يتم عزلها منزلياً أو حجرها صحياً. وبلغ إجمالي من تم جمعهم ووضعهم في قائمة المخالطين قرابة 800 حالة، ومن المتوقع أن تتسع هذه الدائرة وتصل إلى ألف حالة من المخالطين، بحسب ما قال الدكتور العبد العالي الذي أوضح أنه سيتم عزلهم منزلياً أو حجرهم صحياً، وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة لهم. وتابع المتحدث، أنه بلغ عدد من خضعوا للحجر الصحي أو العزل المنزلي نحو 2500 شخص، في حين تجاوز عدد من تم فحصهم عبر المنافذ 540 ألفاً. وتتوزع الحالات الـ21 المصابة بفيروس كورونا الجديد بالسعودية في خمس مدن، وهي 18 حالة في المنطقة الشرقية في القطيف والدمام، وحالة في الرياض، وحالة في جدة، وحالة في مكة المكرمة. ووضعت وزارة الصحة السعودية مستشفى مخصصاً للتعامل مع حالات فيروس كورونا الجديد في كل مناطق المملكة ومحافظات إضافية، حيث يبلغ عددها 25 مستشفى، إضافة إلى 3 مستشفيات احتياطية عند الحاجة. وفي وقت لاحق من أمس، أعلنت وزارة الصحة السعودية على موقعها في «تويتر»، عن تعافي أول حالة من المصابين بـ«كورونا» الجديد في المملكة، وهي لمواطن كان من ضمن الحالات الموجودة في العزل الطبي بمستشفى القطيف المركزي؛ حيث تم إجراء فحص مخبري أثبت خلوه من الفيروس، وأكدت أنه «يتمتع حالياً بصحة جيدة»، ويستعد للخروج من مستشفى القطيف. وأوضح عبد الله الصيرفي، أن شقيقه حسين الذي تعافى من الفيروس بادر بالكشف عند وجوده في إيران، وأنه وصل إلى السعودية عبر جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين؛ حيث ثبتت إصابته بـ«كورونا» الجديد. وقال الصيرفي، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إن أسرته على تواصل مستمر معه يومياً من داخل مستشفى القطيف (شرق السعودية)، وإن الإمكانات التي قدمت له كانت عالية المستوى. وأضاف: «شقيقي وصل إلى السعودية، ومعه اثنان آخران؛ حيث لا يزال من كان معه تحت رعاية طبية مشددة». في غضون ذلك، شكلت منصات التواصل الاجتماعي في السعودية منبراً لنشر إشاعات عن وجود 600 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد، كان مصدرها حسابات شخصية؛ وهو ما جعل المتحدث باسم وزارة الصحة يؤكد في إجابته على «الشرق الأوسط»، أنها غير صحيحة بتاتاً، ولا تمت للواقع بصلة، حيث إن عدد الحالات المؤكدة هي 21 حالة فقط. وتابع، أن المشاهير في المجتمع عليهم نشر التوعية والمعلومة الصادقة والموثوقة، مشيراً إلى أن الكلمة محسوبة، وقد تؤثر في حياة الملايين من الناس في حال اعتمدوا عليها ولم يتأكدوا من صحتها. وأكد الدكتور العبد العالي أيضاً، أن هناك إجراءات حالياً لحصر المواطنين السعوديين المتواجدين خارج السعودية ممن أفصحوا واستفادوا من مهلة الإفصاح عن تواجدهم في إيران، مشيراً إلى تحضيرات لتحديد طريقة الوصول إليهم ودرس كيفية إعادتهم إلى السعودية وتقديم الخدمات لهم وضمان سلامتهم في الدول التي يتواجدون فيها، مشيراً إلى أن وصولهم إلى السعودية سيتضمن تطبيق الإجراءات الصحية قبل دخولهم من الكشف والفرز للتأكد من سلامتهم. وواصلت السفارات السعودية لدى الكثير من الدول إجلاء رعاياها وترتيب وتنسيق عودتهم مع الجهات المعنية، حيث سبق ذلك قرار السعودية بتعليق السفر إلى عدد من الدول، والذي لحقه دعوة سفارات سعودية إلى ضرورة الإسراع في التواصل معها وتسجيل بيانات المواطنين؛ تمهيداً لترتيب المغادرة في أقرب فرصة. وفي هذا الإطار، نسّقت السفارة السعودية لدى لبنان تسيير رحلتين يومي السبت والأحد المقبلين (14 - 15 مارس/آذار الحالي)، للمواطنين السعوديين وعوائلهم الراغبين في العودة إلى المملكة.

مشاركة :