قال النائب في البرلمان الليبي المنتخب طارق الجروشي إن المجلس رفض اقتراح الأمم المتحدة تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحب من المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع على السلطة الدائر في البلاد. ويمثل هذا القرار ضربة لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون الذي تقدم أمس الاثنين باقتراح جديد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد رعايته محادثات بين طرفي النزاع على مدى أشهر. وتتخبط ليبيا في الفوضى بوجود حكومتين وبرلمانين تتنازعان السيطرة الميدانية وموارد النفط. وتتخذ الحكومة المعترف بها من مدينة طبرق بشرق البلاد مقرا لها منذ احتلال إحدى فصائل المسلحة طرابلس في أغسطس آب الماضي وتأسيسها حكومة موازية هناك. وقال الجروشي لرويترز إن البرلمان الليبي المنتخب منع نوابه من السفر إلى ألمانيا لحضور اجتماع مع زعماء دول أوروبية ودول شمال أفريقيا وفق الاقتراح المقدم من ليون. وقال نائب رئيس لجنه الدفاع بمجلس النواب الجروشي في اتصال هاتفي من طبرق مقر البرلمان المنتخب وهي في شرق ليبيا "مجلس النواب يرفض المسودة الرابعة وأيضا يمنع الفريق المحاور من مناقشة أي بنود من المسودة. وتم استدعاء الفريق المحاور على وجه السرعة ومنعه من الذهاب إلى برلين." وأشار إلى أن غالبية النواب صوتوا برفض القرار. ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم مجلس النواب فراج الهاشم للحصول على تعليقه على الموضوع. وفي وقت متاخر من يوم الاثنين تقدم ليون باقتراحه الرابع لتشكيل حكومة وحدة. وكان يتوقع أن يتوجه مبعوثون من الطرفين إلى ألمانيا والعودة للتشاور مع قواعدهم السياسية ثم السفر بعدها إلى المغرب لاستكمال المحادثات. ويدعو اقتراح الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس وزراء ونائبان له تتولى السلطة التنفيذية في البلاد. واشار الجروشي إلى أن النواب اعترضوا على شمول اقتراح الامم المتحدة برلمان طرابلس معتبرا أن الاقتراح لا يعكس شرعية البرلمان المنتخب. واقترح ليون أن يكون مجلس النواب المنتخب الجسم التشريعي الوحيد مع تأسيس مجلس دولة استشاري من 120 عضوا يتألف من أعضاء برلمان طرابلس. ويتعرض طرفا النزاع إلى ضغوط من الشخصيات المتشددة فيهما التي تفضل حسم الوضع الحالي عسكريا. والجروشي هو ابن قائد القوات الجوية في الحكومة المعترف بها دوليا والذي تقاتل قواته الاسلاميين في مدينة بنغازي في شرق البلاد منذ سنة. وبعد أربع سنوات من الثورة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وانتهت بالإطاحة بمعمر القذافي وجه النزاع ضربات قاصمة لقطاع النفط في البلاد وسمح لمقاتلي تنظيم "داعش" بأن يكون لهم موطئ قدم في مدن مثل درنة وسرت.
مشاركة :