تدابير مالية لتحصين الاقتصاد العالمي في وجه فيروس كورونا

  • 3/12/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتخذ واضعو السياسات تدابير طارئة لتحصين الاقتصاد العالمي من عواقب انتشار فيروس كورونا المستجد إلا أن قيوداً مالية وسياسية قد تعيق مساعيهم هذه. وساهمت خطط التحفيز التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بعض التهدئة في الأسواق المالية خلال الأسبوع الحالي إلا أنها تواجه بعض المعارضة في الكونغرس. ويتطلع المستثمرون إلى اجتماع للمصرف المركزي الأوروبي الخميس لمزيد من التطمينات بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي تشكيل صندوق استثمار بقيمة 25 مليار يورو (28 مليار دولار) لدعم أنظمة الرعاية الصحية والوظائف والشركات الصغيرة. وقد تماشى ذلك مع نداء لصندوق النقد الدولي دعا فيه إلى "اجراءات كبيرة على صعيد الضرائب والنقد والأسواق المالية" عبر العالم. وحذّر صندوق النقد من أنّ النمو العالمي قد يتراجع دون نسبة 2,9% المسجّلة العام الماضي مع ازدياد المخاوف من حصول انكماش صريح في بعض الدول التي يضربها الوباء أكثر من غيرها مثل إيطاليا. وتعهّد بنك إنكلترا الأربعاء اتّخاذ كلّ الخطوات اللازمة لدعم الاقتصاد البريطاني وقد أعلن خفضاً في نسب الفائدة على وجه السرعة ليحذو بذلك حذو الاحتياطي الفدرالي الأميركي. إلا أنّ نسب الفائدة هي في الأساس في أدنى مستوى ممكن لها في الكثير من الدول إثر عقدٍ من سياسات اتّسمت بالليونة منذ الأزمة المالية في العام 2008، فيما بدأت الحكومات التدخّل مع ما يطرح ذلك من مخاطر انتهاك ضوابط الإنفاق العام. وتعهّدت إيطاليا إنفاق 25 مليار يورو لمكافحة عواقب الفيروس الاقتصادية وقد حثّت الدائنين على التساهل مع الشركات والأفراد الذين يعانون مشاكل في التسديد. وقد أدرجت بريطانيا خطة الدعم في الميزانية السنوية. وأعلنت ألمانيا التي لطالما اعتُبرت الحارس الأوروبي الرئيسي للاستقامة المالية، أنها منفتحة على انفاق أكبر. - سلاح ذو حدّين - وقد يساعد التراجع الكبير المسجّل في سعر النفط في انعاش الاقتصاد العالمي مع ما يحمله ذلك من مخاطر أيضا. وقالت فيكي ريدوود كبيرة خبراء الاقتصاد في "كابيتال إيكونوميكس "في لندن إنّ "التراجع في أسعار النفط سيساعد على خفض التضخّم على المدى القصير إلا أن الخطر الأكبر قد يتأتى من انعكاسات فيروس كورونا المستجد على النشاط الاقتصادي". فثمة احتمال أن يتراجع الطلب بعد أكثر، على ما أوضحت الخبيرة مع تعليق نشاط المزيد من الشركات ووضع المستهلكين في عزلة لمحاربة الفيروس. وقد خفضت الصين التي تعتبر مركز الوباء مع أكثر من 3100 حالة وفاة، نسب الفائدة معلنة سلسلة من الاجراءات لخفض الضرائب أيضا. وتبدو في الأفق بارقة أمل مع بدء تراجع أعداد الإصابات الجديدة في الصين. إلا أنّ لا مفر من الأضرار على الربع الحالي من السنة المالية في الصين وعند شركائها التجاريين. وأعلنت اليابان الثلاثاء حزمة ثانية من إجراءات الطوارئ لمواجهة انعكاسات الفيروس تشمل برنامج قروض بقيمة 15 مليار دولار لدعم الشركات الصغيرة. وطمأن مصرف اليابان المركزي الذي يجتمع الأسبوع المقبل، المستثمرين بأنه "سيجهد لتوفير السيولة الكافية ولضمان استقرار الأسواق المالية". - الانقسام السياسي الأميركي - وفي حبن تعهدت الاقتصادات الكبرى اتخاذ اجراءات حاسمة ، تستمر الولايات المتحدة في الغرق في الانقسام الحزبي المألوف فيها. وقد وعد ترامب بإعلان اجراءات اقتصادية "كبيرة" الثلاثاء وزار الكونغرس في خطوة نادرة لاجراء محادثات مع المشرعين في الحزب الجمهوري. وتقوم أولوية الرئيس في هذه السنة الانتخابية على خفض ضريبة الدخل لمواجهة فيروس كورونا المستجد. إلا ان الديموقراطيين يقاومون هذا الإجراء فيما يخشى بعض حلفاء ترامب في الكونغرس من كلفته وفعاليته. كما أن الحرب الكلامية حول الأولويات ورسائل ترامب المتناقضة حول جدية التعامل مع انتشار الوباء لا تساعد كثيرا الشركات التي تريد نهجاً واضحاً من الحكومة. وقال تشارلي نيذيرتون من شركة "مارش ريسك كونسالتنغ" إنّ "هناك تفاوتاً كبيراً في التواصل في الولايات المتحدة مقارنة مع دول أخرى في العالم. وهذا يفضي إلى استياء". وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "نحتاج إلى استجابة منسقة في ما يتعلق باحتواء الفيروس وتحفيز النشاط التجاري". لكن في نهاية المطاف، قد يكون لشركات الأدوية دورا أهم من أي حكومة أو مصرف مركزي، في عودة الاستقرار الاقتصادي. وقال الخبراء الاقتصاديون في مؤسسة "أي ان جي" المالية "بصراحة ما من اجراءات ضريبية أو نقدية تتمتع بتأثير يوازي تأثير التوصل إلى لقاح ضد فيروس كوفيد-19".

مشاركة :