المصدر الأول لفيروس كرونا المستجد (كوفيد 19) كما أعطت السلطات الصينية العلم بذلك لدول العالم، هي «ووهان» العاصمة الاقتصادية والصناعية لمقاطعة هوبي الصينية، ومنها انتشر، بما يشبه انتشار النار في الهشيم، وسرى إلى دول العالم في مشارق الأرض ومغاربها، شمالاً وجنوبًا، ولم تكن الجغرافيا ولا إجراءات السفر ولا صعوبات إجراءات الانتقال بين حدود الدول لتحول دونه والوصول إلى عدد كبير من دول العالم، بل وإلى تحويل بعضها إلى حاضنة جديدة له، يفرخ فيها وينتشر دون أن يصده جدار أو حاجز. الحكومة الصينية كانت شفافة إلى أبعد الحدود في اطلاع الرأي العام لديها والعالم منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه هذا الفيروس وثبتت سرعة انتقاله بين البشر حين بادرت إلى إعلام منظمة الصحة الدولية بأن جيلاً جديدًا من فيروسات كورونا قد ظهر، أعلمت الصين بكل ذلك رغم أنها دولة صناعية كبرى، ذلك أن خبرًا مثل هذا له انعكاساته السيئة على اقتصادها، وله أضراره المؤلمة على تنافسية اقتصادية صينية باتت تنازع الولايات المتحدة زعامة العالم الاقتصادية والصناعية. تسارع انتشار هذا الفيروس على هذا النحو الذي يعيق محاصرته، وبقاء العلم إلى حد اللحظة عاجزًا عن أن يجد العلاج الفعَّال أو المصل اللازم، يعجل بحتمية تعديل منظمة الصحة العالمية تصنيفها الأوبئة بإضافة قادمة لا محالة لهذا الوباء المستجد. كل دول العالم مهددة اليوم بهذا الفيروس، لكن الدول الأكثر تهديدًا هي الأضعف اقتصادًا والأفقر في بنياتها الصحية. فالصين على عظمتها الاقتصادية وتطور البنية الصحية وصناعة الأدوية فيها تعترضها صعوبات في وقف انتشار هذا الفيروس رغم الحديث عن تناقص في عدد الإصابات الجديدة في الآونة الأخيرة. الحديث عن المصاعب هنا يجري عن الصين وليس عن إيران على سبيل المثال! تقول مختلف التقارير الصحية إن منطقة الشرق الأوسط بيئة مواتية لتفشي هذا الفيروس، تسمح له بأن يتطور ليصبح وباءً، وذلك لأسباب متنوعة يأتي الفقر من جهة وضعف البنيات الصحية في عدد من دول المنطقة على رأسها، هذا فضلاً عما أحدثته النزاعات والأزمات المتتالية من نكبات في دول من المنطقة كالعراق وسوريا واليمن... ولو أننا أخذنا منطقة الخليج العربي جزءًا من منطقة الشرق الأوسط، لنبحث عن أسباب مباشرة لظهور المرض فيها، فإن الواضح والمؤكد أن مصدّر هذا الفيروس إلى دول الخليج هو إيران، ولا دولة غيرها إلا بالمصادفة. فإيران لم تكن شفافة في إظهار حقيقة الوضع الصحي في مجتمعها، ولم تكن تبالي بفداحة نتائج سلوكها اللامسؤول على شعوبها، وتركت الفيروس، بعد أن تفشى في قم، يرتع في ربوعها ويأخذ حريته في الانتشار والتجوال بين محافظاتها! لينتقل مع زوار إيران من دول الخليج العربي، سواء كانت هذه الزيارات قانونية أو غير قانونية. لم تكن هناك أدنى مسؤولية لدى السلطات الإيرانية للإقرار بتفشي الفيروس على أراضيها حتى أخذ مداه في الانتشار وبات إخفاؤه مستحيلاً بعد حصده أرواح المواطنين، وتسلله إلى بعض من البرلمانيين وكبار القادة في هذا البلد الموبوء قبل فيروس كورونا بفيروس حكامه. لامبالاة إيران هذه تجعل طرح السؤال الآتي مشروعًا: هل هناك ما يمنعنا من القول إن الحكومة الإيرانية هي المسؤولة عن انتقال الفيروس من إيران إلى دول الخليج العربي؟ إيران على معرفة بحقيقة الفيروس، وقد كانت تعلم حجم انتشاره على أراضيها، ومارست خداع العالم بإخفاء هذه الحقيقة لأسباب قيل في البداية إنها جاءت بسبب من أنانية النظام وهلعه من تأثر حجم مشاركة الإيرانيين في «الانتخابات» التشريعية بإعلان ظهور الوباء، حتى وإن كانت هذه الانتخابات محسومة النتائج. وهذا يرجح كفة الاعتقاد أن إيران كانت قاصدة ذلك، سواء بكتمان المصيبة عن مواطنيها أم بترويج المرض خارج حدودها باستثمار غادر في زائريها. نهج إخفاء الحقائق ليس بجديد على الحكومة الإيرانية، إذ كل ممارساتها في ما يتعلق بأمن واستقرار الخليج العربي يعكس عدم اكتراثها بسلامة المنطقة ولا سلامة قاطنيها. وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين ماتزال حاضرة في ذاكرتنا وهي توضح إلى أي حد يمكن أن يذهب هذا النظام في ممارسة الكذب والتدليس. بلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا حتى اليوم الثلاثاء الموافق 10 مارس في كل من: البحرين 87 إصابة، والكويت 69 إصابة، الإمارات العربية المتحدة 59 والمملكة العربية السعودية 20 وعمان 6 إصابات، وقطر 18 إصابة. الأعداد حتى هذا التاريخ كبيرة وهي مرشحة للازدياد، وجميع أفراد هذه الإصابات كانوا قادمين من إيران. هناك نواه دينية شرعية، وأنا هنا لا أفتي وإنما أنقل ما أفتى به سماحة الشيخ ياسر العودة، تمنع الانتقال من مكان موبوء إلى آخر، كان ينبغي على إيران أخذها في الحسبان. سؤال يطرح نفسه بإلحاح في هذا الخصوص وهو: أليس ثمة أثر قانوني يُحمل إيران مسؤولية انتشار هذا الفيروس في دول الخليج العربي، ويسمح لهذه الدول بمقاضاتها، وذلك لاستهتارها بأرواح البشر وتعمدها نشر هذا الفيروس؟ خصوصًا وأن هناك حالة واحدة تم ضبطها في الشقيقة السعودية كانت هاربة وتعمدت الاختفاء للوصول إلى الحرم المكي بهدف نشر هذا الوباء!
مشاركة :