حقيقة مطالبة البعض من المتابعين والنقاد المنتخب القطري الشاب، بالتفوق على المنتخبات من أوروبا، وأمريكا الجنوبية، وأفريقيا، في مونديال الشباب، الذي تحتضنه حاليًا الاراضي النيوزلندية، لا يمكن من الاساس اعتباره من القناعات المنطقية والموضوعية، ذلك وبعد الحديث عن فوارق كبيرة، وعلى مستويات مختلفة من ضمنها وابرزها البدنية واللياقية والفنية، التي لا يمكن أن نقول ان لاعبي المنتخب القطري، يتفوقون فيها، على المنتخبات التي واجهوها في المونديال الأخير، لاعتبارات كثيرة يأتي في مقدمتها، التكوين الذي يحظى به غالبية اللاعبين المشاركين في المناسبة العالمية، مع الأندية الأوروبية، من قائمة الصف الأول ومنذ سنوات وعقود مختلفة، وتلك المنافسة على الالقاب في نفس القارة، وهي الاشارة الى الثقافة العامة التي تكونت مع مجموعة من الأجيال خلال السنوات الطويلة الماضية، وتكونت بسببها قيمة مختلفة للاعب المشارك في المسابقات العالمية، ليس من السهل مقارنتها، مع صورة أخرى تكونت مع اللاعب القطري، بسبب حالة بسيطة للاحتراف مع أندية أوروبية، وفي فترات معدودة الأشهر سابقا، ومن غير المعقول، أن نطالب لاعب المنتخب القطري، أن يكون بنفس القدرات، التي يمكن أن يحدثها ويضيفها اللاعب، الذي نشأ وتربى في مدارس وأكاديميات التكوين الاوروبية، ويعيش نفس الأجواء من التقدم والتطور، على مستوى السرعات، والجرعات التدريبية المتكررة في اليوم الواحد، وحتى وان كانت هنالك قيمة جيدة بدءت مؤخرا لاحتراف اللاعب القطري في أوروبا، وأندية محددة، ومن خلالها، تحقق الانجاز الأخير بالوصول للمونديال، بعد حقب زمنية متباعدة، بين ما تحقق سابقا قبل أعوام طويلة، وبين ما يعود للتحقق والظهور الآن، دون وجود حلقة متماسكة للتواصل بين الأجيال والمناسبات.! من الهام جدا أن يعي كل من ينتقد خروج المنتخب العنابي، دون اي انتصار، ان هنالك ثقافة عامة تقول، انه من الهام جدا، أن تتكون الثقافة العامة للاعب القطري، من خلال سنوات طويلة من العمل والتركيز على الاحتراف الأوروبي، وأن يكون للاعب نفسه حضورا حتى على مستوى الأندية المتقدمة في الترتيب، ومن بعدها يكون الجيل نفسه مؤهلا لنقل ثقافة الاحتراف الى أجيال أخرى، تتمكن بعده من الاستمرار في ذات المسار والتوجهات، وهي حكاية لمجموعة من الحلقات، يتوجب ان تكون مرتبطة ببعضها، ومتماسكة، بأسس سليمة في البناء والتأسيس، ليس الاعتماد على موسم أو مجموعة بسيطة من المواسم، لا يزال اللاعب القطري، يحاول خلالها التأقلم مع حالة مختلفة لم يعتد عليها، ولم تنقل اليه على مستوى ثقافات من سبقوه من أجيال ومجموعات للاعبين.! ان ما يهم ذكره الان، هو الاشارة الى أن التفوق الذي سجله العنابي في البطولة الاسيوية التي اهلته بطلا الى المونديال الأخير، جاء بسبب تفوقه، على المنتخبات الاسيوية، التي لم تسبقه كثيرا الى مشاريع الاحتراف الاوروبي، وبالتالي لم يجد الصعوبة التي يمكن أن تذكر، حتى يقدم نفسه بطلا مميزا للمسابقة القارية، واذا ما اقتنعنا بالجزئية الأخيرة، فمن البديهي أن نقول ايضا أن الوصول للمونديال، هي خطوة بسيطة ومبتدءة لا أكثر، يحتاج أن تتبعها خطوات، وأن يكون المسؤول حريصا على ايصال الرسالة للاعبين ومن يتابعون قراراته، أن الكرة القطرية، ستتمسك بمشروعها الأوروبي، حتى تتحقق الأهداف والطموحات، ليس التوقف عند مرحلة طبيعية من النتائج يمكن ان تتعرض لها حتى اي من المنتخبات الأوربية، او تلك التي اعتادت على منصات التتويج العالمية.!
مشاركة :