"الدوحة واصلت تألقها على مختلف الأصعدة واستضافت عشرات النشاطات، واستمرت بتنفيذ مشاريع ضخمة على صلة بتنظيم كأس العالم 2022"- "الأزمة ساهمت في ترسيخ اسم قطر كوسيط دولي يرعى اتفاقيات السلام" قال سفير الدوحة لدى أنقرة سالم بن مبارك آل شافي إن بلاده لن تنسى وقفة تركيا التاريخية لكسر الحصار المفروض على قطر منذ ساعاته الأولى. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير القطري، للأناضول، بعد مرور ألف يوم من الحصار على بلاده في نهاية فبراير/شباط الماضي. ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة. وفرضت تلك الدول عقوبات اقتصادية على الدوحة شملت إغلاق حدودها البحرية والبرية والمجال الجوي؛ ما تسبب في إغلاق منافذ استيراد مهمة لقطر، البالغ عدد سكانها نحو 2.7 مليون نسمة يعتمدون بشكل أساسي على الواردات في تلبية معظم حاجياتهم الغذائية. وأضاف آل شافي: "أكمل الحصار الجائر ألف يوم، كانت دهرا من الإخفاق والفشل والتخبط والسقوط الأخلاقي لدول الحصار". واستدرك: "لكنها بالنسبة لدولة قطر كانت ألف يوم من العزة والثبات والصمود والنجاح والشموخ". وأوضح أنه بعد إعلان الحصار "تمكن الاقتصاد القطري من التعامل مع الأمر، ولا ننسى وقفة تركيا التاريخية إلى جانبنا؛ حين هبت على الفور، وأنشأت جسرا جويا معنا خلال الساعات الأولى من بداية الحصار". وأردف: "بدأت البضائع التركية بالتدفق إلى الدوحة، كما قامت تركيا بعد ذلك بتدشين خط بحري مباشر من ميناء إزمير (غرب) إلى ميناء حمد للحفاظ على تدفق البضائع بشكل مستمر". وتابع: "كما حملت الشاحنات التركية البضائع إلى الدوحة عبر إيران والعراق بناءً على اتفاقيات الترانزيت". وأشاد بموقف تركيا من الحصار قائلا إنها "انحازت للحق، وهي التي لم تتخلف يوما عن كل ما يسهم في استتاب الأمن ووحدة المنطقة واستقرارها". وأبدى السفير تفهم بلاده "للتحركات التي تقوم بها تركيا لحماية أمنها القومي وضمان ظروف عيش لائقة للاجئين الذين احتموا بأراضيها، ونعلم أن مواقفها الإنسانية ومقاربتها الأخلاقية جعلتها شبه وحيدة أمام التكتلات الأخرى، لكن التاريخ لا ينسى، ويُسجل كل شيء"، في إشارة للعمليات العسكرية التي نفذتها تركيا ضد الإرهاب ودفاعا عن المدنيين شمالي وشمال غربي سوريا. في سياق متصل، ذكر السفير القطري أن دول الحصار "كانت تهدف إلى عزل قطر دوليا عبر إغراق المجتمع الدولي بسيل من الادعاءات والأكاذيب، لكن الحقائق تنتصر دائما ولا يمكن حجبها؛ لذا باءت كل تلك الجهود بالفشل". وأشار إلى أن بلاده رغم الحصار "واصلت تألقها على مختلف الأصعدة، واستضافت عشرات النشاطات، واستمرت بتنفيذ مشاريع ضخمة على صلة بتنظيم الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، الذي نعلم جميعا أن فوز قطر بتنظيمه لعام 2022 أحد أهم أسباب افتعال الأزمة الخليجية". واختتم بأن الأزمة "ساهمت في ترسيخ اسم قطر كوسيط دولي يرعى اتفاقيات السلام، وأقرب مثال على ذلك اتفاق السلام التاريخي الذي رعته الدوحة مؤخرا بين طالبان والولايات المتحدة بعد عشرين عاما من الحرب التي أنهكت افغانستان، رغم محاولات دول الحصار إفشال الاتفاق وعرقلته". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :