دمشق - وكالات: سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على إحدى أكبر القواعد العسكرية في جنوب سوريا، في ضربة جديدة إلى النظام تضاف إلى سلسلة خسائر تكبدها أخيرا، وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس "تم تحرير اللواء 52 بالكامل صباحا من سيطرة الجيش النظامي بعد 24 ساعة من القتال" . وتقع القاعدة العسكرية جنوب شرق الطريق الدولي الذي يربط دمشق بالعاصمة الأردنية. وتضم لواء مدرعات وكتائب مشاة ومدفعية وراجمات، بحسب ناشطين. ويبلغ تعدادها الإجمالي 35 ألف عنصر، وأوضح الريس أن قوات النظام كانت تستخدم هذه القاعدة "لقصف المناطق الشرقية في المحافظة وهي تعد من خطوط الدفاع الأساسية عن دمشق" . وأطلقت "الجبهة الجنوبية" اسم "معركة القصاص" على معركة "تحرير اللواء 52" . وتضم الجبهة الجنوبية مجموعة من كتائب المعارضة المعتدلة بينها الفيلق الأول وفصائل إسلامية بينها أحرار الشام. وأوضح مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول ضياء الحريري عبر الانترنت أن الهجوم جاء "للاقتصاص من اللواء الذي أذاق القرى الكثير من القصف، وكان المسؤول عن اقتحام القرى والمدن الثائرة في درعا" . وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته سيطرة "فصائل إسلامية ومقاتلة على أجزاء واسعة من اللواء 52" المحاذي لبلدة الحراك في الريف الشمالي الشرقي لدرعا بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قوات النظام انسحبت من مقر اللواء إلى بلدة الدارة المجاورة. وتخلل الهجوم على مقر اللواء اشتباكات عنيفة تسببت، وفق المرصد، بمقتل عشرين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و 15 مقاتلاً من الفصائل بينهم عقيد منشق وقائد لواء. وتسيطر فصائل المعارضة على معظم محافظة درعا وعلى أجزاء كبيرة من مدينة درعا، مركز المحافظة، التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في منتصف مارس 2011. وتعرض النظام خلال الشهرين الأخيرين لسلسة خسائر في الجنوب والشمال على أيدي مقاتلي المعارضة وجبهة النصرة. كما خسر النظام مدينة تدمر الأثرية (وسط) ومناطق واسعة في محيطها وصولا إلى الحدود العراقية (شرق) على أيدي تنظيم داعش. ويرى خبراء أن الخسائر الأخيرة للنظام دفعته إلى اعتماد "استراتيجية دفاعية" تقوم على الدفاع عما يعتبره "مناطق حيوية" والممتدة من دمشق إلى الساحل غربا. في الوقت نفسه، وعلى الرغم من الإدانات الدولية المتتالية، يواصل النظام حملة القصف الجوي على مناطق عدة خاضعة لسيطرة المعارضة، مستخدما البراميل المتفجرة والصواريخ. وتحصد هذه الغارات عشرات القتلى يوميا. وأفاد المرصد عن مقتل "أربعة مواطنين من عائلة واحدة جراء قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر" على حي طريق الباب في مدينة حلب. إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتلى وجرحى في تفجير انتحاري استهدف مقرا لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في بلدة القحطانية (تربه سبي) بمحافظة الحسكة. وقال المرصد،الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن الانفجار ناجم عن تفجير رجل لنفسه في المقر. وكان عنصر من تنظيم " داعش قد فجر نفسه في 20 مايو الماضي قرب مركز للتجنيد في ناحية الجوادية (جل آغا)، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
مشاركة :