استدعت وزارة الخارجية العراقية مساء أمس الجمعة سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى بغداد، بعد الغارات التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي وللجيش العراقي في محافظة بابل مساء الخميس. كما عقد وزير الخارجية محمد علي الحكيم اجتماعًا طارئًا حضره وكلاء الوزارة ومستشاروها لتدارس الإجراءات بعد ما وصفته الخارجية بـ»الاعتداء الأمريكي».فيما، استنكر الرئيس العراقي برهم صالح «القصف الأجنبي» الذي استهدف مواقع داخل الأراضي العراقية، معتبرًا أن هذا الأمر يُشكِّل انتهاكًا للسيادة الوطنية العراقية. وشدد على أن «معالجة الأوضاع الأمنية تأتي من خلال دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها وتعزيز قدراتها وإرادتها لفرض القانون وحماية السيادة، ومنع تحول أراضيها إلى ساحة حرب بالوكالة». واعتبر صالح أن «الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الدولة هي إضعاف ممنهج وخطير لقدراتها وهيبتها بالتزامن مع مرحلة يواجه فيها العراق تحديات جسيمة وغير مسبوقة، سياسيًا، اقتصاديًا وماليًا، أمنيًا وصحيًا». وأهاب بالمجتمع الدولي «دعم العراق واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل». كما شدد صالح على ضرورة «منع تحول العراق إلى ساحة حرب للآخرين، والتركيز على استكمال وحماية النصر على الإرهاب». بدوره، أدان الجيش العراقي الضربات الجوية الأمريكية التي وقعت خلال الليل وقال إنها أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 12، واصفًا إياها بأنها «اعتداء سافر» و»انتهاك للسيادة». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت أن الضربات استهدفت 5 مخازن للأسلحة تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران بما في ذلك منشآت تحتوي على أسلحة تم استخدامها في الهجمات السابقة على قوات التحالف الدولي ضد داعش التي تقودها واشنطن. واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة أن الضربات الأمريكية كانت ردًا «متكافئًا» على مقتل أمريكيين وبريطانية في هجوم صاروخي على قاعدة التاجي الجوية الأربعاء. إلى ذلك، حذّرت إيران الجمعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قيامه بأفعال «خطيرة» بعدما شنّت القوات الأمريكية ضربات جوية استهدفت مواقع لجماعة موالية لطهران في العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن توجه أصابع الاتهام لآخرين. بشأن عواقب وجودها غير الشرعي في العراق ورد فعل الدولة على اغتيال وقتل قادة عراقيين ومقاتلين». وأضاف «بدلًا من القيام بأفعال خطيرة وإطلاق اتهامات لا أساس لها، ينبغي على ترامب إعادة النظر في وجود وسلوك قواته في المنطقة». وجاء البيان بعد ساعات على إعلان البنتاغون أن الولايات المتحدة شنت ضربات استهدفت كتائب حزب الله في العراق.
مشاركة :