أنقرة (رويترز) - قال مسؤول أمني تركي يوم الجمعة إن مراكز المراقبة التركية في منطقة إدلب السورية باقية في مواقعها وتؤدي مهامها على الرغم من تطويق القوات الحكومية السورية لها وذلك بعد أسبوع من اتفاق بين أنقرة وموسكو على وقف إطلاق النار هناك. واتفقت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان طرفين متصارعين في الحرب السورية، في الخامس من مارس آذار على وقف القتال في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا بعد أن أدى تصاعد العنف إلى نزوح حوالي مليون شخص واقتراب الجانبين من شفا المواجهة. ويعالج الاتفاق مخاوف تركيا الرئيسية المتمثلة في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية السورية ويترك المواقع التركية محاصرة. وقتل نحو 60 جنديا تركيا في اشتباكات بالمنطقة منذ الشهر الماضي لكن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير منذ الخامس من مارس آذار. وأقامت تركيا 12 مركزا للمراقبة العسكرية في منطقة إدلب بموجب اتفاق مع روسيا عام 2018، لكن الكثير من هذه المواقع أصبحت الآن في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية. وكانت أنقرة قد حذرت من قبل من أنها ستطرد القوات السورية من المنطقة إذا لم تنسحب، لكنها لم تفعل بعد. وقال مسؤول أمني تركي ”لا توجد خلافات بشأن مراكز المراقبة. ولا انتهاكات أيضا (لوقف إطلاق النار) ضد مراكز المراقبة.. مراكز المراقبة ستستمر في أداء واجباتها“ مضيفا أنه لن يتم سحب أسلحة ثقيلة أو معدات من هناك. ومضى قائلا في إفادة في أنقرة ”الهدف من مراكز المراقبة هو وقف إراقة الدماء والمأساة الإنسانية. يجب النظر إلى الخطوة التي اتخذت في الخامس من مارس باعتبارها تحركا في هذا الاتجاه. لا يوجد شيء على غرار ’تم توقيع اتفاق في 5 مارس‘ وبالتالي كل شيء انتهى‘ لقد تم تجميد (الوضع) فحسب“. وبموجب الاتفاق، ستقوم القوات التركية والروسية بدوريات مشتركة على طول الطريق السريع إم4 الذي يربط بين شرق سوريا وغربها وإنشاء ممر أمني على جانبيه. ووصل وفد روسي إلى أنقرة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات حول تفاصيل الاتفاق. وقال المسؤول ان المحادثات مع الروس التي كان من المقرر اختتامها يوم الخميس ستنتهي يوم الجمعة واصفا إياها بأنها ”ايجابية“. وأضاف أن أول دورية مشتركة سيجرى تسييرها يوم الأحد كما هو مزمع وأنه سيتم اتخاذ ”كل ما يلزم“ ضد أي جماعات تحاول عرقلة هذا. قال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن تركيا، التي تساند بعض جماعات المعارضة السورية، لن تتواني عن القيام بعمل عسكري أقوى في إدلب في حال خرق وقف إطلاق النار. وقال المسؤول التركي أيضا يوم الجمعة إنه سيكون هناك ”تدخل ضروري“ ضد الجماعات التي تعمل على انتهاك وقف إطلاق النار.
مشاركة :