قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى- حثنا على اللجوء إليه ودعائه في الشدة والرخاء؛ فهو قريب مجيب.وأضاف "جمعة" عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الله- عز وجل- طلب منا أن نكون مخلصين له في الدعاء وأن ندعوه خوفا وطمعا، وتضرعا وخفية.وتابع عضو هيئة كبار العلماء: ودلنا على مفاتيح الدعاء وهي أسماءه الحسنى، كل ذلك ورد إلينا عبر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.واستشهد بقوله - تعالى-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ .واستدل أيضًا بقوله - سبحانه-: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ ،﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ﴾ ، ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.وواصل الدكتور على جمعة أن النبي ﷺ أخبرنا في سنته بأن الله سبحانه يستحي أن يرد العبد خائبا بدعائه، وأن الدعاء من أكرم العبادات عليه سبحانه، وأنه تعالى يستجيب الدعاء، وأنه يحب أن يسأل، فقال - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [أبو داود].واستند أيضًا إلى قوله ﷺ: « ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء »، [رواه أحمد]، وقال ﷺ: « ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم »، [رواه الحاكم]، وقال ﷺ: « سلوا الله تعالى من فضله, فإنه تعالى يحب أن يسأل, وأفضل العبادة انتظار الفرج »، [رواه الترمذي]. واستكمل: وقال الخطابي: «معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ، وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه».ونوه عضو هيئة كبار العلماء أن للدعاء آداب ينبغي للمسلم أن يتحلى بها ويتحرى إصابتها ومنها : أن يكون مطعم المسلم ومسكنه وملبسه من حلال الرزق لا حرام فيه.وأردف: ومن الآداب كذلك أن يتحرى المسلم الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعائه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء.وأفاد أنه من آداب الدعاء كذلك أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بالدعاء.وأبان أنه من الآداب أيضا إخفات الصوت في الدعاء والاعتدال بين المخافتة والجهر.وألمح أنه من الآداب أن لا يتكلف السجع، فلا يهتم بشكل الدعاء والموسيقى الصوتية فيه فهذا كل من الشكليات التي تذهب بحقيقة الدعاء.وأشار أنه من الآداب أن يجزم المسلم في الدعاء ويوقن بالإجابة، كذلك الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثًا.وبين : وأيضًا أن لا يستبطئ الإجابة، يقول قد دعوت فلم يستجب لي. واستكمل: ومن الآداب أن يفتتح الدعاء بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ.ونبه أنه من الآداب كذلك جعل الثناء عليه سبحانه والصلاة عليه ﷺ في آخر الدعاء.ونوه أنه قد يتوهم بعض الناس التعارض بين نفاذ القدر والدعاء، فلا ينبغي للمسلم توهم التعارض بين نصوص الشرع الشريف، فالشرع جاء بحتمية الإيمان بالقدر، وجاء بالحث على الدعاء، وذلك لأن الدعاء عبادة لها أثرها العظيم، والقضاء أحد أركان الإيمان.وأكد الدكتور على جمعة أن النبي ﷺ لم يدع الدعاء قط، فكم رفعت محنة بالدعاء، وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.واختتم عضو هيئة كبار العلماء: " فإذا فهم المسلم عن الله تلك الدقائق وتحرى آداب الدعاء وصدق في اللجوء إلى الله، قبله الله واستجاب له دعاءه، نسأل الله أن يستجيب لنا وأن يقبلنا".
مشاركة :