يوسف أبو لوز ليست هذه هي المرة الأولى التي يحتفل بها مؤشر البحث العالمي «جوجل» بشخصية - اعتبارية جزائرية في مجال الفنون التشكيلية، هي الرسّام محمد خدّة (1930-1991)، ففي الأسبوع الثاني من ديسمبر 2018 احتفل «جوجل» بالرسّامة الجزائرية الفطرية باية محيي الدين (1931- 1998)، وللتذكير بهذه الفنانة هي التقت بيكاسو في باريس وعملت معه بين عامي 1948 و1952، وهناك من يقول إنه تأثر بها، وكانت كما في الموسوعة الحرّة مصدر إلهام سلسلة رسوماته التي جاءت تحت عنوان «نساء الجزائر».ثمة مشتركات زمنية وحياتية بين باية محيي الدين ومحمد خدّة، ففي السابعة عشرة من عمره ذهب إلى باريس، والتقى هناك بعدد من الفنانين الذين وجّهوا تجربته التشكيلية إلى آفاق فنية أوسع، وعندما كانت باية محيي الدين في السابعة عشرة من عمرها، اكتشفها تاجر لوحات فرنسي، ومن حيث عام الولادة ولدت باية بعد عام واحد من ولادة محمد خدّة.فضيلة «جوجل» في مثل هذا التقليد الذي يتمثل في الإضاءة الرمزية الصحفية على فنانين وشعراء وموسيقيين ومغنّين عرب أنه يضيء على شخصيات ربما نعرف عنها للمرة الأولى من خلال هذه التعريفات الموجزة في مؤشر البحث، والفضيلة الثانية، أن المادة الموجزة التي يقدّمها لنا «جوجل» عن هذه النماذج العربية هي حافز للبحث والقراءة بشكل موسّع عن هذه الشخصيات الثقافية والفنية والعربية.لدى البحث في المواقع الإلكترونية عن التجربة الفنية للفنان الجزائري محمد خدّة سوف نعثر على بحث جامعي حول النماذج التجريدية في أعماله الفنية للباحثة عَمَارة كحلي.نعرف من خلال بحث كحلي أن محمد خدّة نشر عدداً من المقالات والدراسات المتخصصة في الفن وجمعها في كتابين: الأول «معطيات من أجل فن جديد 1972» و«صفحات متناثرة مترابطة 1983».ترى عَمَارة كحلي أن ما سمّته «الإشكال الأهم» الذي يتعرض إليه الفنان محمد خدّة يصب في رؤيته للفن التجريدي الذي ينتسب إليه، وتقول: «.. يسعى محمد خدّة إلى الدفاع عن وجود الفن التجريدي بالعودة إلى الفن العربي الإسلامي، وهي المرجعية التي تكفل له الدعم الذي ينتصر لفكرة التجريد، وينبذ التجسيم، وأنه استعاد نموذج الخطّاط الواسطي الذي عاش روح عصره في القرن السابع الهجري، ويظهر الزيتون في عدد لا يُستهان به من لوحاته، بوصفه «ثيمة» للإنسان المتوسطي». yabolouz@gmail.com
مشاركة :