البيئة في مجلات الشهر: حماية الموائل الطبيعية حماية لمستقبل الأرض

  • 3/15/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه الموائل الطبيعية للأنواع الحية حول العالم تهديدات متزايدة سنة بعد سنة، ويؤدي تراجعها إلى إلحاق ضرر واسع بالتنوع الحيوي، مما سيترك بالتأكيد أثره على الإنسان ومستقبل الأرض. الإصدارات الجديدة من المجلات العلمية لشهر مارس (آذار) 2020 ناقشت بعض هذه التهديدات، والمصاعب التي تعترض العلماء في دراستها والحد من مخاطرها، إلى جانب تحديات التغيُّر المناخي والطاقة وإدارة النفايات. - «ناشيونال جيوغرافيك» غلاف العدد الجديد من ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) حمل عنوان «نهاية القمامة». ويتناول مقال الغلاف تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال تدوير وإعادة استخدام المخلّفات، فمن أصل 100 مليار طن من المواد الخام التي يجري استخراجها سنوياً، يجري تدوير واسترجاع نحو 10 في المائة فقط، بينما يذهب ثلثا المواد إلى مكبات النفايات أو تتسرب إلى الطبيعة على شكل مخلفات عشوائية أو انبعاثات في الجو. ويمكن التخفيف من استنزاف الموارد بوسائل عدة، أهمها إعادة استخدام المخلفات في منتج آخر وتدوير النفايات للإفادة منها كمواد خام وتحويل القمامة إلى طاقة بالترميد والتغويز. ولكن أي حل جدي يجب أن يبدأ من تقليل كمية النفايات من المصدر. - «نيو ساينتِست» تجربة الاندماج النووي في بريطانيا كانت ضمن عناوين الإصدارات الأسبوعية الأخيرة لمجلة نيو ساينتِست (New Scientist). وتعتزم سلطة الطاقة الذرية البريطانية إجراء تجربة اندماج نووي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) هذه السنة، باستخدام نوعين من نظائر الهيدروجين لتوليد طاقة تزيد عشرة أضعاف طاقة التشغيل، مما سيمثّل علامة فارقة على الطريق نحو إنتاج طاقة نظيفة باستخدام مفاعلات اندماج نووي تجارية. وفي مقال آخر ناقشت المجلة ظاهرة «الهوس بزراعة الأشجار»، وفيما لا يختلف اثنان حول أهمية زراعة الأشجار للبيئة، إلا أن السباق بين الشركات والسياسيين للإعلان عن خطط كبرى من أجل زراعة الأشجار للحد من تغيُّر المناخ يثير الكثير من الجدل. ويرى العلماء أن زراعة الأشجار لا تكفي وحدها لتحقيق الأهداف المناخية المعلن عنها في اتفاقية باريس، ويعتقد البعض أن السباق الحاصل ليس أكثر من تشتيت للأنظار عن الغاية الأهم بتخفيض الانبعاثات من مصدرها، علما بأن التشجير غير المخطط ينطوي على آثار سلبية بما فيها الإضرار بالتنوع الحيوي. - «ساينتفك أميركان» عرض العدد الجديد من ساينتفك أميركان (Scientific American) مشكلة تناقص أعداد الفراشات الملكية التي تهاجر الملايين منها سنوياً بين موطنها الشتوي في الجبال المكسيكية إلى شرق الولايات المتحدة وكندا. ويلقي الكثيرون باللوم في تناقص الفراشات على استخدام مبيدات الأعشاب التي تقضي على نبات الصقلاب حيث تضع الفراشات بيوضها، فيما يشير البعض إلى عامل آخر يتمثل بقطع الأشجار في محيط الغابات المكسيكية المصنّفة ضمن مواقع التراث العالمي. وكانت هجرة الفراشات الملكية بدأت بشكل غامض منذ القرن التاسع عشر، وبعد أكثر من قرن لم يعد البحث عن أسباب هذه الهجرة هو اللغز الأهم الذي يسعى الباحثون لحلّه، وإنما يتركز جهدهم في معرفة أسباب تناقصها وكيفية إنقاذها. - «ساينس إيلوستريتد» تناولت ساينس إيلوستريتد (Science Illustrated) ما وصفته بالأسلحة التي يطورها العلماء في الحرب على الكربون لمواجهة تغيُّر المناخ. وترتفع تركيزات غازات الدفيئة في الجو بشكل مطرد منذ بدء عصر النهضة الصناعية، حيث ازداد تركيز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 45 في المائة فيما ارتفع تركيز الميثان بمقدار 150 في المائة. ويقترح بعض العلماء رش فلز الأوليفين (الزبرجد الزيتوني) على الشواطئ، الذي يمتص ثاني أوكسيد الكربون من الجو بوجود الرطوبة. ويدرس آخرون تسخين الفحم الحيوي (بيوتشار) لاستخلاص الكربون الجوي. - «هاو إت ووركس» سلوك القطط المنزلية كان أحد مواضيع مجلة هاو إت ووركس (How It Works). وتبدي القطط عدداً من سلوكيات النمور والأنواع الأخرى من القطط البرية الكبيرة، بما فيها التعامل مع الغذاء بمنطق المفترس والفريسة، والوثب بلطف نحو مالكها مع إظهار تعابير الهجوم والتحفز، وكذلك خدش الستائر والأرائك كمظهر لتحديد نطاق الإقليم الخاص بها. ويقترح علماء أن القط المنزلي يتميز بدماغ قادرة على تخزين المعطيات بمقدار يفوق سعة 1500 حاسب لوحي، كما يمتلك ذاكرة قصيرة تمتد لنحو 16 ساعة، وهذه تفوق ما يملكه الكلب بمائتي ضعف. - «بي بي سي ساينس فوكَس» حاولت مجلة بي بي سي ساينس فوكَس (BBC Science Focus) في عددها الأخير أن تجيب على فرضية «ماذا لو منعنا صيد الأسماك». ويستهلك الإنسان في المتوسط 20 كيلوغراماً من السمك سنوياً، وقد ارتفع معدل تناول الأسماك بمقدار ضعف زيادة النمو السكاني العالمي خلال السنوات بين 1961 و2016. ويؤدي الطلب المتزايد على الأسماك إلى استنفاد الموارد السمكية في البحار والمحيطات، إلى حد أن بعض الأنواع السمكية تتعرض لما يوصف بالصيد الجائر. ولا تقتصر الآثار السلبية للصيد على الأنواع السمكية، بل تمتد إلى النظم البيئية من خلال تلويث المياه بمخلفات الصيد وتخريب الموائل الطبيعية كالشعاب المرجانية. - «سميثسونيان» تضمن العدد الجديد من سميثسونيان (Smithsonian) مقالاً مصوراً عن حيوان «الولفيرين» أو ما يعرف بالدب الظربان، أحد أنواع ابن عرس الذي يعيش في المناطق شبه القطبية ومناطق التندرا الباردة. ويشتهر «الولفيرين» بالوحشية والقوة غير المتناسبة مع حجمه، كما يتميز بقدرة موثقة على قتل فريسة يبلغ حجمها أضعاف حجمه. وكان «الولفيرين» شائعاً في ألاسكا، إلا أن تعداده شهد انخفاضا منذ القرن التاسع عشر نتيجة الصيد وتقلُّص نطاق الانتشار وتجزئة الموطن. ويبلغ تعداد الولفيرين في ألاسكا حالياً نحو 300 حيوان ينتشر ضمن مساحة كبيرة تجعل دراسته تحدياً للعلماء. - «بوبيولار ساينس» هل حان الوقت لإعادة المياه إلى مجاريها من خلال إزالة السدود المشادة على الأنهار؟ سؤال عرضته بوبيولار ساينس (Popular Science) على عدد من الباحثين للإجابة عنه. وفيما كانت السدود أحد محركات التنمية في العالم حتى وقت قريب، ظهرت بدائل أكثر جدوى تحد من هدر المال العام وتعيد توظيفه في مصادر الطاقة المتجددة، كما تقلل من الأثر البيئي الناتج عن السيطرة على مجاري الأنهار وتقييد تدفقها. ويخلص مارتن دويل، أستاذ النظم النهرية في جامعة «ديوك» الأميركية، إلى أن مستقبل 80 في المائة من السدود هو موضع شك، أو يجب أن يكون كذلك.

مشاركة :