على غير المتوقع.. كشفت زيارة رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد): «يوسي كوهين» السرية لـ(قطر) وبرفقته قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلي «هرتسي هليفي» في الثالث والعشرين من شهر فبراير الماضي.. عن تفاصيل مثيرة ومدهشة من العلاقات الوطيدة بين (إسرائيل وقطر).. التي بدأت على أرض الواقع فعلاً بعد مؤتمر مدريد للسلام في تسعينيات القرن الماضي.. بـ(افتتاح) مكتب تجاري إسرائيلي في العاصمة القطرية: «الدوحة» الذى افتتحه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك: (شمعون بيريز) في عام 1996م.. حيث تم توقيع اتفاقيات لبيع الغاز القطري لـ(إسرائيل)!! والتي تطورت فيما بعد تطوراً مثيراً ومدهشاً.. حتى تم إنشاء: (بورصة للغاز القطري).. في «تل آبيب»؟! وليس في «الدوحة» أو أي عاصمة خليجية أخرى؟ وإن قيل في تبرير ما فعلته «الدوحة» آنذاك.. إن حاجة قطر إلى (المال) هي التي يكمن وراء ذلك.. أما (السرية) التي تم بها بيع الغاز القطري لـ(إسرائيل)، وإنشاء (البورصة) في عاصمتها «تل آبيب» بصورة سرية.. إنما كان سببه تفادي غضب الأشقاء الخليجيين والعرب بصفة عامة و(الفلسطينيين) في مقدمتهم..!! لكن للعلاقة القطرية الإسرائيلية.. لم تقف عن هذا الحد -المبرر اقتصادياً- بصورة أو بأخرى!!، ولكنها تجاوزته إلى اللقاء السري الذي تم في العاصمة الفرنسية «باريس» بين: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري: «حمد بن جاسم» (علناً) تحت مظلة بحث النزاع الفلسطيني الإسرائيلي!! وسراً لبحث (صفقة التبادل مع جلعاد شاليط) التي لم يُكشف النقاب عنها.. وعن تفاصيلها!! حيث تم التأكيد في ذلك (اللقاء السري) على استمرار بيع الغاز القطري لـ(إسرائيل) لفترات غير محددة، وبالأسعار «رمزية»!! إلى جانب.. تبادل الطلبة المبتعثين القطريين إلى الجامعات الإسرائيلية، والطلبة الإسرائيليين الجامعات القطرية؟! لقد كان كل ذلك يجري سراً وبعيداً عن الإعلام وعيونه.. بينما كانت تتظاهر (قطر) في العلن بدعمها لـ(القضية الفلسطينيين) وحقوق الشعب فلسطين، وعندما تنبهت «القاهرة» لما كان يجري في الخفاء بين (قطر) و(إسرائيل).. وأخذت تهاجم قطر والإعلام القطري، وتكشف عن العيبة و(حرباءتيه).. كان معظم الخليجيين ينتصرون ببراءة لـ(قطر): الدولة الصغيرة حجماً والمحدودة سكاناً وعدداً أمام (مصر) القوية والقادرة على كل المستويات!! ومع استمرار النمو الإيجابي في العلاقات القطرية الإسرائيلية.. تم قطع العلاقات مع (قطر) من كل من المملكة ومصر والبحرين والإمارات.. إلا أن ذلك لم يحدث أثره السياسي المطلوب، وظلت العلاقات القطرية الإسرائيلية تتنامى وعلى كل المستويات.. إلى أن قام رئيس (الموساد) الإسرائيلي بزيارته السرية إلى الدوحة في شهر فبراير الماضي، حيث طلب من السلطات القطرية والمسئولين القطريين (الاستمرار في تمويل «حماس» فى «غزة» لأن المنحة القطرية تنتهي في شهر مارس الجاري)!! كما قال يوسي كوهين!! وهكذا اختلط مع طلبه الحابل بالنابل كما يقولون!! فلا تدري معه أين تقف (قطر) نفسها!! وأين تقف «حماس»؟ وأين يقف جهاز (الموساد) نفسه الذي يطالب باستمرار دعم قطر المالي لـ(حماس)..؟ لكن الأخطر من كل هذه العلاقات التجارية والطلابية بين «الدوحة» و«تل آبيب» إنما يكمن في هذا (التعاون العسكري) الذي بدأ يُطل ما قطاع العلاقات الرباعية العربية مع القطر، فقد ذكرت مصادر إسرائيلية أن 75 % صادراتها العسكرية.. إنما تذهب لـ(قطر)؟!، وأن (قطر) تعاقدت مع «روسيا» على شراء (400 صاروخ إس)!! ونظراً لضيق مساحتها.. فقد تم الاتفاق على نشر تلك الصواريخ فوق الأراضي (الإيرانية)!! لحين الحاجة إليها؟! فيما الذي تريده (قطر) من وراء دعم واستمرار علاقاتها المشبوهة مع (إسرائيل)..؟ وما الذي تريده قطر من استخدامها للأرضي «الإيرانية» لنشر تلك الصواريخ..؟ أكل هذا لمواجهة (المقاطعة) الرباعية العربية..؟! إن مواجهة المقاطعة الرباعية العربية لا تكون بكل هذه الضوضاء السياسية في المنطقة.. ولكنها تكون بـ(الدبلوماسية) ومن خلال التعاون والتنسيق مع (البيت الخليجي) أولاً، وقادته وحكمائه إذا تخلت (قطر) عن تكابرها واعتمادها في غباء.. بأنها (قطر العظمى)!!
مشاركة :