تحقيق إخباري: جبل أثري في نابلس شمال الضفة الغربية ساحة صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين

  • 3/15/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نابلس 14 مارس 2020 (شينخوا) أصبح جبل "العرمة" جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ساحة صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لما يحمله من مكانة لدى الجانبين. ويقع الجبل الذي يعد مكانا أثريا يعود للحكم العثماني في الجهة الشرقية من بلدة (بيتا) جنوب نابلس على مساحة تقدر بـ 250 دونما وارتفاع 1500 متر عن سطح البحر. وتعد المنطقة استراتيجية حيث تطل على قرى عدة في المدينة ومن الشرق على الحدود الأردنية ومن الغرب على البحر المتوسط، كما توجد بالجبل بقايا قلعة قديمة تحتوي على ثلاث مقابر حجرية وخزانات مياه. ويتهم الفلسطينيون، المستوطنين بشن هجمة على الجبل من أجل السيطرة عليه واعتباره منطقة أثرية تاريخية وإدراجه ضمن المسارات السياحية الاستيطانية في الضفة الغربية. ولم تعقب مصادر إسرائيلية رسمية على تلك الاتهامات، إلا أن الإذاعة الإسرائيلية العامة ذكرت أن مستوطنين إسرائيليين، يعتزمون التموضع في الموقع الذي يعود إلى الحقبة الحشمونية (140 وحتى 116 قبل الميلاد). ويقول رئيس مجلس قروي (بيتا) فؤاد معالي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الجبل ساحة صراع حقيقة بين حق الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين وباطل المستوطنين الإسرائيليين الذين يحاولون السيطرة عليه". ويتهم معالي "المستوطنين بمحاولة السيطرة على الجبل لصالح البناء الاستيطاني بهدف فصل جنوب المدينة عن شمالها"، مشيرا إلى أن إسرائيل تضع عينيها على المناطق الحيوية والمرتفعة للسيطرة عليها". ويضيف معالي بينما يشير إلى قرى المدينة من حوله، أن أهالي المدينة "متنبهون لذلك وهم يرابطون على الجبل يوميا من أجل الدفاع عنه بكل قوة وعدم السماح للمستوطنين بتملكه مهما حدث". ودعا معالي السلطة الفلسطينية إلى العمل على تطوير المنطقة وإقامة مشاريع فيها في إطار "مقاومة المشاريع الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة عليها باعتبارها منطقة استراتيجية". ومنذ أسبوعين وضع نشطاء فلسطينيون علما فلسطينيا ضخما على سارية وسط الجبل وباتوا يعتصمون منذ ساعات العصر وحتى صباح اليوم التالي للتصدي لمحاولات مستوطنين السيطرة عليه. وتزامنا مع ذلك جرت مواجهات عنيفة بالمنطقة بين الشبان المعتصمين وقوات الجيش الإسرائيلي آخرها الأربعاء الماضي أدت إلى مقتل طفل يدعى محمد حمايل (15 عاما)، وإصابة 112 آخرين غالبيتهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان ردا على ذلك، إنه "يتم التحقيق في الحادث". وذكر البيان، أن نحو 500 فلسطيني شاركوا بإخلال عنيف بالنظام، مشيرا إلى أن المشاركين "ألقوا الحجارة صوب قوات الجيش، وأشعلوا إطارات السيارات". ويقول الشاب الثلاثيني منذر حمايل لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هبة الفلسطينيين للدفاع عن الجبل تأتي في إطار "منع المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي، من السيطرة عليه". ويضف حمايل، أن أهالي المنطقة "لن يتنازلوا عن الجبل مهما كانت الإجراءات الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن "عمليات القمع للمعتصمين ستزيدهم عزيمة وإرادة على مواصلة الحفاظ على الأرض من المصادرة". ويتابع حمايل الذي يشارك في الاعتصامات الليلية، "الجبل يعني لنا الكثير من ذكريات الآباء والأجداد وسنظل نحميه بكل ما أوتينا من قوة". ويقع الجبل بحسب الفلسطينيين، ضمن المنطقة المصنفة (ب). وتقسم الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 إلى ثلاث مناطق، الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية. وسبق أن أشاد الرئيس محمود عباس خلال لقاء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله مع أمناء سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية قبل أيام، بنموذج المقاومة الشعبية في جبل العرمة، واصفا إياه بأنه "مشرف جدا ويثلج الصدر". وقال عباس بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، "يجب أن يفهموا (الإسرائيليين) أننا نحارب بعيوننا وبأيدينا وبكل جوارحنا، ولا نتركهم يتلاعبون بنا، وهم يرون الجمهور الأعزل من السلاح، والنساء والأطفال يواجهونهم، وبهذا سنحقق ما نريد". ويقول أمين سر فتح في "بيتا" منور بني شمسة لـ ((شينخوا))، إن "الجبل كنعاني عربي أصيل، لن نترك الإسرائيليون يسيطرون عليه (..) معركتنا معهم كر وفر حتى ننتصر فيها". وأضاف بني شمسة، أن الشعب الفلسطيني "سيقف سدا منيعا أمام المستوطنين الغزاة لأن وجودهم واستيطانيهم الجاثم على أرضنا في الضفة الغربية والقدس غير شرعي". وأشار إلى أن مخطط إسرائيل المدعومة من الإدارة الأمريكية "لن يمر بمقاومتنا وصمودنا ومساعدة دول العالم"، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال والاستيطان. ويرى أن الروايات الإسرائيلية بوجود آثار ومعابد قديمة تعود لهم في المنطقة "كاذبة ومزورة"، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني سيحول الجبل إلى مكان سياحي وحديقة عامة لكافة الفلسطينيين. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014 الماضي.

مشاركة :