استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن يشهد «في فترة حياته» تسوية مستقرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن أحداث السنوات الأخيرة في دول المنطقة دحضت الادعاء بأن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي هو لب الصراع. وكرر يعالون خلال مشاركته في «مؤتمر هرتسليا للأمن القومي» أمس المقولة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين «يتمسكون بمقاربة رفضية، إذ رفضوا حتى الآن كل الخطط السياسية التي اقترحت للحل»، مضيفاً ان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أوصد الباب مرتين في وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ويواصل توجيه اتهامات ضدنا في المحافل الدولية». وتطرق يعالون إلى الوضع في قطاع غزة بالقول إن «القطاع متعلق اليوم بدولة إسرائيل، فالطريق من مصر أغلقت، وأيضاً الأنفاق. والمخرج الوحيد من غزة الى العالم هو عن طريقنا». ورأى أن «الواقع الإستراتيجي» في المنطقة شهد تغييرات في السنوات الأخيرة، والأخبار الجيدة تتمثل «في يأس (الدول العربية) من طريق الإرهاب، إذ تراجع التهديد التقليدي وخطر توغل جيوش عربية لإسرائيل لم يعد قائماً، لكن حصل ارتفاع في تهديد القذائف الصاروخية والإرهاب والسعي الى سلاح نووي، والآن الأداة الأكثر استخداماً هي نزع الشرعية». وأضاف أن إسرائيل وفرت الردود المناسبة «على أدوات الإرهاب والقذائف الصاروخية، رغم أنه ليس تاماً». وتابع أن إسرائيل لا تتدخل في التطورات في عدد من الدول المجاورة، «لكنها وضعت خطوطاً حمراً سيدفعها أي تجاوز لها للتدخل في سورية». وقال إن «جبهة النصرة» في مرتفعات الجولان داخل سورية تقوم بتطهير المنطقة من عناصر «داعش»، لكن لا يوجد إجماع في شأن مستقبل سورية. وأضاف أن السياسة الإسرائيلية في المنطقة تقضي عدم التدخل رغم تبادل أفكار في الموضوع، «لكننا وضعنا خطوطاً حمراً في خصوص سورية تعرفها الجهات الضالعة في الحرب... والعصا والردع الإسرائيليان قويان». واتهم ايران بمحاولة السيطرة على الشرق الأوسط، وبأن لديها صواريخ قادرة على بلوغ كل منطقة في إسرائيل ومعظم أراضي اوروبا، وهي تطور أيضاً صواريخ قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن ايران «هي الجهة المسيطرة والرائدة في سورية، و»حزب الله» هو الموجود في جبهة الحرب الأهلية، وهو منغمس الآن في القتال، وخسر أكثر من ألف من مقاتليه، وأصيب خمسة أضعاف هذا العدد بجروح». واعتبر الاتفاق المتبلور بين ايران والغرب «سيئاً» سيدفعها نحو قدرات نووية، ما سيؤدي إلى سباق تسلح نووي. وأضاف أن رفع العقوبات سيسهل على ايران زيادة دعمها للتنظيمات الإرهابية، «ومن هنا أهمية العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة التي تعززت، خصوصاً في المجالين العسكري والاستخباراتي». وختم أن التصدي لـ «مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل وشيطنتها التي تقودها جهات إسلامية متطرفة ومعادية للسامية هو مهمة عليا».
مشاركة :