بومبيو: الشعب السوري يستحق العيش في سلام

  • 3/15/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة ذكرى اندلاع الانتفاضة الشعبية التي سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية زادت تدخلات أطراف خارجية فيها من تعقيدها، أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الشعب السوري يستحق العيش في سلام. وكتب بومبيو في تغريدة على تويتر "قبل تسع سنوات اليوم، بدأ الشعب السوري احتجاجات سلمية تدعو نظام الأسد إلى الاعتراف بحقوقه الأساسية وكرامته".   وتابع أن "شعب سوريا يستحق العيش في سلام خال من الغارات، هجمات الأسلحة الكيماوية، الاحتجاز، التعذيب، والتجويع". وخلفت الحرب المستمرة في سوريا والتي دخلت عامها الـ10، الأحد، مأساة إنسانية هائلة ودمارا واسعا، فيما لم تفلح الجهود الدولية المبذولة في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع توقف معاناة المدنيين. وعندما اندلعت الاحتجاجات السلمية منتصف مارس 2011، لم يتخيل المتظاهرون أن مطالبهم بالديمقراطية والإصلاحات والحريات ستكون مقدمة لأكبر حروب القرن الـ21، وأن حراكهم الذي سرعان ما واجهته قوات الأمن بقمع دموي، سيتحول إلى حرب مدمرة تشارك فيها أطراف عدة خصوصا مع صعود نفوذ التنظيمات المتشددة والإرهابية.  وبعد مرور تسع سنوات، ما زال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. وباتت قواته، التي تدخلت روسيا عسكريا لمساندتها في عام 2015 وتتلقى دعما  إيرانيا، تسيطر على 70 في المئة من مساحة البلاد، وتعمل على توسيع نطاق سيطرتها، وحققت آخر تقدم استراتيجي في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، حيث سُجلت أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع. وتتزامن ذكرى بدء النزاع مع إطلاق روسيا الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، دوريات مشتركة للمرة الأولى في إدلب، تطبيقا لاتفاق لوقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وأوقف هجوما واسعا لقوات النظام على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذا.  وبلغ الهجوم ذروته مع مواجهات عسكرية بين الجيشين التركي والسوري. كما تسبب بفرار نحو مليون شخص، في أكبر موجة نزوح منذ اندلاع النزاع. وأعلنت وزارتا الدفاع التركية والروسية، الأحد، تسيير الدورية المشتركة الأولى على الطريق الدولي "إم فور"، الذي يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب، مرورا بإدلب. وأودت الحرب بحياة 384 ألف شخص على الأقل بينهم أكثر من 116 ألف مدني، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وبين القتلى المدنيين أكثر من 22 ألف طفل. كما خلفت عددا كبيرا من الجرحى فضلا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين.  وبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد يقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية بينما بات أكثر من 5.6 مليون سوري لاجئين في دول أخرى، لا سيما لبنان وتركيا والأردن. وتنشط في سوريا اليوم خمسة جيوش نظامية على الأقل، غير المجموعات المحلية أو الخارجية الموالية لهذه الجهة أو تلك. ولكل قوة دولية أهدافها ومصالحها. فينتشر إيرانيون من قوات "الحرس الثوري" ومقاتلون لبنانيون وعراقيون وقوات روسية بطائراتها وعسكرييها في مناطق سيطرة قوات النظام. وتنتشر في شمال شرق البلاد قوات أميركية في مناطق سيطرة الأكراد، الذين أنشأوا إدارة ذاتية باتت مهددة بشدة بعد شن تركيا ثالث هجوم عسكري على مناطقهم العام الماضي. ولا تكف الطائرات الحربية الإسرائيلية عن اختراق الأجواء واستهداف مواقع للجيش السوري أو للمقاتلين الإيرانيين وحزب الله، وهدفها المعلن منع الإيرانيين من ترسيخ وجودهم. وتسيطر القوات التركية على منطقة حدودية واسعة إثر هجمات عسكرية استهدفت خصوصا المقاتلين الأكراد. ولطالما كررت دمشق عزمها استعادة السيطرة على جميع مناطق البلاد بالقوة أو عن طريق المفاوضات، فيما فشلت جهود المجتمع الدولي في تسوية النزاع سياسيا. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن السبت إن "طبيعة النزاع المروعة والمزمنة هي دليل على الفشل الجماعي للدبلوماسية".

مشاركة :