لم يكن الإنسان في عصرنا الحالي ليفكر أنه في المدى الزمني القريب سيخوض معركة ضارية وجهًا لوجه مع فيروس قاتل مثل “كورونا”؛ الذي يُعتبر وباءً عالميًا حصد الكثير من الأرواح؛ وهنا فإن الأمر يستدعي أن تتعلم كيفية التغلب على نوبات الهلع والخوف، بطريقة بسيطة. وكأن الكوكب قرر أن يأخذ هدنة من الحياة السريعة المتطرفة التي باتت تحكمها الهواتف الذكية، والحوسبة، والأمور الإلكترونية، وعاد بالإنسان إلى طبيعته الأم، من طين، وتراب، يصاب جهازه التنفسي بفيروس بسيط؛ لكنه قاتل في الكثير من الأحيان. إن العديد من الأبحاث الطبية في العصر الحالي أكدت أن الفيروسات تنتقل عن طريق اليد بصفة خاصة، الأمر الذي جعل حملات التوعية تغزو العالم؛ من أجل حماية الإنسان لنفسه، وحماية ذويه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. قد يكون المرض متعلقًا بالفيروس؛ إلا أن الرعب دبّ في قلوب الكثير من البشر، خاصة عندما وجدوا أنهم بصدد التعامل مع بعض الأمور الجديدة، مثل الحجر الصحي، والتعلم عن بُعد، بل العمل عن بُعد أيضًا. ولعل المشهد الأكثر حزنًا يتمثل في هجرة الإنسان للرموز السياحية التاريخية، والدينية المختلفة؛ لكن ما زال ناقوس الخطر لم يُدق في حالة الوعي بأهمية النظافة الشخصية، والتعامل بحرص مع الآخرين، دون محاولة اللمس غير المبررة، سواء عن طريق المصافحة باليد، أو غيرها من الأمور غير المحببة على الإطلاق في الوقت الحالي. اقرأ أيضًا: غضبك الصامت.. معركة الثبات الانفعالي كل ذلك وأكثر قد يصيب الكثيرين بالخوف، وقد يتسلل القلق إلى القلوب؛ لكن يبقى السؤال المهم متمثلًا في كيفية التغلب على نوبات الهلع المسماة بالإنجليزية “Panic attacks”. إن التعريف العلمي لنوبات الهلع يصفها بأنها الشعور بالخوف الشديد، والقلق النفسي بشكلٍ مفاجئ كردة فعل لبعض الأحداث، والتي قد يمثلها في الوقت الحالي انتشار فيروس كورونا المستجد. تصاحب نوبات الهلع بعض الأعراض، مثل: عدم انتظام نبضات القلب، الرعشة، الغثيان، صعوبة التنفّس، والتعرّق، وقد يصل الأمر إلى شعور الشخص بالمعاناة من نوبة قلبيّة، أو فقدان التحكّم بجسمه، أو حتى الشعور بالموت. لا تشكل نوبة الهلع خطورة على صحة الفرد، إلا أنها تبدو مخيفة للغاية؛ بسبب شدتها والتغيرات التي تصاحب الإصابة بها، علمًا بأن المدة الزمنية لها تتراوح بين 5 دقائق وساعة كاملة. ويقول الأطباء إن معدل إصابة الإنسان بنوبات الهلع لا تتجاوز مرتين على الأكثر في حياته؛ إلا أن الخطر المحيط به، والضجة الكلامية تعزز من شعوره بعدم الأمان، وهنا؛ فإنه يجب أن تعلم الحقائق المحيطة بك لمعرفة كيفية التعامل معها. اقرأ أيضًا: فن اللا مبالاة والخروج عن المألوف أما في حالة الإصابة بالهلع كثيرًا؛ فإن هذه الحالة تُسمى “Panic disorder” أو اضطراب الهلع، وهو يستدعي تدخلًا طبيًا لمعالجة التفكير في خطورة الأمور التي يتعامل معها الفرد. ويبقى علاج الهلع بسيطًا للغاية، والذي يمكن أن يتم القضاء عليه عن طريق مجموعة من الخطوات التي نستعرضها في السطور التالية:التنفس الجيد في حالة شككت بإصابتك بإحدى نوبات الهلع، يمكنك أن تأخذ نفسًا عميقًا وبشكل بطيء عن طريق الفم وحبسه مدة ثانية واحدة، ثم إخراج الهواء عن طريق الفم. ويساعدك التنفس الجيد بعمق في التخلّص من مشكلة فرط التنفّس أو اللهاث أثناء المعاناة من نوبة الهلع، كما أنه يعيد ترتيب نبضات القلب إلى طبيعتها؛ حيث إن الهواء النقي يساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها بداخل الرئتين. اقرأ أيضًا: الشعور بالندم.. مصيدة الأحلام المستقبليةالعين المغلقة يمكنك إغلاق عينيك في حالة إصابتك بالهلع أو الخوف، وهو الأمر الذي يساعدك في التخلص من الأمور السلبية العالقة بذهنك، ومن ثم، تبدأ في الهدوء، وإعادة النظام إلى نبضات قلبك، وبالتالي، ينعكس الأمر على صحتك العامة. ممارسة الرياضة تلعب الرياضة دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة للإنسان؛ إذ إنها تساعد في التمتع بقوة بدنية واضحة، إضافة إلى التخلص من التوتر، وتبعد إمكانية المعاناة من نوبة هلع ممكنة. تُخلصك الرياضة من الطاقة السلبية التي تدخل جسمك، والتي تعتبر عائقًا أمام مسيرتك الشخصية، والعملية على حد سواء.البيئة المناسبة أما عن البيئة المحيطة بك، فاعلم بأنك الوحيد المتحكم بزمام أمورها؛ حيث إنها تساعدك في المضي قدمًا نحو أهدافك المحددة، وبالتالي، فإنك ستتمتع بقوة داخلية كافية لإنجاز المهمات الخاصة بك، فضلًا عن الحفاظ على صحتك النفسية التي تمنعك من المواجهة مع خطر الهلع، الخوف، أو القلق. اقرأ أيضًا: حياة بدون توتر وقلق.. طريقك إلى النجاةألغاز الحياة في الختام، لابد أن تعلم أن الحياة تتمتع بالكثير من الألغاز التي لا نستطيع فك شفراتها، وأخرى يمكننا أن نتوصل إلى حلولها بسهولة دون عناء، وأخرى تتطلب منا الكثير من البحث، والمجهود؛ من أجل الوصول إلى النتائج التي تخفيها عنا. وتظل اللحظة الراهنة هي كل ما تمتلكه، ولا بد أن تعيشها بأقصى درجات الاستمتاع، فلا أحد يعلم الدقيقة التالية كيف ستكون أحداثها، أنت فقط من يكتب الفصل الحالي فيها، أنت بطل قصتك الخاصة، على أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية الحرص على حياتك، وحياة من حولك، فالحذر واجب. اقرأ أيضًا: فيروس كورونا وعولمة المرض.. كوكب الأرض في خطر
مشاركة :