ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة إلى 3000 شخص، وتوفي 59 شخصا في 49 ولاية أميركية، وفقاً لآخر إحصاءات مركز العلوم بجامعة جونز هوبكنز. وتصاعدت الانتقادات ضد الحكومة الفيدرالية الأميركية مع نقص التدابير والتجهيزات الطبية لمواجهة الوباء، مع اختلاف التدابير الوقائية ضد الفيروس من مقاطعة لأخرى ومن ولاية لأخرى. وفرض انتشار الفيروس وحالة الخوف حالة من الشلل في العديد من أركان الاقتصاد الأميركي، وفي كافة أشكال الحياة الاجتماعية والثقافية. وشهدت العديد من المطارات ليلة السبت ازدحاماً شديداً من المسافرين العائدين من أوروبا، بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب توسيع حظر السفر على الدول الأوربية ليشمل بريطانيا وأيرلندا. ووقف المسافرون في صفوف طويلة استمرت في بعض الأحيان 8 ساعات لفحص العائدين. وكان ترمب قد فرض حظر السفر إلى أوروبا لمدة 30 يوم (ولا ينطبق القرار على المواطنين الأميركيين أو المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة)، وتم توجيه المسافرين العائدين من جميع أنحاء أوروبا إلى 13 مطاراً أميركيا. وساد القلق من هذا الازدحام مع التوصيات بإبقاء مسافة 6 أقدام بين كل شخص وآخر. وتنبأ الخبراء بأضرار اقتصادية كبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خاصة مع إغلاق المدارس والجامعات وارتفاع وتيرة الإغلاقات لكبرى المتاجر والمطاعم، وتغيير عدد ساعات العمل، وإلغاء المباريات الرياضية والمهرجانات الثقافية والمتاحف وأماكن العبادة وكل أشكال التجمعات. وأعلنت بعض مطاعم الوجبات السريعة إغلاق أبوابها واكتفاءها بخدمة التوصيل للمنازل، وأعلنت متاجر مثل «وول مارت» و«جاينت» تقليل ساعات العمل وإتاحة وقت للتنظيف وتعقيم الرفوف. في المقابل، شهدت أسواق التجزئة ازدحاماً غير مسبوق على شراء الأطعمة والمياه، وخلت الرفوف من العديد من الأطعمة المحفوظة والمجمدة، وأدوات النظافة، ومعقم اليدين، و«ورق «التواليت». ولمواجهة الانخفاض الحاد في الزبائن، لجأت بعض المطاعم إلى ترويج طريف، حيث أعلنت عن إعطاء ورق «تواليت» مجاناً لكل زبون، واستخدمت أكواماً من ورق «التواليت» في الديكور. من جهته، عقد الرئيس ترمب اجتماعاً ظهر أمس مع كبرى شركات التجزئة في البيت الأبيض لمناقشة كيفية مواجهة الأزمة، وتوفير الاحتياجات الغذائية ومواجهة التراجع الاقتصادي في العديد من الأنشطة. وكان البيت الأبيض قد أعلن مساء السبت، أن اختبار فحص فيروس كورونا الذي أجراه الرئيس ترمب جاء سلبياً، وذلك بعجد أن تعرض أخيراً للفيروس بعد لقائه ثلاثة أشخاص ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد-19»، من أعضاء الوفد لبرازيلي الذي زار ترمب في منتجع «مار-لاغو» بفلوريدا الأسبوع الماضي. على الجانب السياسي، أثّر انتشار فيروس كورونا على الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، التي يتنافس فيها نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز. وقررت شبكة «سي-إن-إن» استضافة المناظرة التليفزيونية في استديوهاتها بواشنطن دون جمهور. فيما أعلن مسؤولو الانتخابات في ولاية جورجيا تأجيل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي من 24 مارس (آذار) حتى 19 مايو (أيار) المقبل.
مشاركة :