«كورونا» يقسّم العالم إلى «جزر معزولة»

  • 3/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعزز دول العالم، أجراءاتها، عبر تقييد حركة عشرات الملايين، والعزل الذاتي والتباعد الاجتماعي، وتوسيع نطاق حظر على دخول أراضيها، وذلك في إطار مساعيها لاحتواء وباء كورونا المستجد، الذي طاول أكثر من 150 ألف شخص في العالم وأودى بحياة نحو 6 آلاف.لكن لا يبدو أحد آمناً، حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جرى فحصه عقب لقائه شخصين مصابين، لكن ثبت عدم انتقال العدوى إليه.ورغم ذلك، قررت فرنسا اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، أمس، لكن نسبة التصويت شهدت تراجعاً منذ منتصف النهار، قبل ساعات من توقف النشاط في شكل شبه كامل. وأعلنت باريس، تسجيل 830 إصابة جديدة (4500 اصابة و91 وفاة في المجمل)، كما وقع تشديد التدابير عبر التقليص تدريجيا في حركة النقل للمسافات البعيدة خلال الأيام المقبلة. يضاف إلى ذلك غلق المطاعم والحانات والعلب الليلية وقاعات السينما. ونصح وزير الصحة أوليفييه فيران، المواطنين، بعدم تناول «مضادات الالتهابات» في حال الإصابة بالفيروس.واتخذت ألمانيا إجراءات مماثلة، وأغلقت حدودها مع فرنسا والنمسا وسويسرا.واتخذت إسبانيا، (7753 اصابة و288 وفاة)، تدابير مشددة: حجر شبه كامل وحالة طوارئ طوال 15 يوماً.وأعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز السبت، إصابة زوجته بالفيروس. وأحصت ايطاليا 368 وفاة جديدة ما يرفع الحصيلة الى 1809 في البلد الاكثر تضرراً في اوروبا.وعلى غرار السبت، ارتفع عدد المصابين مجدداً وسُجلت 3509 اصابات جديدة لتصبح الحصيلة الاجمالية نحو 25 الفاً.وأعلن الفاتيكان إن كل صلوات عيد الفصح هذه السنة في ساحة القديس بطرس ستجري من دون مشاركة المصلين.وحظرت النمسا التجمعات التي تشمل أكثر من خمسة أفراد وقلصت التنقلات غير الضرورية. وسبق أن أعلنت النمسا التي تمثل الوجهة الأولى للرياضات الشتوية في أوروبا (سجلت 602 اصابة حتى يوم السبت) أنها تنوي إغلاق محطات التزلج، واتخذت فرنسا وسويسرا (1355 اصابة و11 وفاة) اجراءات مماثلة. وبعد تعرضها للنقد بسبب تريثها، أعلنت بريطانيا (1372 اصابة بينها 35 وفاة) نيتها فرض حجر على من يفوق سنهم 70 عاماً لمدة تصل إلى أربعة أشهر، ومنع التجمعات الكبرى. ومنعت صربيا دخول الأجانب القادمين من البلدان الأكثر تضررا، وقررت البوسنة نصب خيام حجر في المراكز الحدودية والمطارات. ويبدو أن الصين التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى، قد تمكنت من احتواء الفيروس، حيث سجلت أمس، 20 اصابة جديدة فقط. واتهمت «وكالة شينخوا للأنباء» الرسمية، مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين ووزير الخارجية مايك بومبيو بنشر «فيروس سياسي» واستخدامه للتقليل من شأن الصين.وأمرت السعودية، أمس، بإغلاق المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي والحدائق العامة والمتنزهات، لكنها استثنت محلات السوبرماركت والصيدليات وخدمة توصيل الطلبات للمنازل.وذكرت «وكالة واس للانباء»، ان هيئة الموانىء الملكية اصدرت تعميماً ينص على ايقاف الرحلات البحرية موقتاً بين المملكة والكويت والامارات والبحرين وعمان والعراق ولبنان وسورية ومصر وكوريا الجنوبية والصين ودول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والهند وباكستان وتركيا واريتريا وسريلانكا وإثيوبيا وكينيا والسودان وجيبوتي والصومال وجنوب السودان والفيلبين، ويستثنى منها رحلات الاجلاء والشحن والتجارة. وقررت قطر، التي سجلت 65 إصابة جديدة (401 في المجمل) وقف كل الرحلات القادمة للدوحة ابتداء من الأربعاء ولمدة 14 يوماً قابلة للتجديد، وتعليق كل المواصلات العامة في العاصمة اعتباراً من مساء أمس.ورصدت وزارة الصحة الإماراتية، 12 حالة جديدة ليرتفع الإجمالي إلى 98.وسجلت سلطنة عُمان، إصابة جديدة، ليرتفع العدد إلى 22. وأعلن الأردن تسجيل 6 اصابات جديدة (7 في المجمل)، 4 منها لسياح فرنسيين. وأغلقت السلطات المطارات والمدارس والجامعات حتى إشعار آخر، ومنعت التجمعات الدينية والرياضية.وحظرت السلطات المحلية في كربلاء، التجوال في المحافظة العراقية لثلاثة أيام. وفي  المغرب، أصيب وزير التجهيز والنقل والماء عبدالقادر أعمارة بالفيروس عقب عودته من مهام رسمية في أوروبا. «كورونا» أم نزلة برد؟ لا شك أن أعراض فيروس كورونا الجديد، تشبه إلى حد كبير الأعراض التي ترافق نزلات البرد أو الإنفلونزا أو حتى الحساسية، ولكن يعتقد أن الحمى وضيق التنفس على وجه الخصوص هما العارضان اللذان يشكلا العلامات التي تشير إلى الإصابة بـ«كوفيد - 19». ومن خلال الإجابة بنعم أو لا، على ما إذا كنت مصاباً بالحمى أم لا، يمكنك استبعاد الإصابة بالفيروس المستجد، وعلى الأرجح ستكون مصابا بنزلة برد أو حساسية، مع العلم أن الأعراض وشدتها تختلف من مريض إلى آخر.جدير ذكره، أن ظهور الأعراض بعد التعرض للإصابة بـ «كورونا» قد تستغرق ما بين يومين و14 يوماً، ولكن لا يمكن إجراء التشخيص الصحيح إلا من قبل أخصائي طبي. مصادفة أم نظرية المؤامرة؟ في محاولة لمعرفة سر تفشي وباء «كوفيد - 19» السريع، سلّط البعض الضوء على نظريات المؤامرة المتعلقة بظهور الفيروس مثل نظرية مفادها بأن كورونا المستجد ما هو إلا «سلاح بيولوجي». في هذا الإطار، تفاعل نشطاء المواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع مواقع الدول الأكثر تضرراً وتسجيلاً للإصابات. وتداول نشطاء صوراً للكرة الأرضية تظهر أن الدول والمناطق الأكثر إصابة بالفيروس تقع على خط عرض 40، مثل مدينة ووهان في الصين إضافة إلى كل من فرنسا وإيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية واليابان، إلى واشنطن ونيويورك. فهل موقع هذه الدول على خط عرض 40 مجرد مصادفة أم له علاقة بتسجيل العدد الأكبر من الإصابات في العالم؟

مشاركة :