باحث بريطاني: الصين تقدم نهجا نموذجيا للتعامل مع الوباء

  • 3/16/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

15 مارس 2020 / شبكة الصين / مع انتشار فيروس كورونا الجديد بسرعة خارج الصين، أعلنت منظمة الصحة العالمية في 11 مارس الجاري فيروس كورونا الجديد وباء عالميا. وفي مواجهة الفيروس الذي يعتبر العدو المشترك للبشرية جمعاء، دعت المزيد من الأصوات إلى التخلي عن التحيز وتوحيد جهود التعاون. وتجدر الإشارة إلى أنه في الماضي، عندما كانت الصين ساحة المعركة الرئيسية ضد الوباء، تعرضت الصين لهجوم مستمر من قبل بعض وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين. وبعد تفشي الوباء في أوروبا وأمريكا، وجّه هؤلاء الأشخاص اتهامات أيضا ضد الصين. وأجرت صحيفة جلوبال تايمز مقابلة مع مارتن جاك، الباحث في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ليفسر هذه الظاهرة من منظور غربي. وقال مارتن جاك إن الغرب وجّه الكثير من الانتقادات إلى الصين منذ تفشي الوباء، ولا تزال الانتقادات مستمرة حتى اليوم. لكن هذا الموقف يفقد جاذبيته الآن، حيث من الواضح أن استجابة الصين للوباء فعّالة للغاية. وأضاف جاك أن هذا الموقف لم يأخذ في الاعتبار تفشي الوباء على نطاق واسع للغاية، ولم تكن الصين تعرف عن هذا الوباء الجديد في البداية لذا ارتكبت بعض الأخطاء في مواجهة الوباء في البداية. لكن بسبب تجربة الصين، تعرّف الناس على هذا الوباء بحيث لا يحتاجون إلى البدء من نقطة الصفر لمواجهته. وأشار مارتن إلى أنه بمجرد أن أدركت الحكومة الصينية مدى خطورة الفيروس، بدأت في معالجته، حيث قدمت نهجا نموذجيا في التعامل مع الوضع الوبائي. ويرى جاك أن قدرة الحكومة الصينية على الاستجابة لمثل هذه الحالات الطارئة تفوق بكثير أي حكومة غربية. مشيرا إلى أن نظام وحكومة الصين أفضل من الحكومات الأخرى في التعامل مع مثل هذه التحديات الكبيرة، وذلك لسببين أولهما أن الحكومة الصينية مؤسسة فعّالة للغاية يمكنها التفكير الاستراتيجي وحشد جهود المجتمع، والسبب الآخر هو أن الصينيين يريدون من الحكومة أن تلعب دورا قياديا في مثل هذه القضايا ويلتزمون بتعليمات الحكومة. وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وغيره من الساسة الذين قاموا بتسييس قضية الوباء لمهاجمة النظام السياسي في الصين، وصف مارتن جاك تصرفاتهم بالمشينة، قائلا إن هذه التصريحات شجّعت بشكل صريح أو ضمني العنصرية ضد الشعب الصيني، ليست فقط ضد الصينيين في الداخل، ولكن أيضا الصينيين المغتربين. وأضاف جاك أن هذه الانتقادات ضد الصين قد بدأت تتراجع وتفقد شعبيتها لأن الصين حققت نتائج ملموسة في مكافحة الوباء وحظيت بإشادة منظمة الصحة العالمية التي قالت إن الصين أظهرت كيفية الاستجابة لتفشي الوباء داعية الدول الأخرى إلى التعلم من الصين. وأكد جاك أن سبب آخر لتراجع الانتقادات ضد الصين هو أن الدول الغربية تعاني الآن بشكل متزايد من انتشار الفيروس، وأسلوب تعاملها من الوباء لا يدعو للتفاؤل. ويرى مارتن جاك أن أهم درس تعلمه العالم بعد تفشي الوباء هو أن المرض لا يعرف الحدود، ويمكن أن يذهب إلى أي مكان، وقال "في البداية وصف بعض الناس الوباء بأنه مرض صيني، وكان ذلك مزحة سخيفة، ومع انتشار الفيروس حول العالم، يمكننا أن نرى أننا على نفس القارب، ويجب أن ندرك أن البشر يواجهون مشاكل مشتركة، وكلنا نمرض، ونخشى أيضا أن نمرض، ولذا فهذه المشكلة ليست قضية سياسية ولكنها قضية إنسانية وبالتالي تتطلب التعاون والجهود المتضافرة". وأكد مارتن جاك أنه بعد الهجوم على الصين في بداية تفشي الوباء، يقول الناس الآن إنهم بحاجة إلى التعلم من الصين، ودراسة ما فعله الصينيون، مثل العزل وكيفية السيطرة على الوضع. وفي هذه الحالة، يحتاج العالم إلى التعلم من بعضه البعض. ولم يعد هذا الوباء مشكلة للصين كما يعتقد بعض الناس، إذ أنه قد انتشر في كل مكان، وقال "هذا الوباء يوفر فرصة واحتمال توحيد العالم، وهذا هو أكثر التعليقات تفاؤلا يمكنني أن أدلي به بشأن هذا الوباء".

مشاركة :