بكين 16 مارس 2020 (شينخوانت) إن "المكنسة" هي أداة لا غنى عنها لإزالة الغبار لكل أسرة صينية، حيث يمكنها تنظيف الأرضية والأسِرَّة والأثاث حتى غسل الأواني والأوعية، وتعتبر إحدى الضروريات المنزلية لحياة الناس. وتقع قرية باينزوهتشي التابعة لمدينة تشيفنغ في منطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين، على خط طول 118 درجة شرقا وخط عرض 43 درجة شمالا. ويتمتع هذا الموقع بظروف جوية لزراعة شتلات تصنع منها المكنسة، حيث تترعرع "شتلات المكنسة" هناك بشكل قوي وصحي، فلدى هذه القرية الصغيرة والجميلة تاريخ لإنتاج المكانس يزيد عن 70 عامًا، وتسمى هذه القرية ب"مصدر رأس المكنسة". وفي الوقت الحاضر، وبدعم وتشجيع من الحكومة المحلية، تُنسج المكانس العادية بذكاء وجهد السكان المحليين وأصبحت حرفا يدوية رائعة، منها نماذج الحيوانات والزهور التي يصل طولها من بضعة سنتيمترات إلى عدة أمتار، مما يجعل قيمة المكانس تتضاعف، وتُصدر إلى كوريا الجنوبية واليابان وبعض الدول الأوروبية. والمكنسة ليست فقط أداة نظافة صديقة للبيئة، بل هي حرفة يدوية رائعة وجميلة، وتفتح أيضًا طريقا لإثراء السكان المحليين. ولدت السيدة تشانغ جين فنغ في قرية باينزوهتشي وترعرعت فيها، وتعلمت فن صنع المكنسة من والدتها منذ طفولتها، وكانت المكنسة التي تصنعها متينة وتحظى بشعبية كبيرة بين المستهلكين. ومع مرور الايام، أدركت الحكومة المحلية أن إنتاج المكانس العادية ليس له عائدات متدنية فحسب، بل الطلب عليها محدود أيضا في السوق. وبعد إجراء أبحاث شاملة في السوق، قررت التحوُّل إلى إنتاج مكانس حرفية. وبدعم وتشجيع من الحكومة المحلية، فكرت تشانغ جين فنغ وغيرها من القرويين في كيفية رفع قيمة المكنسة، وبدأوا بنشاط ريادة الأعمال، وحولوا المكانس العادية إلى حرف يدوية دقيقة ورائعة ذات أشكال العنقاء والطاووس والأسماك والزهور. وبعد الإصلاح، لا تتمتع المكانس الحرفية بمظهر رائع وشكل فريد فحسب، بل لها أيضًا مجموعة واسعة من الاستخدامات، فهي لا تؤدي وظيفة النظافة فحسب، بل يمكن استخدامها أيضًا كزينة في المنزل، مما يجعلها مفضلة لدى المستهلكين، ويزداد الطلب عليها عامًا بعد عام، ولها إمكانات سوق ضخمة وفوائد اقتصادية كبيرة. ولا تُباع المكانس الحرفية من قرية باينزوهتشي في بكين وشانغهاي وتيانجين وغيرها من 19 مقاطعة ومدينة فحسب، بل تُصدر أيضًا إلى اليابان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية. في العام الماضي، أتيحت لتشانغ جين فن والقرويين الفرصة لزيارة اليابان، وشعروا بفخر بالغ عند رؤية مكانسهم تحظى بترحيب واسع لدى المستهلكين اليابانيين. وقالت السيدة تشانغ لمراسل شينخوا إنها لم تتصور أبدًا من قبل أنها ستكون قادرة على السفر إلى الخارج. والآن تتحسن ظروف المعيشة باستمرار، وأصبحت العديد من الأشياء التي كانت تحلم بها حقيقة ملموسة. وخلال السنوات الأخيرة، عثرت المكانس الحرفية لقرية باينزوهتشي على فرصة تجارية جديدة، ودخلت عصر التجارة الإلكترونية، حيث نظمت الحكومة المحلية دورة تدريبية في مجال التجارة الإلكترونية، وكان القرويون في حاجة ماسة لمعرفة التجارة الإلكترونية والمعارف العملية المهنية المفيدة. وفي الوقت الحاضر، فتح قرويو باينزوهتشي أكثر من 100 متجر على موقع التسوق الإلكتروني "تاوباو"، ويزداد حجم تجارة المكانس اليدوية تدريجياً كل عام. وتجاوزت مبيعات المكانس الحرفية عبر الإنترنت خمسة ملايين يوان في العام الماضي، وقد ساعدت التجارة الإلكترونية أكثر من 3200 أسرة على التخلص من الفقر، وأصبحت المكانس الحرفية "شجرة أموال" للمزارعين والرعاة، وشهدت قرية باينزوهتشي، مسقط رأس المكانس، تحولًا جذريا وتطورًا كبيرا، حيث خلقت المكانس الصغيرة طريقا جديدا للتنمية ووفرت لهم حياة سعيدة وغنية.
مشاركة :