تقصير ساعات العمل يجنب الإرهاق ويزيد الإنتاجية

  • 3/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من تقليل وقت العمل 38 في المائة وزيادة عدد الموظفين والحفاظ على أجور بدوام كامل، كان بعض الناس غير سعيدين وقرروا الاستقالة. في عام 2016، قررت شركة بلو ستريت كابيتال خفض طول يوم عملها إلى خمس ساعات. خلال العام الأول، زادت المبيعات 30 في المائة. على مدى ثلاثة أعوام، ضاعفت شركة التمويل ومقرها كاليفورنيا قوتها العاملة إلى 17 موظفا. هذا ما توصل إليه ألكس سوجونج كيم بانج في كتابه: "أقصر: كيف سيؤدي العمل لفترة أقصر إلى إحداث ثورة في الطريقة التي تؤدي بها شركتك الأمور". بغض النظر عن الإغراء الذي تعطيه للموظفين، فبعضهم يحب حقوق المفاخرة بالعمل ساعات طويلة، ويعدونها دلالة على النجاح. أو كما يقول: "هم يعتقدون أن العمل المطلوب لإعادة تصميم أيام عملهم، لا يستحق الجهد المبذول فيه بالنسبة إليهم". لأن تقليص عدد ساعات العمل يتطلب جهدا: إعادة معايرة الحوافز وإعادة تصميم الوظائف وهياكل الإدارة وقياس الأداء. يجب التعامل مع الاجتماعات بلا رحمة، وكذلك أدوات تشتيت الانتباه مثل وسائل التواصل الاجتماعي. كما يتطلب التجربة والخطأ - هل يجب توزيع الساعات على أربعة أم خمسة أيام؟ هل لدى الجميع أنماط العمل نفسها؟ يقول بانج إن فهم ساعات العمل بالشكل الصحيح قد يوفر حلا لعدم المساواة بين الجنسين والإرهاق في حين أنه بالنسبة إلى الشركات قد يعزز الإنتاجية والأرباح والابتكار. عندما تكون نسبة من الموظفين لديهم وظائف بدوام جزئي، عادة ما يفقدون فرص العمل والترقيات. قضية ساعات العمل الأقصر موضوع ساخن. أندرو بارنز، مؤسس شركة خدمات مالية نيوزيلندية أصدر كتابا جديدا بعنوان: "أسبوع 4 أيام"، حول تجاربه الخاصة في نقل 250 موظفا من خمسة إلى أربعة أيام. ويوصي باختبار التبديل من خلال برنامج تجريبي، إضافة إلى منح الموظفين الوقت لتخطيط التغيير في ساعات العمل، وكيف يمكن أن يتغير هذا وفقا للمطالب الموسمية. في بريطانيا، اقترح حزب العمال أسبوعا من أربعة أيام قبيل الانتخابات العامة في العام الماضي. يقول بانج إنه "تأثر بمدى قدرة المحافظين على تصوير اقتراح حزب العمال بأسبوع عمل لمدة أربعة أيام، بأنه يشبه شجرة المال الفنزويلية الاشتراكية المجنونة، التي نشأت في مؤسسة سوفياتية للتضليل الاقتصادي". وجهة نظره هي أن أسبوع الأربعة أيام ليس "فكرة يسارية على الرغم من حقيقة أن النقابات العمالية في جميع أنحاء العالم قد دافعت عنها، كما أنها ليست فكرة يمينية. أعتقد أنها فكرة منطقية من وجهة نظر الأعمال". في كتابه يبحث بانج عن كيفية قيام الشركات -في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وأستراليا- بتخفيض أسابيع عملها. كان يتوقع أن تكون هذه الممارسة متاحة فقط في شركات التكنولوجيا والتصميم. وأضاف: "الأماكن التي يوجد فيها كثير من المرونة بالأصل وحيث إن كونك مميزا في طريقة أداء عملك هو جزء من علامتك التجارية". لدهشته، كانت ملاجئ العجزة ومراكز الاتصال تنفذ أيضا أسابيع أقصر. الصدمة الثانية كانت ردة فعل العملاء. "بعد أن عملت مستشارا بنفسي، أنا على دراية تامة بفكرة أنه عليك دائما الإجابة على الهاتف عندما يتصل العميل" على حد قوله. في الشركات التي أجرى البحث عنها، كان العملاء مرتاحين بشكل عام. في الواقع، كانوا متشوقين لمعرفة كيف يمكنهم حل "مشكلات الاحتفاظ بالموظفين والتوازن بين العمل والحياة". الشركات التي تقدم الفواتير حسب ساعات العمل انتقلت إلى الدفع مقابل كل مشروع بدلا من ذلك. ويقول إن مقاومة ساعات العمل الأقصر تتلخص عادة في تقديم رجاء خاص. قيل له "لا توجد طريقة يمكن أن ينجح بها هذا". إما لأن "شركتي خاصة" أو لأن "عملنا مميز". ستجد المؤسسات الصغيرة أنه أسهل من حيث التنفيذ، وقد يكون لديها حافز أكبر للمحاولة. "شركة فيها عشرة أشخاص، كل موظف يمكن أن يؤدي إلى نجاح الشركة أو فشلها". التشاور الأخير بشأن بورصة لندن بخصوص يوم تداول منخفض من شأنه أن يشجع المؤسسات الكبيرة الأخرى على إعادة تقييم ساعات عملها. بانج يعترف بأن المنظمات التي لديها "قوة عاملة ضخمة يمكن التخلص منها" لن تكون في وضع يساعدها على تحسين ظروف العمل. وتشمل هذه المصارف والمنظمات التي "يمكنها أن تلقي كثيرا من المال على الموظفين الجدد، ولديها في الأساس خطوط إنتاج من النوع الذي تستخدم فيها الأشخاص ثم تطرحهم جانبا بعد ثلاثة أعوام ويفوز عدد قليل من الناجين في معركة المصارعة من أجل الارتقاء على سلم الشركة". أقول له إنني مندهشة من عدد الأشخاص الذين نفذوا أجزاء من العمل وقت راحتهم. تحدث ستيوارت رالستون، وهو طاه ومالك مطعم في إدنبره، على سبيل المثال، عن أسابيع عمل متعبة طولها 90 ساعة، وإنه لم يكن دائما موجودا في أعوام ابنه المبكرة، وشعوره بالتعب، وزيادة وزنه، لذلك قرر تقليل أيام الدوام إلى أربعة فقط، إضافة إلى الشعور بصحة أفضل، أتاح له يوم الفراغ الإضافي فرصة إجراء أبحاث على أطباق جديدة. يقول بانج: "غالبا ما يكون وقت التوقف عن العمل هو أشياء تسمح بوقتك اللاوعي الإبداعي، كي تأتي بالأفكار أو العمل على المشكلات التي تستعصي على مجهودك الواعي". يغلب على هذه الفائدة أن تكون محصورة على العاملين في مجال المعرفة: "التمييز بين العمل والترفيه، إذا كنت سائق تاكسي أو إذا كنت تعمل في 100 مهنة أخرى، واضح بشكل لافت للنظر وواضح على الفور". ويقول إن هناك فجوة بين الأغنياء والفقراء. "سواء كانت عدم المساواة التي يتم التعبير عنها بدلالة الشخص الذي لوقته قيمة، أو من حيث الشخص الذي يحكم عليه بأنه يستحق الراحة". الحصول على إجازة لمدة ثلاثة أيام كل أسبوع شجع الناس على ممارسة الرياضة بشكل أكبر والاستمرار في إدارة حياتهم. "لم أسمع الناس يتحدثون عن الشعور أنه في غضون ثلاثة أيام، كان عليهم الاسترخاء بنسبة 50 في المائة أكثر مما كانوا يفعلون حين كانت العطلة يومين، لذلك هذا النوع من القلق بشأن: هل أنت مرتاح بما فيه الكفاية بالطريقة الصحيحة؟ لا يبدو أنها تزداد في حال ازدياد الوقت". شعر بعض الموظفين أن مكان العمل أصبح أقل اتساما بالطابع الاجتماعي نتيجة ساعات أقل. يقول بانج: "بمرور الوقت، يبدو أن جميع الشركات تكتشف طرقا لاسترداد ذلك". مع ذلك، أشير إلى أن بعض أماكن العمل بدت عازمة جدا على زيادة الإنتاجية إلى أقصى حد خلال عدد أقل من الساعات، لدرجة أن الانتقال إلى ساعات أقصر يبدو أنه يحقق نتائج عكسية. يقول بانج: "من المهم ألا يصبح هذا هوسا". أو وسيلة لجعل الأفراد يشعرون بالسوء. "إذا كنت تفكر دائما أنه كان يجب أن تصبح أكثر إنتاجية أو فاعلية في استخدام وقتك، وأن الذنب بطريقة ما يقع عليك في عدم القيام بذلك، أو أنه دلالة على عيب أساسي في شخصيتك، فهذا أمر سيئ". في 2016 قررت شركة بلو ستريت كابيتال خفض ساعات الدوام اليومي إلى 5 ساعات فقط خلال عام زادت مبيعات الشركة 30 % وعلى مدى 3 أعوام ضاعفت التمويل وقوة العمل

مشاركة :