رصد مؤشر الإفتاء في تقرير صادر عنه اليوم الاثنين، الفتاوى الرسمية الخاصة بفيروس كورونا، موضحًا أنها تمحورت حول عدة محاور رئيسية، جاء على رأسها حكم إلغاء الحج والعمرة بنسبة (30%)، وأحكام إلغاء صلاة الجمعة والعبادات الجماعية بنسبة (20%)، وحكم الصلاة الموحدة "صلاة الحاجة" و"صلاة الخوف" والدعاء لمواجهة الفيروس بنسبة (19%)، وحكم الإبلاغ عن المصابين بالأوبئة ومصافحتهم بنسبة (17%)، وحكم احتكار السلع ورفع أسعارها بسبب الفيروس بنسبة (11%)، وفتاوى قديمة مُعاد نشرها حول حكم إعدام الحيوانات المصابة بالفيروس بنسبة (3%).وخلص المؤشر إلى أن (69%) من إجمالي هذه الفتاوى تدور في باب العبادات، والذي يعكس حرص المؤسسات الرسمية على إعطاء الأهمية لوقاية المصلين والمعتمرين ولغيرهم من الإصابة بالفيروس، باعتبار أن هذه العبادات جماعية قد تعرض الناس للإصابة لذا جاءت الفتاوى الصادرة بجواز أو وجوب الامتناع عن أداء شعائر الحج أو مناسك العمرة هذا الوقت بسبب انتشار الفيروس، ومن أبرزها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ومجلس الإفتاء الشرعي بالإمارات، والأوقاف المصرية، بل ذهبت بعض الفتاوى إلى أن من نوى العمرة وفوجئ بقرار السعودية بمنع التأشيرات وإلغاء الحجوزات بسبب الفيروس فقد نال ثواب العمرة كاملة، كما أكدت الفتاوى أن الإبلاغ عن المصابين بالأوبئة واجب شرعي وترك مصافحتهم ضرورة.وفي الشأن الاقتصادي كان لهذه المؤسسات الرسمية وعلى رأسها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدور الأبرز في التحذير مما يرتكبه بعض التجار من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة بقصد الاحتكار ورفع الأسعار، حيث أكدتا أن استغلال الظروف لتحقيق مكاسب مادية عن طريق احتكار السلع ورفع أسعارها حرام شرعًا وخيانة للأمانة، وأن جميع أحكام الفتاوى الرسمية جاءت داعية إلى أهمية الحفاظ على النفس واعتناء الإسلام بصحة الإنسان، أيًّا كان دينه أو مذهبه أو ملته.في المقابل دارت الفتاوى غير الرسمية حول عدة محاور، تمثلت في اعتبار المتوفى بكورونا شهيدًا، وتحريم الهروب من الحجر الصحي، واختلاط المصابين بغيرهم، وتحريم تمني الإصابة بالفيروس، ومنع التجمعات في المناسبات ومجالس العزاء، والعلاقة بين الفيروس وعلامات الساعة.من أبرزها فتوى الدكتورة سعاد صالح: "من مات بكورونا شهيد"، وفتوى موقع نور الإسلام التونسي القائلة بكراهية الخروج من بلد وقع فيها الوباء فرارًا منه وكراهة القدوم عليه. وفتوى الدكتور أحمد كريمة بأنه لا علاقة بين انتشار الأوبئة وغضب الله على قوم، وفتوى المجلس الأعلى للفتاوى في كردستان بمنع إقامة مجالس العزاء والتجمعات بالمناسبات. وقول إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة "صالح المغامسي" بأن الفيروس أوضح مفاهيم وردت بأحاديث عن أشراط قيام "الساعة".وأشار المؤشر إلى أنه بالرغم من أن أغلب الفتاوى الرسمية قد ذهب إلى العبادات أو النهي عن المعاملات الاحتكارية وجميعها يصب في صالح البشرية، فإن أغلب الفتاوى غير الرسمية قد غلب عليها جانب الوعظ والغيبيات، وكانت بعيدة إلى حد ما عن إرشاد الناس وتوعيتهم ضد هذا الفيروس وكيفية التعامل معه.
مشاركة :