إعداد: عبير حسينتبدأ الاثنين أول تجربة على البشر لإنتاج لقاح يهدف إلى الحماية من فيروس«كوفيد19»، ويخضع خلالها 45 متطوعاً من الشباب الأصحاء لتجربة اللقاح الذي أنتجته شركة«مودرنا» الأمريكية، وأطلق عليه MRNA-1273، بتمويل من الحكومة الأمريكية. وتعتمد المرحلة الأولى من التجارب، على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنب الإصابة بالفيروس، أو تعالجه.وفي أول تجربة بشرية، يستضيف معهد كايزر للبحوث الصحية في مدينة سياتل، بمقاطعة واشنطن، المتطوعين الذين سيتم حقنهم على دفعتين باللقاح التجريبي، الذي طورته «مودرنا» بطريقة مبتكرة، تعتمد على تصنيع MRNA( بروتين خلوي) تنتجه أجسامنا، مبرمج ببروتينات شبيهة بالفيروسات التاجية، تشبه تلك التي يستغلها«كوفيد19» لاختراق خلايا الإنسان، وبمجرد تواجد جزيئات «مصنعة» أو«مبرمجة» من الفيروس محلية الصنع، ستتعرف أجسامنا إليها، وتبدأ في تطوير دفاعات ومناعات ذاتية يمكنها القضاء على الفيروس الحقيقي حال الإصابة به.تال زاكس، كبير الأطباء في «مودرنا» المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، قال لموقع STAT الطبي: «عندما يسابق العلماء الزمن للوصول إلى لقاح تجريبي ضد الفيروسات التاجية، لا ننتظر معرفة مدى نجاحه في منع العدوى لدى الحيوانات قبل تجربته على البشر، إنه أمر يكسر البروتوكول المعتاد. نعمل بالتعاون مع العلماء في المعاهد الوطنية بواشنطن للوصول إلى نتائج دقيقة للتجارب السريرية، بالتوازي مع التجارب على الحيوانات».أكيكو إيواساكي، عالم الأحياء الدقيقة بجامعة ييل، والخبير في الاستجابة المناعية للفيروسات، قال «هذا أمر غير معتاد، إنه يعكس الضرورة الملحة لتطوير لقاحات لمواجهة وباء كوفيد 19». وأضاف«بالنسبة للبعض، تفشي الفيروس يعد أمراً طارئاً لتبرير العمل على كل الجبهات في خطوط متوازية، لكننا لا نعرف حتى الآن مدى فعالية اللقاح، ولا المخاطر التي ربما تنتج عن تجربته».مارك فاينبيرج، الرئيس والمدير التنفيذي للمبادرة الدولية للقاحات الإيدز، قال:«عندما تسمع تنبؤات بأن الأمر يستغرق عاماً ونصف العام لإنتاج لقاح، يدفعنا ذلك لتجربة كل الطرق المتاحة لتخفيض هذه الجداول الزمنية، لابد من اتخاذ نهج جديد». وأضاف«نعرف أنه من المهم التأكد من فعالية تجربة اللقاح الجديد على الحيوانات، ولكن في ظل حالة الطوارئ الحالية، من المنطقي بدء اختبار سلامة الإنسان. أعتقد أن هذا الخيار الوحيد الذي لدينا». وأشار إلى أن كوفيد 19 يعد اختباراً لحالة «فاشيات أخرى» قادمة، قائلاً«سنرى في هذا العالم أمراضاً معدية لم نرها من قبل، ونحن بحاجة إلى إتقان تطوير لقاحات مضادة بسرعة أكبر».بارني جراهام، مدير مركز أبحاث اللقاحات في المعهد الوطني لمكافحة الفيروسات في واشنطن، أشار إلى أن اللقاح الجديد تمت تجربته على الفئران التي أظهرت نوعاً من الاستجابة المناعية تشبه تلك الناتجة عن تجربة لقاح لنوع آخر من فيروسات كورونا، لكنه أكد حاجتهم لمزيد من الوقت للتأكد من الاستجابة المناعية للفئران، إذ يعد الحمض النووي لكوفيد 19 أكثر تعقيداً من نظيره «سارس» على سبيل المثال.جوناثان كيميلمان، مدير وحدة الأخلاقيات الطبية الحيوية بجامعة ماكجيل في مونتريال بكندا، قال إن علماء الأخلاق ليسوا على يقين من أن الفوائد النهائية لتسريع هذا اللقاح غير المثبت على الحيوانات في البداية، ستفوق المخاطر«. وأضاف» غالباً تخلق حالات التفشي والطوارئ الوطنية ضغطاً للتجاوز عن بعض المعايير الأخلاقية، لكن يبدو أن ذلك قرار غير حكيم".هولي فرنانديز لينش، الأستاذ المساعد للأخلاقيات الطبية في جامعة بنسلفانيا، حذرت من مخاطر بدء التجارب السريرية على البشر قبل التأكد من صلاحية اللقاح على الحيوانات، مشيرة إلى أن تطوير لقاح فعال ضد كوفيد 19 يحتاج إلى عام في أكثر التقديرات تفاؤلاً.
مشاركة :