من المتوقع أن يشهد عام 2020م تعاونًا أقوى بين قطاعي الخدمات المالية والتكنولوجيا؛ من خلال التقنيات المالية، التي من شأنها تطوير الخدمات المصرفية الحديثة إلى مستوى غير معهود. توفر الخدمات المالية والابتكارات التكنولوجية للمؤسسات فرصًا جديدة، تتعدى نطاق الخدمات المصرفية التقليدية؛ إذ يمكن للتقنية المالية تحسين تجربة العملاء بشكل كبير؛ بالجمع بين استراتيجيات معالجة البيانات وتخزينها، بوجود التحليلات المتقدمة، والقدرات الجديدة للأمن السيبراني. في هذا الإطار، هناك ستة اتجاهات عالمية، من شأنها تشكيل الصناعة المصرفية في العام 2020:تطور الذكاء الاصطناعي شهد عام 2019م، ضجة كبيرة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التقنية المالية. ومع ذلك، فقد تم تحجيم عدد قليل من حالات الاستخدام والنقد. من ناحية أخرى، فإنّ التعلّم الآلي قد نشر حلولاً أفضل تكمل التحليلات التقليدية في التكنولوجيا المالية. في العام الحالي 2020م، يُعد الذكاء الاصطناعي مصدرًا جديدًا للمعلومات عن العملاء وطرق جمع البيانات؛ إذ ثبت أن العديد من مهاجمي الاكتتاب الائتماني يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي لتحليل مصادر المعلومات البديلة، التي تشمل أرقام الهواتف المحمولة، بما في ذلك نشاط مواقع التواصل الاجتماعي وسلوكها. واليوم، تستخدم بعض منصات الإقراض الاستهلاكي أساليب ML التكرارية لتحسين الأداء الحالي؛ لذا لا تحتاج إلى تحقيق قفزة كبيرة لدمج الذكاء الاصطناعي. في المستقبل القريب، لن تتميز مبدلات ألعاب صناعة التقنية المالية بأساليب جديدة للنمذجة، بل بالجمع بين هذه العوامل الثلاثة: التحليلات المحسّنة، ومصادر البيانات البديلة، وأساليب العمل الحالية. أجهزة التحكم الصوتي ينمو عدد أجهزة التحكم الصوتي نموًا سريعًا؛ فشراؤها والتفاعل معها زاد عن ذي قبل؛ ما يدفع الناس لإجراء مزيد من عمليات البحث الصوتي، فوفقًا لـ Comscore، فإنّ نصف عمليات البحث عبر الإنترنت ستكون معتمدة على الصوت في عام2020م. لقد أثرت التقنيات المتطورة في الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي تأثيرًا كبيرًا، على طريقة تفاعلنا مع أجهزتنا الذكية، فجميع العوامل آنفة الذكر تشكّل المتطلبات الجديدة لعصر التحول الرقمي؛ وهي ضبط المنتجات والخدمات على الأجهزة الصوتية الممكّنة. إننا نتحرك سريعًا إلى اللحظة التي ينبغي على العلامات التجارية- من مختلف الصناعات- دمج تقنية الصوت في تجربة العملاء؛ لتظل قادرة على المنافسة في السوق؛ حيث ينشأ جيل جديد من عملاء التكنولوجيا الأذكياء، يعتمد على تطبيقات جوال صوتية تفهم ما يريدونه، فلن تكون الصناعة المصرفية استثناءً؛ إذ سيتمكن العملاء من فتح وديعة أو تحويل الأموال بسهولة عن طريق الصوت؛ باستخدام تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول؛ وهو ما سوف تتجه إليه كثير المؤسسات المالية لدمج هذه التكنولوجيا كأحد أفضل الطرق لكسب ولاء العملاء في الخدمات المصرفية الرقمية. تقنية البلوك تشين شهد عام 2019م، دمج البلوك تشين Blockchain في مختلف عمليات الصناعات، لكنه كان أبطأ بكثير مما كان متوقعًا؛ لذا تشير التوقعات إلى أن العام 2020م سيشهد تطورًا أسرع في هذا المجال. وعلى الرغم من أنّ حلول البلوك تشين المصرفية لا تزال بحاجة إلى الاختبار، إلا أنّها تستطيع بناء علاقات بين المؤسسات المالية وعملائها بناءً على الثقة والشفافية؛ ما يقلل من أوقات المعاملات ويُحسّن التدفق النقدي بشكل ملحوظ. ستؤدي المحاولات الأولية للاستفادة لأقصى حد من البلوك تشين – في القطاع المصرفي- إلى تحسين عمليات تحويل الأموال ومنع الاحتيال في KYC / ID وتسجيل المخاطر؛ إذ تحتاج هذه التكنولوجيا إلى ثقة كاملة بين المؤسسات والاستعداد لمشاركة البيانات، إلا أنّ العديد من المؤسسات المالية- للأسف- ليست مستعدة لمواجهة هذا التحدي وإجراء تحولات كبيرة في ثقافاتها التي تمنعها من دمج البلوك تشين في خدماتها. يتبع في الجزء (2) اقرأ أيضًا: «سوق الهواتف الذكية».. خسائر بالجملة و«سامسونج» في أمان السحابة الموزّعة.. أحدث أجيال الحوسبة السحابية (2-2) التجسس والخصوصية.. ثغرات “آيفون” تُهدد مستخدميه
مشاركة :