العنوان الأبرز الحاضر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وأحاديث الناس هذه الأيام هـو (فيروس كورونا «كوفيد-19») أخباره، واتساع مساحات انتشاره، وإحصائيات وفِيَّاتِه وإصاباته التي تتضاعف كل ساعة، بل وكل لحظة، وتتسابق الدول على فرِض قيود وإجراءات وقرارات احترازية لمحاولة الحَدّ من انتشاره؛ وكلُّ ذلك الهَلع والصخب الذي صنعه (كورونا) عالمياً ومحلياً كتبَ العديد من الرسائل الإيجابية المهمة. (1) كُورونا يُطالِبُ بإنقاذ السوريين، والروهينجيين * (فيروس كورونا) استطاع اقتحام «أوروبا»، وجعلها بؤرة لِوبائه، حيث نشر فيها خلاياه على نطاق واسع، رافعاً عدد إصاباته ووفياته، ومتسبباً بعُزلة مجتمعاتها؛ كما هو الحال في (فرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وسويسرا، وإيطاليا)، فالأخيرة عند كتابة المقال صباح أمس الاثنين تجاوز عدد المصابين فيها الــ (25 ألفاً)، والوفيات اقتربت من (2000)، لتعترف شؤونها الصحية بفشل السيطرة. * وهنا مع التأكيد على الأمنيات والدعوات الصادقة بزوال معاناة تلك الدول، ولكن تهديدات «كُورونا» لها رغم ما تمتلكه من إمكانات وطاقات بشرية ومَادِيّة وتجهيزات طبية، تحمل (رسالة) تنادي المجتمع الإنساني كافة لإنقاذ شعوب محطمة يموت منها سنوياً عشرات، بل مئات الألوف جَرّاء الفقر والمرض، وانتشار الأوبئة؛ كــ(كأشقائنا السوريين، والروهـينجيين)، فهل يستمع المجتمع الدولي لأصواتهم، ويسارع في نجدتهم، وتقديم العون العاجل لهم، كما يفعلها في مواجهة «كورونا»؟!. (2) فَاخِر بوطَنك.. فلسْتَ هُدْهَد سُلَيْمَان * قامت المملكة بجهود كبيرة ونوعيّة لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها من «كورونا»، وكان ذلك وفق رؤية استباقية في توقيتها، وواضحة في أهدافها، وجادة في آليتها، وفي قراراتها وخطواتها الوقائية والاحترازية، التي شاركت فيها مختلف القطاعات والمؤسسات ذات العلاقة في عمَلٍ تكاملي فريد لإدارة الأزمة، أشادت به وأفادت منه دول ومنظمات كبرى. * تلك النجاحات تبعث رسالة لكل مواطن تطالبه بأن يفخر بقيادته الحكيمة، وتوجيهاتها السديدة ودعمها اللا محدود من أجل سلامته، وأن يعتز بمؤسساته النشيطة والفاعلة، وأن يلتزم بما يصدر عنها من تعليمات، وأن يأخذ المعلومة من مصادرها الأصيلة. وأن لا يلتفت لبعض الشائعات التي تحاول زراعة الشَّك في روحُه، وبـثّ الرعب في أركانه، والتي تأتي من قنوات، وإذاعات، وصحف، وحسابات مغرضة، وللأسف الشديد هناك مَــن يُروّج لها بقَصْد خبيث، أو بِحُـسن نِيّة، بدافع بحثه عن كثرة المتابعين في مواقع التواصل، زاعماً أنه المصدرَ الأولُ للأخبار، والمحطةُ الرئيسة لبثها، وأنه (هُــدهُـد سليمان عليه السلام) الذي يأتي بالنبأ اليقين، مع أنه مجَرد «نَاسخ ولاصِـق»، فلا قيمة له. * أخيراً لأزمة «كورونا» رسائل إيجابية أخرى، أستأذنكم أعزائي بتأجيلها ليوم الخميس القادم، فتفضلوا بأن تكونوا على الموعد، وأنتم ووطننا الغالي في أحسن حال.
مشاركة :