تكليف غانتس تشكيل الحكومة لا يسقط نتنياهو

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – حسم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأحد موقفه بشأن الحكومة الجديدة بتكليف بيني غانتس بتشكيلها في خطوة ستزيد وفق المراقبين من تعقيد مسار المفاوضات بشأن شكل الحكومة الجديدة. وحصل الزعيم الإسرائيلي المعارض بيني غانتس على تكليف رسمي من الرئيس بتشكيل الحكومة، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانضمام إليه في حكومة وحدة وطنية. وحصل غانتس زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي على تأييد 61 من المشرعين وعددهم 120 في مشاورات مع الرئيس رؤوفين ريفلين الأحد، في ما يعتبر صفعة قوية لنتنياهو الذي أعلن فوزه في الانتخابات التي أجريت في الثاني من مارس الجاري. وخلال مراسم بثها التلفزيون، أمهل ريفلين غانتس 28 يوما لتشكيل ائتلاف حاكم مع إمكانية التمديد لمدة أسبوعين. لكن كان من بين من دعموا غانتس القائمة العربية المشتركة، وهي ائتلاف يضم الأحزاب العربية في الكنيست، وفصيل إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف بقيادة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان، الأمر الذي من شأنه تعقيد جهود تشكيل حكومة تتوافر لها مقومات البقاء دون تأييد أوسع نطاقا. ويرى مراقبون أنه صحيح أن بلغة الأرقام تمكّن غانتس من الحصول على الأغلبية الضرورية للتفويض في تأليف الحكومة، لكنها “أغلبية” ترتكز إلى أصوات “القائمة المشتركة” العربية، وأن هذه “الشرعية” الدستورية لا تضمن له، بالضرورة النجاح والإطاحة بنتنياهو. واقترح نتنياهو وليبرمان تشكيل “حكومة طوارئ وطنية” لمدة ستة أشهر تضم حزب أزرق أبيض وحزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو للتصدي لأزمة تفشي فايروس كورونا المستجد. وقال غانتس في مراسم تكليفه دون الخوض في المزيد من التفاصيل “أعدك أنني سأبذل كل ما في وسعي لأتمكّن خلال بضعة أيام من تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ووطنية قدر المستطاع”. وأجرت إسرائيل ثلاثة انتخابات غير حاسمة خلال أقلّ من عام ويواجه نتنياهو اتهامات جنائية بالفساد لكنه ينفيها. وكان غانتس قد أصر خلال مفاوضات فاشلة مع نتنياهو في أعقاب انتخابات سبتمبر على أن يتولى الدورة الأولى من رئاسة الوزراء في إطار اتفاق على تناوب القيادة، لكنه دعا منافسه اليوم إلى اتفاق وحدة. وقال غانتس أثناء المراسم “الوقت حان لإنهاء الكلمات الجوفاء… حان الوقت لأن ننحي سيوفنا جانبا ونوحد صفوفنا لنهزم الكراهية”. وقبل تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة، كان غانتس قد رفض الأحد، اقتراح رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بشأن إقامة حكومة وحدة وطنية يتولاها الاثنان بالتناوب لمدة عامين لكل منهما أو حكومة طوارئ عمرها 6 أشهر. ويعتبر قول غانتس في رده على نتنياهو “من يريد حكومة وحدة، لا يؤجل محاكمته الساعة الواحدة صباحا”، إشارة إلى وجود يد لنتنياهو في قرار وزير العدل الإسرائيلي تعليق عمل المحكمة صباح الأحد. مهمة غانتس لن تكون سهلة مخاوف من الوصول إلى طريق مسدود ورغم نجاح غانتس في نيل ثقة تكليف الحكومة فإن مهمته لن تكون سهلة وطريقه لن تكون معبّدة نحو تشكيل هذه الحكومة الجديدة، بما يجعل أمر الإطاحة بنتنياهو مؤجلا. ويعدّ نتنياهو رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل ويتقن “الصمود” على الساحة السياسية رغم تكليف خصمه بيني غانتس الاثنين بتشكيل الحكومة المقبلة. ونتنياهو (70 عاما) هو أول رئيس وزراء في إسرائيل يواجه تهما وهو في منصبه، إذ تهدد 3 قضايا فساد حياته السياسية. انتصر الرجل اليميني في انتخابات الثاني من مارس على خصمه بيني غانتس، وفاز حزبه الليكود بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان على الرغم من تلك التهم. وكان من المفترض أن تبدأ أولى جلسات محاكمة نتنياهو في التهم الموجّهة إليه الثلاثاء، لكن انتشار فايروس كورونا المستجد دفع المحكمة الإسرائيلية في القدس إلى تأجيلها نحو شهرين. وسجلت في إسرائيل حتى اللحظة 250 إصابة، بالإضافة إلى وضع عشرات الآلاف في الحجر الصحي. ووجهت لنتنياهو الأحد ضربة قوية بعدما حصل خصمه غانتس على دعم 61 نائبا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، لتشكيل الحكومة. وفرض نتنياهو نفسه في محور النظام السياسي في إسرائيل كما لو كان دائما جزءا منه، علما أنه الوحيد بين جميع رؤساء الوزراء في تاريخ إسرائيل الذي ولد بعد قيام الدولة العبرية في مايو 1948. ويدافع اليوم، نتنياهو عن رؤية لإسرائيل بوصفها “دولة يهودية” يجب أن تمتد حدودها في الجهة الشمالية الشرقية وصولا للأردن. ومن هنا يأتي وعده بضمّ غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة. وخدم نتنياهو في وحدة في الجيش الإسرائيلي وكان ذلك بعد حرب 1967 التي سيطرت خلالها إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، علاوة على الجولان السوري وسيناء المصرية.

مشاركة :