فايروس كورونا يهدّد القارة العجوز

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس ـ يواصل فايروس كورونا المستجد انتشاره للشهر الثالث، وبدأت سياسات الانفتاح بين الدول تخضع لواقع جديد فرضه الوباء المنتشر. وبرز تأثير الفايروس جليا على الصعيد الاقتصادي، إذ تواصل أسواق المال والشركات وقطاعات السفر والخدمات نزيفها المستمر. وتهاوت الأسهم الأوروبية الاثنين مع تنامي الوباء في معظم أوروبا في حين فشلت إجراءات التيسير النقدي للبنوك المركزية العالمية في طمأنة المستثمرين بشأن تصاعد الضرر الاقتصادي. ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 4.5 بالمئة لأقل مستوى منذ 2013 وهبطت البورصات في فرنسا وإسبانيا مع انضمام البلدين لإيطاليا في تطبيق إغلاق محلي للأنشطة. وقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة لما يقرب من الصفر في تحرك عاجل جديد يوم الأحد وتعهد بشراء أصول بمليارات الدولارات وقال إن تأثير الوباء على الاقتصاد "عميق". وتبعته البنوك المركزية في اليابان وأستراليا ونيوزيلندا بإجراءات خاصة بها ولكن هذا لم يوقف تراجع الأسهم العالمية. ونزلت العقود الآجلة للمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 4.77 بالمئة للحد الأقصى المسموح به للهبوط يوميا بعد استئناف التداول مساء أمس. وتبعت أسهم الطاقة الاتجاه النزولي لأسعار النفط، بينما كانت شركتا آي.إيه.جي المالكة لإيزي جت وإير فرانس-كيه.إل.إم بين أكبر الخاسرين على المؤشر ستوكس 600. في فرنسا، حذر مدير عام شؤون الصحة جيروم سالومون الإثنين بأن الوضع في البلاد "مقلق جدا" و"يتدهور بسرعة كبيرة"، مشيرا إلى "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام". وقال لاذاعة فرانس انتر إن "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام" مضيفا "هناك مرضى في حالة صعبة، في العناية الفائقة، ويقدر عدد هؤلاء بالمئات". وأغلقت فرنسا منذ الأحد المطاعم والحانات والملاهي ودور السينما والمدارس والجامعات مع وصول حصيلة الوباء إلى خمسة آلاف إصابة و120 وفاة، أبقت على الانتخابات البلدية الأحد، غير أن المشاركة فيها كانت متدنية. التنقل للضرورة القصوى التنقل للضرورة القصوى وتسعى دول عدة لمكافحة انتشار الوباء بإغلاق نفسها بشكل متزايد بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، ما يشكل ضربة لمبدأ حرية التنقل داخل التكتل. وستغلق ألمانيا وفرنسا جزئيا الحدود بينهما ولن تسمح للعبور سوى للعمال العاملين في الدولة الأخرى والبضائع. كذلك أعلنت روسيا والجمهورية التشيكية والأرجنتين وكولومبيا وغواتيمالا الأحد إغلاق حدودها سواء كليا أو جزئيا. وفي ألمانيا، علق الاتحاد الدولي للسياحة، المجموعة السياحية الأولى في العالم، القسم الأكبر من نشاطاته كالرحلات المنظمة. وسجلت إيطاليا، البلد الأكثر تضررا جراء الوباء العالمي في أوروبا، الأحد عددا قياسيا من الوفيات اليومية بلغ 368 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 1809 وفاة. وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، توفي بالإجمال 6420 شخصا جراء كوفيد-19 من أصل 159844 إصابة مسجلة في العالم حتى الساعة 17,00 ت غ الأحد. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت "بؤرة" الوباء. وفرض الاتحاد الأوروبي قيودا على تصدير تجهيزات الحماية الطبية لضمان تموين بلدانه داخليا. وفرضت إسبانيا، ثاني دولة من حيث الإصابات في أوروبا، على مواطنيها لزوم منازلهم وأعلنت حال الطوارئ لمدة 15 يوما. وحظرت النمسا (602 إصابات السبت) تجمع أكثر من خمسة أشخاص ومنعت التنقلات إلّا للضرورة القصوى. تشديد الإجراءات الأوروبية في مواجهة كورونا تشديد الإجراءات الأوروبية في مواجهة كورونا كذلك أمرت هولندا ولوكسمبورغ الأحد بإغلاق كل المواقع التي يتجمع فيها الناس من مدارس وحانات ومطاعم ومقاه ومتاجر، فيما أمرت إيرلندا بإغلاق الحانات. وأعلنت صربيا حال الطوارئ لفترة غير محددة وستتم تعبئة الجيش للمساهمة في مكافحة الوباء. كما فرضت بوليفيا والإكوادور وبيرو قيودا صارمة على تنقل سكانها. وأعلن الفاتيكان الأحد أن جميع صلوات واحتفالات عيد الفصح هذه السنة في ساحة القديس بطرس ستتم دون مشاركة المؤمنين، كما أن كل اللقاءات العامة والصلوات التي يجريها البابا فرنسيس ستكون " فقط عبر البث المباشر". غير أن الحبر الأعظم خرج من الفاتيكان الأحد ليصلي في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري التي تؤوي صليبا يُعتقد أنه عجائبيا سار به المؤمنون عام 1522 للتضرع من أجل انتهاء وباء "الطاعون الأسود" في روما.

مشاركة :