بينما ينشغل اللبنانيون بوقاية أنفسهم من وباء «كورونا» وبالمناكفات السياسية بين الحكومة والمعارضة على خلفية الإجراءات التي اتخذت لمنع انتشاره، فاجأتهم المحكمة العسكرية أمس، بتبرئة عامر الفاخوري من جرم اعتقال مواطنين لبنانيين وحجز حريتهم وتعذيبهم داخل معتقل الخيام الذي أقامته إسرائيل خلال احتلالها جنوب لبنان، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم، ما يجعل الفاخوري اللبناني - الأميركي، حرّاً طليقاً بعد توقيفه 6 أشهر لدى وصوله من الولايات المتحدة الأميركية إلى بيروت. وشكّل قرار تبرئة الفاخوري مفاجأة في الأوساط اللبنانية، خصوصاً أنه استبق جلسة المحاكمة العلنية التي حددتها المحكمة العسكرية لمحاكمته في 16 أبريل (نيسان) المقبل، وطرح علامات استفهام حول إصدار الحكم قبل المحاكمة العلنية. وعزت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، هذا التطوّر إلى «الضغوط الهائلة التي تمارسها الولايات المتحدة على السلطات اللبنانية للإفراج عن الفاخوري». وربطت المصادر بين «تسريع الحكم ومحاولة ترحيل الفاخوري خلال ساعات إلى الولايات المتحدة، قبل إقفال مطار رفيق الحريري الدولي غداً الأربعاء، بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من مخاطر وباء كورونا». ويلاحق الفاخوري بملف آخر أمام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بجرم اعتقالهم، وحجز حريتهم، وتعذيبهم، لكن هذا الملف لا يشكل عائقاً أمام سفر الفاخوري، وفق تعبير مصدر قضائي لبناني، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن قاضي التحقيق بلال حلاوي «لم يستجوب الفاخوري بعد، ولم يصدر مذكرة توقيف بحقه بسبب وضعه الصحي، لعدم التمكن من نقله إلى مكتب قاضي التحقيق»، مشدداً على أن «الفاخوري بات حرّاً طليقاً، ولا شيء يمنع من سفره إلى الخارج، مادام أنه لم يصدر قرار قضائي بمنعه من مغادرة لبنان وحجز جواز سفره».
مشاركة :