عند المنعطف السابع من دوري عبداللطيف جميل، بدا النصر صامداً في مقعده على قمة ترتيب الفرق بعد مروره باختبارات عدة خلال مواجهته بالفتح السبت الماضي، وعلى رغم المنافسات التي لا تزال في مهدها، إضافة إلى أن «الفريق الأصفر» تنتظره حواجز وعرة أمام الهلال والاتحاد والشباب دفعة واحدة، إلا أن الأرقام التي يحققها «العالمي» تسجل مفارقات لافتة جديدة في الخريطة الصفراء. رئيس النصر فيصل بن تركي الذي أعلن في الموسم الماضي أن الأعوام الأربعة التي قضاها مع ناديه جعلت خطواته محسوبة ودقيقة كلها، وهو ما حدث بالفعل عندما أوقف الرئيس الذي يعيش عامه الرئاسي الأخير مع النصر عن مسلسل إقالات المدربين، إذ كرر ذلك الأمر في 10 مناسبات متتالية قبل أن يصل إلى الأروغوياني دانييل كارينيو الذي يقضي موسمه الثاني على التوالي مع الفريق، هو ما لم يحدث في النصر منذ أكثر من 15 عاماً، ما منح «البيت الأصفر» الاستقرار الفني الغائب عنه منذ فترة طويلة، علاوة على أن الإدارة سلمت مفاتيح العمل كافة إلى كارينيو آملة أن يفتح أبواب الأفراح الموصدة في أوجه النصراويين منذ أعوام. جوانب عدة تؤكد اختلاف شكل «فارس نجد»، ومنها أنه يمضي بسلاسة في مسابقة الدوري بتلافيه الخسارة في 21 مباراة متتالية، إذ تلقى آخر خسارة في الجولة الـ12 من الموسم الماضي وكانت على يد فريق الأهلي حين تغلب الأخير بهدفين في مقابل هدف خلال المباراة التي أقيمت في مكة الكرمة، كما أن الدفاع «الأصفر» سجل حضوراً لافتاً، إذ لم تهتز شباك الحارس عبدالله العنزي إلا في 13 مناسبة خلال 21 لقاءً بعد آخر مواجهة خسرها النصر، وازداد عطاء خط الدفاع كاملاً وخلفه حارس تصاعد عطاؤه وتآلف في مباراة تلو الأخرى من الموسم الحالي، إذ لم تهتز «الشباك الصفراء» إلا مرة واحدة في سبع جولات من دوري عبداللطيف جميل. الرغبة النصراوية الجامحة في بلوغ الأماني وتحقيق إنجاز يعيد شيئاً من وهج «العالمي» الذي طال غيابه جاءت عبر خطوات عدة، كانت أبرزها استقطاب لاعب الاتفاق يحيى الشهري بصفقة قياسية بلغت 50 مليون ريال، ويشكل صاحب العقد الفلكي قوة «صفراء» خارقة في وسط الفريق، بصناعته خمسة أهداف جعلته يتربع على قمة صنّاع اللعب في «دوري جميل».