كتب أرتيوم فيليبوف، في "فزغلياد"، حول لجوء الأمريكيين إلى شراء الأسلحة النارية لحماية أنفسهم من مضاعفات فيروس كورونا. وجاء في المقال: خطر تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ما زال قائما. وأما سلطات البلاد والسياسيون والأمريكيون العاديون فيتصرفون وفق الخوارزميات المألوفة: تتهم أوساط الاستخبارات الأمريكية، كالعادة، روسيا بنشر الذعر حول الوباء؛ ويعلن بايدن وساندرز، خلال مناظرة يوم الأحد، عن الحاجة إلى توسيع نطاق اختبار عدوى السكان بالفيروس وزيادة عدد الأسرّة في المستشفيات؛ وفي هذه الأثناء، يتجه الأمريكيون العاديون إلى ما يقومون به، عادة، في الأوقات العصيبة، أي شراء الأسلحة والذخائر. ووفقا للبائعين، يقصدهم أشخاص لم يسبق أن اشتروا السلاح في حياتهم. علاوة على ذلك، فإن البعض ممن يشترون اليوم كانوا معارضين أشداء للأسلحة، لكنهم خضعوا أخيرا للذعر العام والصخب. ومن المثير للاهتمام أن الأسلحة التي يشتريها الأمريكيون تقل بينها بنادق الصيد التقليدية. فالمشترون يفضلون في الغالب إطلاق النار السريع والأسلحة متعددة الطلقات، التي يرونها أنسب للدفاع عن النفس. فما سبب هستيريا الأسلحة الجماعية التي أصابت الأمريكيين؟ هناك مزيج من العوامل التاريخية والاتجاهات الحديثة. سكان الولايات المتحدة هم أحفاد المهاجرين. وهم، من جيل إلى جيل، يعتمدون على أنفسهم فقط، رافعين من شأن الفردية إلى درجة المطلق. وثمة عامل آخر مهم في تجديد الأمريكيين ترساناتهم المنزلية من الأسلحة هو عدم الثقة التقليدية بحكومتهم، والتي لم تكن في الأوقات الأكثر هدوءا أكثر جودة. فوفقا لـCNN ، لم يصل مستوى الرضا عن الكونغرس في السنوات العشر الأخيرة حتى إلى 30 %: في فبراير من هذا العام كان 23 %، وفي أغسطس 2019 ، عند 17 %. ويذكر معهد غالوب أن سكان الولايات المتحدة يعدّون، على مدى السنوات الثلاث الماضية، عمل الحكومة، ممثلة بمختلف الإدارات والوزارات، المشكلة الرئيسية للبلاد. من المرجح أن يتراجع الاندفاع إلى السلاح في سوق الأسلحة الأمريكية تدريجيا. لكنفيروس كوروناوالذعر الناتج عنه سوف يتركان بالتأكيد بصماتهما التي لا تنسى على حالة المجتمع المدني الأمريكي. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على
مشاركة :