واشنطن بوست: قرارات ترامب الطائشة أشعلت أزمة غير ضرورية في الشرق الأوسط

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه مستنقعا خطيرا في الشرق الأوسط على الأغلب من صنعه.واستهلت الصحيفة افتتاحيتها المنشورة - على موقعها الإكتروني اليوم الثلاثاء في هذا الشأن - بالقول إن قرار ترامب الطائش بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وتجديد الحرب الاقتصادية على نظامها مباشرة أشعل أزمة غير ضرورية عليه أن يتعامل معها الآن في ظل تفشي وباء كورونا الجديد /كوفيد-19/.وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في ظل تفشي فيروس كورونا، انجرفت إدارة ترامب إلى دورة أخرى من تصاعد الأعمال العدائية مع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.وأفادت (واشنطن بوست) بأنه لا يمكن التصدي للحملة الإيرانية ضد القوات الأمريكية في العراق بسهولة ، موضحة أنه كان من الصعب الدفاع عن القوات الأمريكية المنتشرة في القواعد العسكرية العراقية من الصواريخ قصيرة المدى المفاجئة، مثل تلك التي انهالت على معسكر التاجي خلال الأسبوع الماضي .. ويخاطر العمل الانتقامي الأمريكي داخل العراق بزيادة عزلة الحكومة العراقية، التي يضغط بعض قادتها بالفعل من أجل الانسحاب الأمريكي.وأشارت إلى أن ترامب يميل لسحب حوالي 5 آلاف جندي أمريكي منتشرين لمحاربة داعش في العراق، إذ أعلنت البعثة التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة داعش في العراق وسوريا أمس أنه سيتم إعادة نشر مئات القوات من عدة قواعد أصغر إلى قواعد أكبر في العراق أو في سوريا والكويت. ورأت الصحيفة الأمريكية أنه بينما يبدو أن النظر إلى الخطر المتزايد للهجمات الصاروخية هو الخيار الأحوط، إلا أن الانسحاب الكامل للولايات المتحدة سيعطي إيران انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا.وقالت إن أحد البدائل المتاحة أمام إدارة ترامب هو تصعيد الضربات المضادة الأمريكية ضد أهداف إيرانية في العراق وربما في إيران نفسها، في محاولة لاستعادة قدرتها على الرّدع، الأمر الذي قد يخاطر برد فعل سياسي في العراق وربما مزيد من الخسائر الأمريكية جراء الهجمات المضادة الإيرانية - وهو ما تأمله القيادة الإيرانية المتشددة.. أو يمكن للقادة الأمريكيين أن يحاولوا تدبير أمورهم من من خلال إعادة الانتشار الجزئي واتخاذ مزيد من الإجراءات الدفاعية ومناشدة القادة العراقيين لكبح جماح وكلاء إيران.وأشارت (واشنطن بوست) إلى وابل من الصواريخ أطلقه وكلاء إيران مرتين منذ 11 مارس على قاعدة معسكر التاجي المترامية الأطراف شمال العاصمة العراقية /بغداد/، مما أدى إلى مقتل اثنين من الأمريكيين وإصابة اثنين آخرين على الأقل .. من جانبها، شنت الولايات المتحدة غارة انتقامية على خمسة مواقع وصفتها بأنها مستودعات أسلحة لميليشيا كتائب حزب الله، مما أسفر عن مقتل عدد من رجال المليشيات والعديد من جنود الحكومة العراقية .. ويهدد كلا الجانبين باتخاذ مزيد من الإجراءات.ووفقا للصحيفة، تشير الأعمال العدائية المتجددة إلى أن مقتل كبير الاستراتيجيين الإيرانيين قاسم سليماني وقائد ميليشيا عراقية كبير في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في أوائل يناير الماضي لم يردع إيران ووكلائها العراقيين بل وتثير هذه الأعمال من جديد خطرين كبيرين يواجهان إدارة ترامب؛ ألا وهما أن إيران ستنجح في طرد القوات الأمريكية من العراق أو أنها ستجر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري أكبر.ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذين الخطرين يمثلان فيما يبدو طموحات استثنائية لنظام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في وقت يصارع فيه النظام الإيراني مع أحد أشد الفيروسات فتكا في العالم ، فضلا عن الانكماش الاقتصادي الحاد والاضطرابات الداخلية المتزايدة التي تجتاح البلاد.واستدركت قائلة إن خامنئي قد يرى الصراع مع الولايات المتحدة على أنه أفضل سبيل للخروج من التحديات الداخلية التي تواجه النظام الإيراني، موضحة أن مقتل سليماني خلق بعد كل شيء فيضا نادرًا من المشاعر الوطنية.

مشاركة :