بدأت الجهود الدولية في التعاون لمواجهة فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19» خلال الأيام الماضية تأتي بثمارها والتي أوشكت الإعلان رسمياً عن الانتصار على الفيروس بعدما اتخذت الكثير من الدول إجراءات عاجلة بتعليق الدراسة وحظر السفر ومنع التجمعات، إضافة إلى تفعيل أنظمة العمل عن بعد. يأتي ذلك في وقت تزداد فيه نسبة التعافي من الإصابة مع اتخاذ التدابير الوقائية لمواجهة تفشي «كوفيد 19»، واعتكاف أكثر من 400 عالم حول العالم لمواجهة المرض باكتشاف 20 لقاحاً قيد التطوير في المراحل النهائية من التجارب السريرية لإيجاد العلاج، كما تم تطوير أكثر من 20 جهازاً طبياً من قبل منظمة الصحة العالمية خاص بأجهزة التنفس الصناعي وأنظمة تزويد الأكسجين. واتخذت دول العالم إجراءات فورية لمواجهة الفيروس، على رأسها إلغاء الدراسة وحظر الأنشطة الرياضية والثقافية، ووقف الرحلات الجوية، والعمل عن بعد، والحجر الصحي على مدن كاملة. مجابهة المرض «الاتحاد» تستعرض سبل التعاون الدولي لمجابهة المرض، كما تحدثت إلى حالات تعافت من الإصابة بفيروس «كوفيد 19» يروون كيف واجهوا المرض وعادوا مفعمين للحياة من جديد ليوجهوا رسائل طمأنة للعالم بأن الفيروس الحالي ليس أخطر من سابقته من سلالة الأمراض. تقول الدكتورة رنا ممدوح طبيبة متخصصة بمكافحة العدوى في مصر، إن قرار تعطيل الدراسة على مستوى دول العالم من شأنه المساعدة في زيادة الوقاية في المدارس والجامعات، وتطهير كافة الأماكن داخلها، الأمر الذي يؤدي عكسه إلى صعوبة تطبيقه بالشكل الحالي، والذي يؤدي إلى منع انتقال العدوى بشكل كامل. وأضافت طبيبة مكافحة العدوى لـ«الاتحاد» أن أغلب الدول التي نشط فيها فيروس «كوفيد 19»، عملت على وقف الأنشطة بالكامل ومنها النشاط التعليمي والدراسي، خاصة مع الأعداد الكبيرة من الطلاب التي تعوق عملية تطهير المدرجات والفصول، مع وجود كثافة عالية من الطلاب داخل الفصول خاصة في المجتمعات العربية، لافتة إلى أن التعاون الدولي كان لا بد منه في مواجهة المرض والذي بدأت تتم السيطرة عليه في الوقت الراهن كما فعلت الصين. أعلنت دول عدة في العالم، منها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا والدول العربية، إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية في أنحاء متفرقة حول العالم، إضافة إلى إلغاء الأحداث والنشاطات الرياضية في محاولة من حكومات الدول للسيطرة على تفشي الفيروس كورونا. واتخذت العديد من الدول إجراءات احترازية على المستوى الثقافي، حيث أغلقت بعض أفضل المتاحف وصالات العرض في العالم أبوابها، وأُغلق متحفا فان غوخ وريكس في أمستردام بهولندا حتى نهاية مارس، وأعلن أكبر متحف للفنون في العالم، متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، أنه أغلق مؤقتاً منشآته بالمدينة، وستغلق جميع متاحف العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك. ونجحت دول أخرى في وضع مدن كاملة تحت الحجر الصحي وفرض عدم الحركة، مثل الصين وإيطاليا وإسبانيا بعد ارتفاع عدد حالات الوفاة والإصابات، ووقف حركة المواصلات والتنقل بصورة نهائية. وفرضت حكومات العديد من الدول إغلاقاً شاملاً للمطاعم والمقاهي والحانات وجميع المتاجر، إلا أنها أبقت متاجر المواد الغذائية والصيدليات مفتوحة. وأمام تفشي الفيروس في مختلف أنحاء العالم، تواصل دول كثيرة إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية وتقييد حركة الدخول والخروج وفرض الحجر الصحي على السكان، وهو ما من شأنه أن يضع العالم في عزلة إجبارية هدفها الحد من انتشار الوباء. وأعلنت حكومات بعض الدول أيضاً، تفعيل نظام العمل عن بعد لبعض الفئات من الموظفين. المتعافون: انتصرنا على الفيروس أحمد مهدي، شاب مصري ثلاثيني، متعافٍ من «كوفيد 19» لم يكن أمامه سوى 15 يوم عمل فقط على متن المركبة «SaraA» والتي تحولت لبؤرة إصابة بفيروس كورونا الجديد في مصر حسب تصريحات لوزيرة الصحة المصرية، لكنه أصبح بعد إجراء التحاليل حاملاً لفيروس كورونا المستجد، ومن اللحظة التي تم إعلامه بذلك حتى ظهور نتيجة التحليل الجديدة بالسلبية وتعافيه من الفيروس كان قلق سرته بالغ الأثر. يقول مهدي لـ«الاتحاد»، إنه نظراً لكونه كان حاملاً للفيروس فلم تظهر عليه أي أعراض، فقط انتقل الفيروس إليه باعتباره من مخالطي المصابين، وبعد أيام قليلة من وصوله إلى المستشفى وبعد إجراء تحاليل تأكدت الإدارة الطبية من التعافي، مؤكداً أن هذا «هو الخبر السعيد الذي جعلنا جميعاً في حال أفضل. على الأقل لم يعد الأهل في قلق بعد». وأكد مهدي أنه انتصر على الفيروس الذي اعتبره الكثيرون خطراً يهدد البشرية. ولا يختلف الحال مع بسام محمد، حيث يعد واحداً من 7 أشخاص أعلنت الصحة المصرية تعافيهم من فيروس كورونا الجديد، ويقول لـ«الاتحاد» إن الرحلة الموبوءة التي تسببت بنقل الفيروس كانت سبباً رئيسياً في تعطيل حياته بالكامل، خاصة وأنه خضع لتحاليل الطبية لم يشهدها من قبل طوال عمره الذي لم يتجاوز الـ23 عاماً.
مشاركة :