نجح فريق مشترك من إدارتي البحث الجنائي والملاحقة الجنائية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بقيادة اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، ومتابعة من مساعده لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، في الإيقاع بجزائري في أقل من 24 ساعة فقط من ارتكابه جريمة قتل مراسل صيني داخل مصعد إحدى البنايات بشارع بني ياس بمنطقة نايف، وسرقة مبلغ مليون و20 ألف درهم من حقيبة كان يحملها، قبل هربه عبر الحدود البرية مع سلطنة عمان. نجح فريق الضبط أيضاً في ضبط زوجة القاتل وهي من ذات جنسيته، ومعها طفلان، أثناء محاولتها السفر عبر مطار دبي الدولي، وبحوزتها 100 ألف درهم من المبلغ المسروق، كما القي القبض على شخص ثالث يمتلك مكتباً للتحويلات المالية، كانت زوجة المتهم سلمته مبلغ 730 ألف درهم لتحويلها لموطنها الجزائر. وكان اللواء المزينة حدد موعد الحادية عشرة قبل منتصف ليل الجمعة الماضي في رسالة نصية لفرق البحث للإيقاع بالجاني، بعد أن تم تحديد هويته، ومتابعته منذ ارتكابه الجريمة يوم الخميس وحتى وقوعه في يد رجال الشرطة، ومفاجأته بضبط زوجته وصديقه وولديه. إشادة وشكر وأكد اللواء المزينة أن هذا القاتل ارتكب جريمته في المكان الخطأ والوقت الخطأ وبالطريقة الخطأ، نظراً لجهله بالإجراءات الأمنية المتبعة، التي جعلت من إمارة دبي واحة للأمن والأمان والاستقرار، مشيدا في هذا الصدد بخبرة وحنكة رجال البحث الجنائي والتحريات التي اكتسبوها على مدار سنوات من خلال التأهيل، وصقلها بالعمل الميداني، مضيفا أن التقنيات كانت عاملاً مساعداً في كشف غموض الجريمة، ولكن الجهود المبذولة وسرعة التحرك من قبل رجال البحث الجنائي والملاحقة تمكنت من تحديد هوية الجاني، وتحديد مكان اختفائه وضبطه وزوجته والشخص الآخر والحيلولة دون هربهم بجريمتهم. ووجه الشكر إلى السلطات العمانية لتعاونها في عمليات المتابعة للمتهم قبل دخوله الأراضي العمانية، لافتاً إلى أن الإيقاع بالمتهم في تلك الجريمة هو أحد النجاحات التي حققتها شرطة دبي في زمن قياسي، مشيداً بالمتابعة الدقيقة للواء المنصوري منذ ورود بلاغ الجريمة وحتى تسليم المتهمين إلى النيابة العامة بدبي. وأشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بحضور اللواء خليل ابراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، والمقدم محمد أهلي مدير إدارة الملاحقة الجنائية، والرائد عادل الجوكر مدير إدارة البحث الجنائي بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، أن القاتل ويدعى م. ا البالغ من العمر 35 عاما يحمل إقامة سارية المفعول في الدولة، إلا أنه لا يقيم بصفة دائمة وكان يتردد على الدولة من وقت لآخر، كما تبين أنه قام بمراقبة مكان الجريمة لمدة ثلاثة أيام وتعرف على حملة الحقائب الذين يترددون على تلك البناية، كما يبدو أنه تعرف من صديقه صاحب مكتب التحويلات على الأشخاص أو الشركات التي تقوم بتحويلات مالية كبيرة. وأكد أن سرعة عمليات البحث الدقيقة التي أجرتها فرق البحث أشارت إلى أن المتهم يتواجد في منطقة حتا حيث كان يحجز أربع غرف في أحد الأماكن السياحية هناك للتمويه، وأنه بصدد مغادرة الدولة متسللاً عبر استقلال إحدى الشاحنات، للدخول للأراضي العمانية. وأشارت التحريات أنه فور ارتكابه الجريمة توجه لإمارة الشارقة، وكان يقوم بحياكة زي خليجي حيث قام بتغيير ملابسه داخل المحل وخرج به لمزيد من التخفي. التفاصيل وحول تفاصيل الجريمة أشار اللواء المنصوري لورود بلاغ في الخامسة والنصف من مساء الخميس الماضي لغرفة عمليات القيادة يفيد بوجود جثة لشاب صيني في العشرين من العمر يعمل مراسلاً لإحدى الشركات مطعوناً داخل مصعد الخدمات للبناية التي يوجد بها مقر الشركة، حيث انتقلت على الفور فرق التحريات والمباحث، والأدلة الجنائية، وعلى رأسها القائد العام اللواء المزينة حيث تبين أن المجني عليه يسبح في بركة من الدماء وبجواره دراجته الهوائية التي كان يستخدمها في التنقل بين مقر الشركة وفروعها، وتبين أنه تلقى عدة ضربات بسكين على رأسه وبطنه والقلب وأجزاء اخري من الجسد. وأفاد بأن صاحب الشركة -يدعى ج. ي- التي يعمل بها المجني عليه ه. ه أشار انه التحق لديه بالعمل منذ عام تقريبا، وانه في يوم الحادث توجه لشقته بذات البناية مصطحبا معه المجني عليه وسلمه مليونا و20 ألف درهم لايداعها أحد البنوك في منطقة ديرة، حيث تم وضع المبلغ في حقيبة، وأخذ معه دراجته وتوجه للمصعد، ولكنه فوجئ بقتله واختفاء المبلغ، خاصة بعد تأخره في العودة بإيصال الإيداع، وأخبرته زوجته أن دوريات الشرطة تتواجد اسفل البناية. سرعة التحرك وأكد اللواء المنصوري أنه بناء على دراسة مسرح الجريمة، ورسم سيناريوهات البحث والتحري من قبل القائد العام، واعتماد استراتيجية سرعة التحرك مع فحص التقنيات الموجودة تم تحديد هوية المتهم، ومقر إقامته بأحد الفنادق القريبة التي تبعد نحو 5 كيلومترات من موقع الجريمة، وبوصول الفرق إلى هناك تبين أن المتهم غادر الفندق بعد الجريمة مباشرة، كما أن زوجته ومعها طفلاه غادروا الفندق أيضاً. وفي صباح الجمعة تبين من خلال التحريات أن زوجته التي كانت قادمة بتأشيرة زيارة تتواجد في مطار دبي للمغادرة لدولتها، فألقي القبض عليها وبرفقتها طفلاها، وضبط بحوزتها مبلغ 63 ألفاً و280 درهماً، و18 ألفاً و700 دينار جزائري، ومجموعة من المشتريات من السوق الحرة، وباستجوابها اعترفت بأن زوجها سلمها حقيبة فيها مبلغ 730 ألف درهم، وأمرها بتسليمها إلى ع. ع جزائري صاحب مكتب تحويلات مالية لتحويل المبلغ، وتم إلقاء القبض على الأخير في مقر شركته في شارع المكتوم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. ضبط واعتراف وأضاف المنصوري أنه تم ضبط المتهم في منطقة حتا ومعه مبلغ مالي يقارب 200 ألف درهم حيث اعترف تفصيلياً بارتكابه الجريمة ولكنه لم يكن يتخيل أنه القي القبض على زوجته وبرفقتها طفلاه وصديقه، وقال إنه راقب عن كثب الأشخاص الذين يقومون بنقل الأموال من الشركات إلى البنوك والعكس، ورصدهم على مدار 3 أيام قبل تنفيذه الجريمة، حتى حانت الفرصة وقام بشراء سكين وتوجه لداخل البناية، وفوجئ بالمجني عليه يدخل مصعد الخدمات ففاجأه ودخل معه وطعنه واستولى على الحقيبة التي كان يحملها. القنصلية الصينية تشكر شرطة دبي التقت أمس القنصل الصيني مع وفد من القنصلية اللواء المزينة لتقديم الشكر لشرطة دبي على سرعة تحركها وإلقاء القبض على قاتل الشاب الصيني واسترجاع المبلغ المسروق، ومن المقرر أن يزوره اليوم أيضاً السفير الصيني المعتمد لتقديم الشكر لشرطة دبي على اهتمامهم والايقاع بالجاني، خاصة أن هناك اهتماما كبيرا في الصين بتلك الجريمة. وأكد اللواء المزينة أن أسرة المجني عليه ستصل في غضون ساعات لتسلم جثة ابنها، مقدما تعازيه للأسرة، وللسفارة والقنصلية الصينية، ومؤكداً أن شرطة دبي لن تألو جهداً للإيقاع بكل مجرم يرتكب جريمة على أرضها. وقال ان شرطة دبي مسؤولة عن حياة وحقوق وأملاك كافة المقيمين على أرضها دون تمييز أو استثناء لأحد وبغض النظر عن اللون أو الدين، أو الجنس، خاصة أن دبي يعيش على أرضها أكثر من 203 جنسيات يعاملون جميعهم سواء ووفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة.
مشاركة :