خلافات دبلوماسية وعلاقات متوترة بين الدول، وتهديدات بشن هجمات عسكرية، جميعها أوضاع سادت العالم أجمع مع بداية العام الجاري، وبين هذا وذاك زحف فيروس كورونا في غفلة عن الجميع، فارضًا نفسه كعدو اتحد ضده المختلفون لوقف خطورته. وجاءت بداية فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» من داخل سوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية، فبدأ المرض ينسج خيوطه في ديسمبر الماضي، إلى أن تعاظم خطره شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت دول العالم أجمع معزولة عن بعضها البعض، وهو ما يتناوله «المصري لايت» في السطور التالية. باعتبارها بؤرة لانتشار الفيروس القاتل، لجأت أكثر من 50 دولة إلى قطع رحلاتها إلى الصين أو دخول مواطنيها إليها، بجانب إغلاق الحدود معها من قِبَل جيرانها، ما فرض على أكبر بلد من حيث عدد سكانها عزلة إجبارية. فأعلنت روسيا إغلاق حدودها مع الصين من الجهة الشرقية للبلاد، كما أوقفت منغوليا حركة الحافلات والسيارات وخدمات القطارات عبر الحدود، فيما منعت كذلك كوريا الشمالية دخول السياح إلى أراضيها. كما لجأت نيبال إلى إغلاق نقطتها الحدودية مع الصين لأسبوعين مع بداية الأزمة، فيما منعت بابوا غينيا الجديدة جميع الأجانب القادمين من آسيا من دخول البلاد، بجانب إغلاق النقطة الحدودية البرية الوحيدة مع مقاطعة بابوا الغربية التابعة لإندونيسيا. واضطرت بعض الدول من وقف إصدار التأشيرات للصينيين مؤقتًا، وهم سنغافورة وفيتنام وروسيا، بجانب الفلبين وسريلانكا وماليزيا وموزمبيق. وجويًا، قررت دول فيتنام وإيطاليا وسنغافورة ومنغوليا قرارًا بتعليق الرحلات من وإلى البر الصيني، فيما أوصت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وبريطانيا وألمانيا وغيرهم مواطنيها بعدم السفر إلى الصين. ولم تكن مصر بعيدة عن هذه القرارات، فعلقت شركة مصر للطيران رحلاتها المتجهة من وإلى المدن الصينية، نتيجة انخفاض حجم الحركة وعدم الإقبال على السفر إلى هناك، بعد قرارها باستئناف الرحلات بمعدل رحلة واحدة في الأسبوع. وبالانتقال إلى القارة العجوز، والتي صُنفت كبؤرة لانتشار فيروس كورونا مؤخرًا حسب ما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، يفكر الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن بإصدار مقترح يمنع السفر إلى منطقة شنجن، وحظر دخولها لأسباب غير ضرورية على مواطني الدول غير الأعضاء. وحال تطبيق هذا المقترح، يُستثنى منه مواطنو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خارج منطقة شنجن مثل كرواتيا وأيرلندا وقبرص، أو حتى المملكة المتحدة التي لا تزال تعامل كدولة عضو في الاتحاد خلال الفترة الانتقالية لخروجها، كما سيُسمح لمواطني الدول غير الأعضاء، من الذين لديهم حق الإقامة في إحدى دولها، بدخول منطقة شنجن. «الزموا بيوتكم».. بهذه العبارة أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عزل بلاده بالكامل، بجانب حظر التجمعات والفعاليات الرياضة، خاصةً وأنها سجلت أعلى معدل للإصابة بالفيروس مؤخرًا بـ23073 حالة. وطلب رئيس الوزراء من المواطنين البقاء في منازلهم، كما فرض قيودًا مشددة على التنقل عبر إيطاليا. وباعتبارها ثاني دول القارة العجوز من حيث عدد الإصابات بكورونا، البالغة 8563 حالة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حالة الطوارئ في البلاد لمواجهة الفيروس. وفرض «سانشيز» قرارات قيدت حرية تنقل المواطنين، محددًا ضرورة الخروج في التوجه إلى العمل والصيدليات والمستشفيات والمتاجر أو المصارف لسحب النقود، دون الذهاب إلى المطاعم والشواطئ والمتنزهات. كما أغلقت السلطات الإسبانية الأماكن التي تشهد التجمعات، كالمسارح ودور العرض السينمائي والمتاحف والمنشآت الرياضية وحدائق الأطفال، مع تعليق المعاملات القائمة على استعمال البطاقات الشخصية وجلسات المحاكمة، ما لم تكن هناك قضية مستعجلة، مع حظر الأنشطة الرياضية. ولم تسلم فرنسا مما يمر به العالم أجمع، فأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارفيليب بلاده قررت إغلاق أغلب المتاجر والمطاعم والمنشآت الترفيهية، مع تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، ويُستثنى من ذلك غلق متاجر السلع الغذائية والصيدليات ومحطات الوقود. وتعاني فرنسا من إصابة 5284 شخص بفيروس كورونا، من أصل 5423 حالة إجمالية، فيما سجلت 127 حالة وفاة. 1543 حالة شهدتها أراضي المملكة المتحدة، وهي الأعداد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية بعد صمت دام لفترة، وبموجب ما سبق طالب رئيس الوزراء بوريس جونسون المواطنين بتجنب التجمعات والذهاب إلى الحانات والنوادي والمسارح والمؤتمرات. كما دعى «جونسون» كل شخص يعيش مع آخر مصاب بالسعال أو ارتفاع درجة الحرارة إلى بقائه في المنزل لـ14 يومًا، مناديصا بضرورة العمل من المنازل قدر الإمكان. جديرٌ بالذكر أن بريطانيا شهدت وفاة 55 حالة حتى كتابة هذه السطور. ولجأت ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا، فأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظر الرحلات الخارجية والداخلية للألمان، خاصةً وأن عدد المصابين الحالي بلغ 7161 حالة. واُضطرت روسيا إلى تعليق معظم الرحلات الجوية المتبدالة مع عدد من الدول الأوروبية، وهم إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، بجانب وقف إصدار التأشيرات السياحية للمواطنين الإيطاليين. كما علقت روسيا الرحلات الجوية من وإلى كوريا الجنوبية، وكذلك إيران باستثناء رحلات الشركة الوطنية الروسية «إيروفلوت» وطيران ماهان الإيرانية. وبالعودة إلى آسيا، تعتبر إيران ثالث أعلى الدول فيما يخص العدد الإجمالي للإصابة بكورونا بعد الصين وإيطاليا، فبلغ العدد 14991 حالة، ما فرض عليها عزلة إجبارية، فنتيجة إعلان أغلب الدول الأوروبية منع رحلاتها إليها اضطرت إلى الرد بالمثل، بتعليق تشغيل الرحلات الجوية كافة إلى أوروبا حتى إشعار آخر. كما لجأت عمان والعراق والإمارات والأردن منع دخول الإيرانيين إلى أراضيهم، فيما لجأت طاجيكستان وباكستان إلى إغلاق الحدود معها. وبالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترامب حظر السفر على كل الرحلات إلى الاتحاد الأوروبي لمدة شهر كامل، مستثنيًا الرعايا الأمريكيين. ومؤخرًا، أعلن حاكم ولاية نيو جيرسي الأمريكية حظر التجول بالولاية بسبب فيروس كورونا، في الوقت الذي بلغت فيه الأعداد الإجمالية للمصابين 4228 حالة. وإلى أمريكا الجنوبية، فاضطر الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز غلق بلاده لحدودها ووقف الدراسة في كل المؤسسات التعليمية، مع حظر دخول الوافدين إليها حتى نهاية مارس. وإلى المنطقة العربية، فأعلنت المملكة السعودية تعليق الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين، مع صدور توجيهات بمنح القطاع الخاص إجازة أسبوعين للحوامل والمرضى، مع العلم أن عدد المصابين بها 118 حالة. كما أعلنت الكويت تعليق رحلات الطيران التجارية من وإلى مطار الكويت الدولي، مع استثناء الرحلات التي تحمل مواطنين والشحن الجوي، كما عطلت الدوام الرسمي حتى نهاية مارس. كما أصدر المسؤولون هناك قرارًا بمنع التواجد داخل المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق، مع العلم أن العدد الإجمالي للمصابين 123 حالة. وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى كل من لبنان وتركيا وسوريا والعراق، كما عطلت إقامة الصلوات في المساجد ودور العبادة لمدة 4 أسابيع، فيما بلغت أعداد المصابين الكلي 98 حالة. وفي البحرين،أعلن طيران الخليج تعليق جميع الرحلات من وإلى السعودية حتى إشعار آخر خوفاً من انتشار «كورونا»، خاصةً مع بلوغ عدد المصابين الكلي 227 حالة. كما قررت الهيئة العامة للطيران المدني في سلطنة عمان تعليق الرحلات الجوية غير المنتظمة بين السلطنة ومصر لمدة شهر، مشترطةً على الراغبين في دخول أراضيها إبراز شهادة الفحص المسبق (PCR) لإثبات الخلو من فيروس كورونا المستجد، وخضوع القادمين للحجر الصحي 14 يومًا، بعد وصول العدد الكلي للمصابين 22 حالةً. أما وزارة الصحة العراقية حظرت دخول المسافرين من 7 دول، وهم الصين وإيران وتايلاند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا وسنغافورة، مع استثناء العراقيين والعاملين في البعثات الدبلوماسية والوفود الرسمية، ونصحت مواطنيها بتجنب السفر إلى هذه الدول، خاصةً مع بلوغ العدد الإجمالي للمصابين هناك 124 حالةً. ولجأت وزارة الخارجية المغربية إلى تعليق جميع رحلات الركاب الدولية من وإلى مطارات البلاد، فيما قررت وزارة الداخلية هناك إغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم وكافة المرافق الترفيهية، مع العلم أن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 29 حالةً. فيما أكتفى رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد بتعليق الرحلات البحرية والجوية من وإلى أوروبا، خاصةً وأنها سجلت 60 حالة مصابة بفيروس كورونا. كما قررت السلطات التونسية غلق جميع حدودها البحرية بجانب تعليق كل الرحلات الجوية من وإلى ايطاليا، وتقليص رحلاتها إلى يوم واحد في الأسبوع إلى فرنسا، ونفس الحال بالنسبة لمصر وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا، بعد وصول عدد الحالات المصابة هناك إلى 20. وفي السودان، أصدر المدير العام لسلطة الطيران المدني إبراهيم عدلان قرارًا بتعليق جميع الرحلات الجوية المغادرة إلى 8 دول، وهم كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والصين وإسبانيا وإيطاليا واليابان وإيران ومصر. وإلى أم الدنيا، فلم تنفصل مصر عما ألم بالعالم جراء الانتشار السريع لفيروس كورونا، ومن ثم، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي قرارًا بتعليق الرحلات الجوية بدءًا من الغد، بعد تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لأسبوعين، مع حظر التجمعات والأنشطة الرياضية.
مشاركة :