عن رواية الأديب المصرى إحسان عبدالقدوس، عُرض المسلسل العائلى «لن أعيش فى جلباب أبى» بشتاء عام 1996، بطولة الفنان الراحل نور الشريف، الفنانة عبلة كامل وكوكبة من الوجوه الشابة وقتها، واكتسب العمل الدرامى منذ عرضه الأول شعبية كبيرة، ليس داخل مصر فقط، بل الوطن العربى كله. وظل المسلسل الذى يحمل نفس اسم الرواية المأخوذ عنها، يُعرض طيلة عقدين من الزمن، على الشاشة الصغيرة، دون أن يفقد بريق العرض الأول، حيث ينجح فى جذب المشاهد فى كل مرة وكأنه يطالعه للوهلة الأولى، ومن بين المتابعين كان الفنان التشكيلى أحمد سامى، والذى قرر أن يحول تعلقه هذا إلى لوحة، هى تمهيد لسلسلة لوحات تستعرض عددا من المشاهد المعروفة داخل المسلسل، كمشروع جديد لمعرض قيد الإعداد. تبلورت فكرة «سامى» بإحدى الليالى التى كان يطالع فيها التلفاز، حتى توقف عند إحدى حلقات المسلسل المعروضة، واستعاد ذكرياته الأولى مع مشاهده، ليقرر أن ينقل الدراما إلى الورق، وبدأ فى الرسم. «كنت أسمع عن الفكرة اللى بتصحى النعسان من نومه لكن عمرى ما كنت جربت إحساسها» يقول «سامى» ابن محافظة المنوفية، محاولا وصف دوافعه الأولى لبدء مشروعه، حيث جمع أدواته وجلس ليرسم المشهد، ولكى تكتمل الصورة أمامه قرر أن يدير صوت موسيقى المسلسل الشهير من ألحان الراحل حسن أبوالسعود، لتصاحبه طوال رحلته مع اللوحة. يحكى «سامى» عن ذكرياته مع المسلسل التى دفعته للتفكير فى مشروعه «كانت الأسرة كلها بتتجمع حول التليفزيون، وبنستنى الحلقة الجديدة بلهفة كبيرة، ومكانش حد بيبقى له سيرة فى أى مكان غير عن أحداث المسلسل». نظرات «عبدالغفور البرعى» المليئة بالحب وهو ينظر إلى «فاطنة» الخجولة، كانت تلك هى اللقطة التى قرر «سامى» أن ينفذها على الورق ليبدأ بها مشروعه، لتخرج اللوحة إلى النور بعد 3 ساعات، مضيفا «مش هبقى ببالغ لو قولت إنها كانت من أسعد الساعات اللى مرت عليا فى حياتى». شارك الشاب الذى تخرج فى كلية التربية الرياضية، أصدقاءه لحظات إبداعه، من خلال بث حى عبر «فيسبوك» نقل خلاله مراحل التصميم المختلفة، معللا ذلك بـ «كنت حريص على إبراز أدق التفاصيل، وأخلى الناس تتابع معايا مراحل التصميم وكأنهم بيتفرجوا على المسلسل». لاقى البورتريه الذى نفذه «سامى» انتشارًا على موقع التواصل الاجتماعى بمجرد نشر النتيجة النهائية التى أهداها لروح الفنان الراحل نور الشريف.