تمر دول العالم في هذه الفترة بأزمة كبرى توقفت فيها كل الأنشطة سواء كانت رياضية أو ثقافية أو وتقليل التجمعات في الأماكن العامة والذي انتاب العالم بالخوف والزعر جراء انتشار فيروس جديد هو فيروس كورونا.وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن عدد من الإجراءات الوقائية والاحترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد منها، تنظيف اليدين باستمرار بفركهما بمطهر كحولي أو غسلهما جيدًا بالماء والصابون، وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالحمى والسعال،وتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدًا، فضلا عن التعامل مع اللحوم النيئة أو الحليب الخام أو أعضاء الحيوانات بعناية تامة لتفادي انتقال الملوثات من الأطعمة غير المطهوة، وفقًا لممارسات السلامة الغذائية الجيدة.وقد رصد الكاتب خيري شلبي في روايته "الوتد" والتي تم تحويلها لعمل درامي، عددا من الإجراءات المشابهة التي كانت تتبعها "فاطمة تعلبة" بطلة الرواية والتي جسدتها الفنانة الكبيرة الراحلة هدى سلطان للوقاية من انتشار مرض الكوليرا.ومن هذه الإجراءات الوقائية أنها قامت بعزل كل أفراد عائلتها، وفرض حظر التجوال في المنزل، وإغلاق كل أبواب الغرف الخاصة بهم، وأمرتهم بعدم الخروج منها لحين انتهاء الوباء، إلى جانب تطهير ملابسهم بشكل عام بجميع أدوات التعقيم إلى جانب حرق الملابس التي كان يرتديها أبناؤها أثناء مساعدتهم لمرضى الكوليرا.وعي هذه السيدة "الوتد"، التي جسدت دورها الفنانة الكبيرة الراحلة هدي سلطان؛ وقى أسرتها ما يمكن أن يصيبها من مكروه، جراء هذا الطاعون الذي ضرب البلد، ووجهت أولادها بالاقتصاد في الأطمعة ليقتصر الطعام على الخبز الناشف والجبنة وغلي كل الأطمعة وتسويتها بشكل جيد والدوام على شرب الليمون المغلي.وهنا تاتي التساؤلات، هل تتشابه تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية في هذه الأزمة الحالية، مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها فاطمة تعلبة لمواجهة وباء الكوليرا عام 1947؟
مشاركة :