بسيطرته على محطة الكهرباء البخارية في منطقة القبيبة الليبية (على بعد 30 كيلومتراً غربي مدينة سرت)، يكون تنظيم داعش امتلك مقومات تأسيس كيان وسط ليبيا، حيث بات يمتلك مطاراً وقاعدة جوية وميناء وإذاعات ومؤسسات تعليمية وجامعية ومحطة لإنتاج الكهرباء تغطي حاجات سرت والمناطق المجاورة.. في حين أعلن المجلس العسكري في مصراته النفير العام محملاً حكومة طرابلس مسؤولية تمدد التنظيم، بالتزامن مع اشتباكات في درنة قتل فيها 20 متطرّفاً. وكان تنظيم داعش نشر صوراً لسيطرته على محطة الخليج البخارية لإنتاج الكهرباء في مدينة سرت، بعد انسحاب الكتيبة 166 التابعة لميليشيا فجر ليبيا منها. وعلمت البيان أن المجلس العسكري في مصراتة أعلن أمس حالة النفير العام بعد حصوله على معلومات تشير إلى تخطيط داعش لتوسيع مجال سيطرته غرباً، ولاستهداف المدينة مباشرة خلال الأيام المقبلة. وقالت مصادر محلية إنّ قادة ميليشيات مصراتة عقدوا اجتماعاً طارئاً لتدارس الأوضاع الميدانية بعد انسحاب الكتيبة 166، وظهور مؤشرات على اتجاه إرهابيي داعش للسيطرة على مناطق أخرى خلال الأيام المقبلة، بينما أكد مجلس بلدي مصراتة أنه يستغرب ويستهجن التعامل البطيء من قبل الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها المؤتمر الوطني والحكومة والمجالس العسكرية في كافة المدن الليبية مع هذا الملف (مواجهة داعش) رغم خطورته ووضوحه. وحمَّل البيان المؤتمر الوطني المنتهية ولايته وحكومة الإنقاذ في طرابلس والجهات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التابعة لهما المسؤولية المباشرة لتنامي الإرهاب والتطرف وتمدد تنظيم داعش، داعيًا إلى تكثيف الجهود والإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم القوة العسكرية المكلفة بحماية مدينة سرت ومواجهة التطرف. وطالب البيان الجهات الأمنية والاستخباراتية بتحمل مسؤوليتها في كشف كل من يسهل تمكين هذا العدو (داعش)، واتخاذ الإجراءات الصارمة حياله، داعياً كافة المجالس البلدية والمحلية والاجتماعية والحكماء والأعيان إلى ضرورة الوقوف في وجه الإرهاب، وتكثيف الجهود نحو محاربة التطرف بكل الطرق والوسائل، وفي مقدمتها التواصل لنبذ الخلافات من أجل مستقبل ليبيا، داعياً المجتمع الدولي، خاصة منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الجوار، لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية تساعد الليبيين في مواجهة خطر التنظيم بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختصة. اشتباكات وقتلى في الأثناء، قال سكان ومصادر طبية أمس، إن ما لا يقل عن 20 مسلحا قتلوا في اشتباكات في شرق ليبيا بين تنظيم داعش وقوة اسلامية اخرى أعلنت لاحقا الجهاد ضد التنظيم المتشدد. وذكر سكان أن القتال اندلع في مدينة درنة بعد مقتل زعيم بمجلس شورى مجاهدي المدينة لرفضه على ما يبدو مبايعة زعيم داعش أبو بكر البغدادي. وقالت مصادر طبية إن القتال في درنة استمر أمس وقتل فيه سالم دربي القائد بمجلس شورى مجاهدي المدينة ونحو 18 مقاتلا من داعش. سياسة ترغيب ويرى المراقبون أن تنظيم داعش ليبيا بات يمارس استراتيجية الترغيب في محاولة استقطاب أبناء القبائل وسكان المناطق التي سيطر عليها، حيث يسعى إلى الانتفاع من غضب السكان المحليين من الميليشيات المسلحة التي ارتكبت جرائم بشعة بحق المدنيين سواء في إطار حرب الإطاحة بنظام معمر القذافي أو في إطار سعي قوى الإسلام السياسي لإذلال من تعتبرهم أزلاماً للنظام السابق. وقال أحد سكان منطقة بوهادي المحاذية لسرت لـالبيان إنّ مقاتلي داعش يحاولون الاستفادة من المآسي التي تعرضنا لها طيلة الأعوام الأربعة الماضية ويدعون أبناءنا للقتال معهم ضد الجيش الوطني شرقاً وميليشيات فجر ليبيا غرباً، ولكن هناك حالة رفض للإرهاب بين الأهالي، ونحن نعتبر أنفسنا ضحايا لمنطق الثأر والتشفي والانتقام الذي استهدفنا طويلاً وتسبب في تشريد أغلب أبنائنا ومقتل وسجن الآلاف منا تحت شعار التحرير من نظام القذافي أولاً ثم تحت شعار محاربة الأزلام. دعوة إلى المواجهة في غضون ذلك، دعت حركة ليبية محسوبة على النظام السابق إلى مواجهة داعش. وقالت الحركة الوطنية الشعبية الليبية، التي تنشط بالخارج، إنها تتابع بقلق بالغ تمدد تنظيم داعش في ليبيا وسيطرته على مناطق عديدة عبر إخراجها من سيطرة السلطات الصورية في ليبيا، وما تقوم به تلك العصابات من ممارسات إجرامية ضد أبناء الشعب الليبي، وأنها تدين بشدة تلك الأعمال الوحشية التي تنفذها التنظيمات الإرهابية في ليبيا ضد المواطنين الليبيين والأجانب، والتي شملت عمليات ذبح وقطع رؤوس بطريقة وحشية، وتفجيرات وخطف واغتيالات، والتي تقع ضمن منهج تكفير المجتمع المنافي للدين الإسلامي الحنيف الذي تتبعه تلك التنظيمات الإرهابية المتسترة بالدين. صور نشرت مواقع مقربة من تنظيم داعش صوراً توضح سيطرته على أكبر محطات توليد الكهرباء في ليبيا. وبحسب مصادر متطابقة فإن التنظيم سيطر يوم الثلاثاء بعد معارك طاحنة مع ميليشيات مصراتة على محطة سرت البخارية إضافة لمنطقة الستين الضاحية الغربية لسرت.
مشاركة :