«لحظات قاد الشيطان فيها «عبدالرحمن. أ» الرجل الأربعيني، ليخطط وينفذ جريمته خلال ساعات قليلة، فعند علمه بوفاة شقيقه «محمد» الرجل الستينى بعد صراع مع المرض، لم يفكر سوى في كيفية سرقة أراضى شقيقه المتوفى، وسلب حق أبنائه، حيث قاده شيطانه إلى سرعة تجهيز عقود بيع وشراء وكتب جميع أراضى شقيقه المتوفى لنفسه، وقام بالانفراد بشقيقه قبل الدفن وتوقيع المستندات ببصمة يد المتوفى.«انتهك المتهم كل الحدود ورمى بالأخلاق والفضيلة عرض الحائط، ولبس بدلًا منها ثوب الجحود، امتلأت عيناه بدموع التماسيح الكاذبة ليظهر للناس حزنه، دخل منزل شقيقه المتوفى يندب ويصرخ، وفور دخوله غرفة أخيه طلب من الجميع الانصراف إلى الخارج ليجلس مع شقيقه ويودعه الوداع الأخير».«أخرج المتهم الأوراق من جيب جلبابه والبصامة، وأخرج يد شقيقه من داخل الكفن، لم يتعظ أو يرجع عما أراد، بل بدأ يتحدث إلى شقيقه المتوفى ووضع بصمته على الأوراق في خانة البائع ليستولى بذلك على كافة الأراضى الخاصة بشقيقه».«لم يتوقف الغل الذى ملأ قلب هذا المتهم الجاحد، بل بدأ في الدخول في مناوشات مع أبناء شقيقه المتوفى، وبعدما تأكد من أن جريمته لن يكشفها أحد أبلغ الورثة بأن شقيقه كتب له كل الأراضى بيعا وشراء، وهم نحو ٥٠ فدانا، وكانت تلك الكلمات بمثابة الصدمة لهم، وشككوا في الأمر ولكن بصمة والدهم كانت متطابقة وغير مزورة، الأمر الذى دفعهم إلى ربط كافة الخيوط ببعضها واكتشاف الأمر وإبلاغ الأجهزة الأمنية». «وتلقى ضباط مباحث قسم شرطة بنى سويف بلاغا من ٣ أبناء، باتهام شقيق والدهم بالتزوير، وقيامه بتبصيم والدهم على أوراق بيعه أراضيه له أثناء موته، على الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم لعمل التحريات وكشف ملابسات الواقعة».وفى سياق متصل، قال المستشار «عمر صلاح الحفناوي»، إن المتهم يواجه تهمة التزوير التى تصل العقوبة فيها إلى الحبس من ٥ سنوات إلى ١٥ سنة مع الغرامة.