شكل الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري، والفنان الكبير إسماعيل يس، ثنائيًا فنيًا كبيرًا وحققا سويًا نجاحًا ضخمًا على مدار قرن من الزمان وامتدت صداقتهما حتى رحيلهما.تعرف الثنائي من خلال منولوج كانت تقدمه محطة فيولا الإذاعية للمنولوجست الشاب إسماعيل يس، ونال إعجاب أبو السعود الإبياري، والذي أصبح فيما بعد الكاتب رقم واحد له.خفة دم إسماعيل يس، وصوته وقدرته على وتوصيل المعاني، أعجبت أبوالسعود الابياري وعلى الفور عرض على بديعة مصابني، أن تلحقه للعمل في الكازينو الخاص بها.وفي احدى المرات أرسل إسماعيل يس، خطابًا إلى أبو السعود الإبياري، يطالبه فيه بإنساء فرقة مسرحية.وتنشر لكم بوابة "الفجر الفني" نصل الخطاب الذي أرسله إسماعيل يس، إلى أبو السعود الإبياري:حضرة الأستاذ الكبير أبوالسعود الأبياريبعد السلام والاحترام، أتعشم أن تكون أنت وأولادك والسيدة حرمك بخير وطمان، وبعد يا صديقي..انني هنا في الأسكندرية بستريح وحرمي في مستشفى المواساة بتستريح وحاجة قر في قر وربنا يستر. وهذا ملخص خطابي.الفكرة سرية بيني وبينك حتى لا يقومو أولاد الحرام بتدبيراتهم الممجوجة والمعروفة. صديقي اللذيذ.. الفكرة وهي أنني اعتزمت بمشيئة الله إلى عمل فرقة تمثيلية في القاهرة لمدة أربعة أشهر أو حسب تساهيل ربنا، والعمل سيكون في تياترو الماجستيك أو في الكوزمو، والفرقة مكونة من أبطال محبوبين للجمهور وع الشاشة وأريد أن أفهمك انني عاوز روايات من ثلاثة فصول، أو نقدم شهر ريفيه وشهر رواية تمثيلية. وأردت أن أخبر يا إيما حضرتك تكتبلي الروايات يا إيما تخش شريك وليس معنا أحد غيري أنا وأنت علشان محدش يفركشها، يا تاخد فلوس وتكتبلي هذا أمامك وهذا أمامك، وعلشان الموسم مايطيرش مننا فأنا كتبت لك لا لضعفي إنما لرسخ قلمك الحلو، وهو فيه كام أبوالسعود الأبياري في مصر، فياصديقي الكبير إيه رأيك، أرجو إفادتي حتى يتسنى لي أن أكون على بينه، وعنواني الأسكندرية. المزاريطة. شارع السلطان عبدالعزيز نمرة 27 رمل الأسكندرية.ودمت لأخيك المخلصولدي يقبل أياديك، وحرمي وهي بجواري بالمستشفى تسلم عليك (أصل أنا جي أصيف).وتحمس أبو السعود الإبياري، للفكرة، وباع سيارته وعمارة ورثها عن والدها قام ببيعها، كما قام ببيع مصوغات زوجته، واستدعوا مهندس إيطالي ليحول سينما ميامي إلى مسرح، ويحول إلى أفخم مسرح في القاهرة، كانت جدرانه كلها مغطاه بالقطيفة، وتم تكوين الفرقة المكونة من عبد الفتاح القصري، محمود المليجي، زينات صدقي، حسن فايق، غستيفان روستي، شكري سرحان، تحية كاريوكا، وسناء جميل.قدمت الفرقة 51 مسرحية كتب جميعها الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري، وكانت تُعرض الفرقة كل يوم مسرحية.
مشاركة :