عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعا مفاجئا مع مسؤول كبير قي حزب الشعب الجمهوري المعارض، في وقت تدرس فيه القوى السياسية التركية إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية. وخسر حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي الغالبية المطلقة التي يتمتع بها منذ 13 عاما في البرلمان. ADVERTISING وإثر هذه النتائج تجد البلاد نفسها اليوم أمام خيارين، إما تشكيل حكومة ائتلافية وإما إجراء انتخابات مبكرة. وعقد إردوغان، الذي لم يعلق حتى الآن على النتائج، اجتماعا لم يعلن عنه مسبقا استمر ساعتين في أنقرة مع دنيز بايكال الذي كان رئيس حزب الشعب الجمهوري حتى عام 2010. ويأتي الاجتماع وسط تكهنات بأن الخروج من الأزمة الحالية قد يكون في تشكيل حكومة ائتلافية بين حزبي الشعب الجمهوري والعدالة والتنمية. وبعد الاجتماع قال بايكال للصحافيين: «وجدت الرئيس منفتحا على كل أشكال الائتلاف»، مشيرا إلى أنه لم ير أي معارضة من قبل الرئيس على تشكيل ائتلاف يضم أطياف المعارضة من دون حزب العدالة والتنمية. وتابع: «يجدر على الأحزاب السياسية التشاور في ما يتعلق بالائتلاف. إن الرئاسة لن تمنع أي إجماع»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار إلى أنه سيبلغ رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليشدار أوغلو بنتائج الاجتماع. ولفت بايكال (76 عاما)، والذي من المفترض أن يتولى رئاسة البرلمان بالوكالة على اعتبار أنه الأكبر سنا، إلى أن الاجتماع عقد بطلب من إردوغان. وأثار الاجتماع استياء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ذكّر البعض بسخرية إردوغان من بايكال إثر استقالته من رئاسة حزب الشعب الجمهوري على خلفية فضيحة جنسية. وحاز حزب العدالة والتنمية على 258 مقعدا من أصل 550 في البرلمان مقابل 132 لحزب الشعب الجمهوري و80 مقعدا لحزب الشعب الديمقراطي و80 لحزب الحركة القومية. ويرى معلقون أن خيار إجراء انتخابات مبكرة بدأ بالتراجع أمام احتمال تشكيل ائتلاف حكومي. وكتب عبد القادر سيلفي المقرب من حزب العدالة والتنمية في صحيفة «يني شفق» اليومية، أن «نبض أنقرة يتغير كل دقيقة». وتابع: «ليلة الانتخابات كانت الترجيحات تميل لصالح تنظيم انتخابات مبكرة. ولكن اليوم، ومع هدوء صخب الانتخابات، بدأت الترجيحات تميل تجاه حكومة ائتلافية». من جهة أخرى، قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن رئيس الوزراء سيلتقي بقائد القوات المسلحة ومسؤولين أمنيين كبار آخرين اليوم لمناقشة الاضطرابات في منطقة جنوب شرقي تركيا التي يغلب الأكراد على سكانها. وكان زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد اتهم الحكومة أمس بالتراخي في مواجهة تصاعد العنف في المنطقة بعد أن دخل حزبه البرلمان للمرة الأولى وفقد حزب العدالة والتنمية الحاكم الأغلبية في الانتخابات البرلمانية. وكان صلاح الدين ديمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد قد اتهم أمس الحكومة التركية بالوقوف عمدا في موقف المتفرج فيما يتصاعد العنف بالمنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد في جنوب شرقي تركيا. وأصيب شخصان الليلة قبل الماضية ليرتفع عدد المصابين إلى سبعة فيما لا تزال التوترات متصاعدة في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية بعد أيام من انتخابات برلمانية أدت إلى دخول الحزب الموالي للأكراد البرلمان للمرة الأولى. وقال ديمرتاش للصحافيين في أنقرة إن الحكومة والرئيس رجب طيب إردوغان التزما الصمت لتقويض نجاح حزبه في الانتخابات التي جرت يوم الأحد، حسب ما نقلت «رويترز». وفاز الحزب الموالي للأكراد بنسبة 13 في المائة من الأصوات ليصبح أول حزب كردي يدخل البرلمان ويحرم حزب العدالة والتنمية الحاكم من الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكمة بمفرده. وأضاف ديمرتاش: «أناس يتخذون خطوات لدفع البلاد نحو حرب أهلية ورئيس الوزراء والرئيس مختفيان». وقال: «ترى هل ينتظران حتى تنزلق البلاد إلى حرب أهلية ليقولا انظروا إلى مدى أهمية حزب العدالة والتنمية». وقتل أيتاج باران رئيس جمعية «يني أحيا دير» الإغاثية بالرصاص أول من أمس أثناء مغادرته مكتبه في مدينة ديار بكر. وترتبط جمعية «يني أحيا دير» بحزب هدى بار الكردي الإسلامي الذي يدعمه متعاطفون مع جماعة حزب الله التركية المتشددة التي كانت ناشطة في المنطقة في التسعينات من القرن الماضي والمحظورة الآن. ويعود تاريخ التنافس بين الأكراد الإسلاميين المرتبطين بحزب الله وحزب العمال الكردستاني اليساري إلى التسعينات من القرن الماضي. وقال أنصار هدى بار إن متعاطفين مع حزب العمال الكردستاني هم وراء هجوم الثلاثاء. لكن حزب العمال الكردستاني نفى مسؤوليته، وقال في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني، إن الهجوم استفزاز يستهدف ترويع الأكراد وتقويض النجاح الذي حققه حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات. ويقول حزب الشعوب إن عدد الهجمات العنيفة التي تعرض لها أثناء الانتخابات بلغ 140 هجوما في مسعى مدبر لربطه بالعنف وكان من بينها انفجار وقع في تجمع سياسي في ديار بكر في الخامس من يونيو (حزيران) مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال ديمرتاش إن كل الهجمات تنبع من «مركز» واحد. وأضاف أن المفجرين تربطهم صلات بمقاتلي تنظيم داعش في سوريا.
مشاركة :