العالم على صفيح ساخن - مهـا محمد الشريف

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما انزعجت المجتمعات في جميع أنحاء العالم من الإرهاب ودوافعه والأحداث المتسارعة في الآونة الأخيرة، وأصبح الكل غارقا في أفكاره، ويدرك جيداً تأثير شعور العداء المحتدم في الصدور ولايستطيع تجاهل هذه الحقائق. ومع ذلك يرى أن الحياة ينتظرها مستقبل باهر علماً أن الوقت الراهن صادم ومؤثر على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثمة حركة تتسم اليوم بأن الكشف عن الرموز والألغاز بات متاحاً ولا خيار لإخفائه وهو قيد الإفصاح عنه لسد ثغرات التساؤلات، ومؤشر الحذر ينبئ عن أهمية كبرى وفقاً للصورة الإعلامية التي تنشر الأمل واليأس في آن واحد وتنقل الجهود الحثيثة إلى السلام ثم تُفاجأ بانتكاسة، وفي ذهن كل إنسان صورة واحدة عن رصد المشهد السياسي بداية من أحداث الشرق الأوسط إلى أوكرانيا التي تخوض حكومتها معارك ضد الانفصاليين الموالين للروس، مرورا بالانتخابات التشريعية التركية ورهان أردوغان على حزبه الحاكم في تركيا الذي خسر بعد إعلان أكثر من 99 في المئة من نتائج الانتخابات، والمشهد السياسي المضطرم بين الأحزاب وتشكيل ائتلاف حكومي وتغيير النظام البرلماني إلى رئاسي، بينما يدعو أردوغان الأحزاب السياسية الحفاظ على الاستقرار بعد نتائج الانتخابات، وما أثار استغراب الأحزاب المرشحة حصول الأكراد في الانتخابات على %12 من الأصوات وحزب الشعب بعد تفرد دام طويلاً لحزب العدالة والتنمية والذي فشل في الانتخابات. رغم تفاؤل العالم بالاندماج التقني الذي سيكون له دور كبير في عملية السلام وإنهاء الحروب وفرصة لتعويض ما فات من نزاعات وصدام وتغيير الصورة السياسية السابقة المستبدة بحق شعوبها ومؤسساتها، إلا أن القمع أحبط النوايا المتفائلة وبذلك تخاذلت الفطنة من إدراك ما يُساق إلى الصناعة الاجتماعية والنصب السياسية التي سبقت المقاصد. فالكل هنا يقف على هذا الصفيح الساخن الذي جمع على سطحه كل الفئات والأشكال والتخصصات بما فيها الرياضة وما ظهر من الفساد والمؤامرات في الفيفا من أعلى رمز فيها الذي تمت صناعته اجتماعيا، ومنح زخماً عالياً غايته منافع كبيرة تعود على الرياضة والرياضيين والجماهير كنشاط حيوي تجتمع الشعوب عليه، فالمكانة المرموقة والسلطة تبعث الرهبة وتمنح السلطة لمن لا سلطة له وتكشف عن أخلاق وأمانة المسؤول. ولا مجال للشك في أن البشر ترتقي للأفضل والتقدم والحرية واحترام الرأي، وعلى يقين بأن النوازع المكبوته القديمة قد تولد فوضى عارمة إذا كُسرت الكرامة الإنسانية لأنها ليست إرادية، ولا تزال العقول تبحث باستمرار عن تحسين الذات وتنقية طبيعة التفكير من متابعة الأحزاب والتيارات الدينية وغرض جمع الفقراء حول الإسلام السياسي وتناسي الفقر كما كان يقول الدكتور علي الوردي. لقد أدت مظاهر كثيرة إلى تعليمات وتدابير للالتفاف بين الحكومات وشعوبها والحذرمن خطر داعش الإرهابي الذي يواصل إعلاناته الكاذبة كل يوم عن احتلال مدن عراقية وسورية ومدينة سرت في ليبيا، بينما طائرات التحالف تواصل قصف مخازن الأسلحة وأماكن الحوثيين، وأعداد لا تحصى من الصور والنشرات الإخبارية تجري في كل مكان. وهناك من يتساءل متى تنتهي هذه الشراذم الضالة بكامل تفاصيلها، وتعم الرحمة والغفران وإنصاف المظلومين والمشردين من ديارهم؟ ومتى ترفرف بيارق السلام على الأرض؟

مشاركة :