«شاعر المليون 9» يقدم لمشاهديه أمسية إماراتية بإحساس كويتي مرهف وتفرد سعودي

  • 3/18/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت مساء أمس الثلاثاء، الأمسية الأولى من المرحلة الثالثة (مرحلة الـ 12 شاعراً)، لبرنامج “شاعر المليون” في موسمه التاسع، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي. وقد بثُّت الأمسية على قناتي بينونة والإمارات، مع استهلال بأبيات الشعر في حب الإمارات والفخر بالانتماء إليها، والولاء لرايتها التي ترف شامخةً على هام الكواكب، تلاها، تحية التقدير التي اعتاد الإعلاميان أسمهان النقبي وحسين العامري توجيهها مع بداية كل حلقة، إلى أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الأستاذ والباحث والروائي سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد، وعضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج الأساتذة تركي المريخي وبدر صفوق. وعُرض مطلع الحلقة تقرير لمقتطفات من الأمسية الثانية عشرة والختامية من مرحلة الـ 24 شاعراً، ضمن الموسم التاسع للبرنامج الأول والأضخم للشعر النبطي “شاعر المليون”، والتي تأهل فيها بقرار لجنة التحكيم الشاعران محمد الحمادي العتيبي بنتيجة 49/ 50. وعبد العزيز العبلان الديحاني بنتيجة 47/ 50، تلاه الإعلان عن نتائج تصويت المشاهدين من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون الذي استمر طوال أسبوع كامل. وأسفر عن تأهل المتسابق الأخير ضمن الشعراء ال12، صالح محمد العنزي بنتيجة 71%، أما بقية الشعراء غير المتأهلين فجاءت نتائجهم كالتالي: غازي العون السردي بنتيجة 57%، عامر بن فواز العجمي بنتيجة 52%، ومحمد راشد العويلي بنتيجة 38%. ومع انطلاق فعاليات الأمسية التي تعتبر عتبة التصفيات النهائية للمسابقة في موسمها التاسع، كان إعلان معايير المرحلة النهائية التي يتنافس فيها 12 شاعر متأهلاً من المراحل السابقة، والتي تمتد على أمسيتين يتنافس في كل منها 6 شعراء، يحق للجنة خلال الأمسية الواحدة تأهيل شاعر أو اثنين. بينما يتأهل الثالث أو الثاني والثالث بمجموع علامات اللجنة وتصويت المشاهدين، وتنقسم مشاركات الشعراء إلى جزئين، يقدمون في الجزء الأول قصيدة حرة بينما يشاركون في الجزء الثاني بمجاراة أبيات مشهورة من فن الشقر أو المربوع أو الزهيري أو الموال (في الفصحى يعرف نظامه بالجناس التام في القوافي)، عبر كتابة بيتين يتكون كل منهما من 4 أشطر بنظام تقفية تحدده لجنة التحكيم. وقد أوضح الأستاذ سلطان العميمي معايير التنافس في هذه المرحلة مشيراً إلى أنّ فن الشقر يعتمد على المخزون اللغوي عند الشعراء وقدرتهم على توظيف المفردات بمهارة وذكاء. الشاعر لسان حال المجتمع وقصيدته تجسيد للمواقف الإنسانية وقبيل انطلاق مشاركات الشعراء أحمد بن جدعان العازمي وعبد العزيز العبلان الديحاني من الكويت، راكان بن وليد الراشد، عبد المجيد سعود الغيداني ومطرب بن دحيم العتيبي من السعودية، ومبارك بالعود العامري من الإمارات، وانسجاماً مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها الإنسانية في مواجهة وباء كورونا. توجهت لجنة تحكيم برنامج شاعر المليون، بلسان الأستاذ العميمي بالدعاء لتوحد القلوب والإنسانية وتكاتف الأمم من كل مكان لمكافحة هذا المرض، شاكرةً للقيادة الإماراتية الرشيدة بذلها أقصى الجهد لطمأنة الناس، وممتنةً للقائمين على حماية الإنسانية من هذا الوباء، من العلماء العاملين على اكتشاف لقاح لهذا الوباء، إلى الأطباء والممرضين والعاملين في قطاع الصحة وقوات الأمن. وكان الشاعر أحمد بن جدعان العازمي من الكويت أول المتسابقين ضمن الأمسية مع قصيدته الحوارية بين بطلة قصيدته منية السبيعي من المملكة العربية السعودية والتي استشهدت وهي تحاول إنقاذ والدها إثر حريق حاصرهم في منزلهم، والتي جاءت وفاتها بعد وفاة زوجها بسبع سنوات. والتي رأت فيها لجنة التحكيم انعكاساً لدور الشاعر كلسان حال المجتمع ولقصيدته في تجسيد المواقف الإنسانية، حيث اعتبر الدكتور غسان الحسن أن الحديث فيها يدور في عالم ما بعد الموت على لسان من سبق إلى الموت ومن مات بعده، طارحاً سؤال “هل يشعر من في البرزخ بما وراءه؟”. وآخذاً على القصيدة طرحها مقولات لا يمكن الجزم فيها، بما لا يتيح للشاعر بأن يذهب بعيداً في قصيدته التي حُرمت من الموضوع الجيد والتصوير الجيد. أما الأستاذ سلطان العميمي فأشاد بموضوع القصيدة الإنساني الذي غلب عليه الجانب العاطفي آخذاً الشاعر إلى جوانب دينية حول الموضوع، حيث قال: “تبقى الإشكالية في مثل هذه المواضيع من الغيبيات التي يعلمها الله وحده”. مشيراً إلى أنّ بعض الصور الجزئية في القصيدة غير يقينية وأنّ فكرة القصيدة إشكالية وتفاصيلها كحدث بعيد عن الاحتمالية يثير مسألة خلافية، ومشيداً بالتصوير الشعري الجميل، وبديع الشعر الذي اعتمد الشاعر فيه التشبيهات الكلية والجزئية. تلاه المتسابق الثاني راكان بن وليد الراشد من السعودية، مع قصيدة جزلة في عتاب الصديق وتحري العذر له ولخطئه في حق صديقه، والتي أشار الأستاذ سلطان العميمي بتصويرها موقف الخذلان في الصداقة. وانتمائها إلى الأسلوب السهل الممتنع، مع ما حفلت به من تصوير شعري قائم على إعادة خلق الأشياء بخلاف الصورة الذهنية النمطية المعروفة في الواقع، عبر أسلوب الأنسنة وتغيير طابع الجمادات، بينما أشاد الشاعر حمد السعيد بجمال النص وصدق تعبيره عن الصداقة والأخوة والرفقة، أما الدكتور غسان الحسن فأكّد على جمالية المطلع المتميز بالتصوير الشعري الذي أبرز حرفة الشاعر، مع ملاحظته أنّ القصيدة تحتاج إلى تعمق أكثر. مواساة الذات ومعاناة الشعراء في تقلب الأحوال المتسابق الثالث عبد العزيز العبلان الديحاني من الكويت تناول في قصيدته حكمة الشعراء في علاقتهم بالزمن عبر حوارية غزل وعتاب وحديث فراق الأحبة وانكسار الحبيب كحديث الصحاري عن المطر، والتي أشادت لجنة التحكيم بطرقها على المسحوب من شعر النبط بموسيقاه الجميلة. كما أشادت بأسلوب الشاعر السهل الممتنع، وعذوبته وسلاسته، وترابط نصه إلى أبعد حد، حيث أبدى الأستاذ سلطان العميمي إعجابه بالإحساس الرفيع والمرهف للشاعر، معتبراً أن قصيدته هي قصيدة الوحدة رغم خطاب المحبوبة. حيث لا وجود لأي إنسان آخر إلا الشاعر مع غياب الحبيبة، ومشيراً إلى أنّ الشاعر ملك النص بحزنه، متفرداً بأسلوبه المتعدد الصورة الشعرية واللغة بين حديث الشاعر عن ذاته وخطابه للحبيبة الغائبة. كما أشار الدكتور غسان الحسن إلى الشاعرية المتمكنة والتجربة الواضحة في التعبير عن الصورة الشعرية بدلاً من المباشرة، مع إبراز حالات وأطياف الحيرة والارتباك في النص، وقال: “استطاع الشاعر أن يعبر عن الحيرة بطرق مختلفة وصور شعرية متتابعة”. وقد تفرّد المتسابق الرابع عبد المجيد سعود الغيداني من السعودية بقصيدة وصف فيها صراع الشاعر وقلقه وخوفه وتمزقه بين حالات الذاكرة والحنين وتجارب السنين، واعتبرها الدكتور غسان الحسن كتلةً من التصوير منذ المطلع. حيث يستلهم الشاعر التصوير القرآني بتميز، مع اعتماده الواضح على أسلوب الطباق في بناء الصور الشعرية، ما يعكس حكمة ودراية في قرض الشعر، أما الأستاذ سلطان العميمي فقد أشاد بما عبرت عنه القصيدة من الجرح ومواساة النفس ومناجاة الخالق بمقدرة شعرية عالية. معتبراً أن الشاعر عبر لغته الشعرية استطاع توظيف واستخدام مفردات لا تنتمي إلى لغة شعراء العصر بل إلى جيل شعراء النبط القدامى، لجهة البيئة واللهجة، متمكناً من إحياء المفردات والتجديد بذكاء شاعر وموهبة رفيعة عكست قدرته في الاتكاء على صياغات شعرية استعادها من موروث الشعر القديم، في نقطة ارتكاز لقوة القصيدة، مع قوة التعبير عن الضعف، وقد ختم العميمي بالإشارة إلى الثقافة الشعرية لدى الشاعر والتراكم المعرفي والقرائي الواضح بشكل جميل. موقف العنود والتبرع بالأعضاء مصدران لإلهام الشعراء المتسابق الخامس ضمن الأمسية كان مبارك بالعود العامري من الإمارات والذي عكس في قصيدته الشخصية الإماراتية الشاعرة التي تستلهم حب الوطن ومفردات الانتماء له والولاء لقيادته الرشيدة، متأثراً بموقف زميلته في المسابقة، العنود فراج المطیري من السعودیة، إثر خروجها من المسابقة وعدم تأهلها. حيث أجمعت لجنة التحكيم على الإشادة بافتخار الشاعر واعتزازه بالقيم والأخلاق الإماراتية، وتعبيره عن الفخر الجماعي والثقافة الشعبية، ومدحه شيوخ الوطن وقادته. وأشار الأستاذ سلطان العميمي إلى منبرية القصيدة وتفرد الموضوع والنص ببصمة الشاعر وتجربته، مشيداً بالأسلوب السهل الممتنع والتصوير الشعري المنتمي لبيئته الإماراتية ولهجته وهويته، قائلاً: “الجميل أن الشاعر قادر في القصيدة على التحدث في أكثر من موضوع بكل سهولة وسلاسة في الانتقال من فكرة إلى أخرى وصورة إلى صورة أخرى، مع تعدد المواضيع التي تتناولها القصيدة”. بينما أشاد الأستاذ حمد السعيد بسلاسة النص وتميزه بعفوية الشاعر في مزيج بين الفخر والشعور الإنساني والاعتزاز بالشاعرية والفخر والحس الوطني ممزوجاً بالشعور الإنساني بحزن الآخر، ومزخرفاً بجمال التصوير في انعكاس لشخصية شعرية متفردة بطرحها الحماسي. أما المتسابق السادس مطرب بن دحيم العتيبي من السعودية فقد تفرد بتناول موضوع التبرع بالأعضاء والحياة التي يهبها المتبرعون بها للمحتاجين إليها، والتي تميزت بموضوعها المختلف وشطحاتها مع الشعرية الحاضرة بشكل طاغٍ، والالتقاطات الجميلة في تشجيع التبرع بالأعضاء، والتي أشادت اللجنة بموضوعها الإنساني الذي يضمن التكافل والتلاحم الإنساني. وقد أكّد الأستاذ سلطان العميمي على إنسانية موضوع النص والذي يتمحور حول التبرع بالأعضاء، معتبراً أن الشاعر حلّق في سماء التصوير متكئاً على جزئية جميلة تتعلق بالفائدة التي يجنيها المتبرع كما النبات في حياة الطبيعة وازدهار الأرض في ربط موفق. وملاحظاً أن الصور الشعرية لا تنتمي في بنيتها المعرفية والدلالية إلى حقيقة علمية أو دينية أو خيال أدبي، بينما أشاد الدكتور غسان الحسن بموضوع وفكرة النص المميزة وجزالة أسلوب الشاعر مع اعتراضه على كون النص منذ البداية حتى النهاية يحفل بالجمال والسعادة والهناء والسرور، بينما هو في حقيقة الأمر وطبيعة الموضوع موت ومأساة وحزن. أداء متألق للفنان ناصر المنصوري من كلمات راشد الخضر وكان محبي الشعر خلف الشاشات من المحيط إلى الخليج على موعد مع أمسية إماراتية بامتياز تضمنت مشهدية فنية مبدعة بأداء الفنان الإماراتي ناصر المنصوري من ألحان الفنان المبدع فايز السعيد، لكلمات قصيدة الشاعر الإماراتي الراحل راشد الخضر، ومن أبياتها: “خـــدلـــج خـــــدك الـلي كــالــســفــرجــل ** سـفــر بــدر وســفــر شــمــس وسـفــرجــل تــفــضـــل بــنــعــبــر عـــبــــرة ســهـــالـــه**  بــمــيــل بـالــغــلــس قـــبـــل الــســفــرجــل مـــــطـــــول أو مـــــــــرواد أو أنـــــامــــــل** عـلــيــهــن لا وشــــي لا مــشـــي أنـــامـــل تـصـافــحــنــا وســألــنــي قـــلـــت أنـــامـــل** مــحــبــيــن ولا عـــــن غـــيــــرك أســــــأل أنــــا الـظــمــيــان وانــــت الــمـــاي بــــارد** وزنـــــدي كـــــل مـــــن هـــــف الــمــبـــارد نـحيــل الـقــلــب مـــن ســحـــل الــمــبــارد** وجـسـمــي مــثــل شــعــر الــزنــد وانــحل”. إسهام الشعراء في إحياء روائع الشعر النبطي وكان عشاق الشعر النبطي على موعد مع مجاراة الشعراء لقصيدة الشاعر الإماراتي راشد الخضر التي مطلعها “خـــدلـــج خـــــدك الـــلـــي كــالــســفــرجــل/ سـفــر بــدر وســفــر شــمــس وسـفــرجــل”، والذي يعدُّ. إضافةً إلى الشاعرين محين الشامسي وأحمد أبو سنيدة، من أهم الشعراء الإماراتيين الذين برعوا في فن الشقر وأسلوب المربوع. حيث أبدع الشعراء في مجاراة أبيات القصيدة، الأمر الذي جعل أعضاء لجنة التحكيم يجمعون على الإشادة بمشاركة جميع الشعراء الذين أتقنوا أداء الفن، وأبدعوا في مجاراة أبيات الشاعر الخضر، وأسهموا في إعادة إحياء فن شعري أصيل وجميل في الشعر النبطي، بكثير ذكاء وإدهاش، خاصةً مع صعوبة الإتيان بالجناس التام بكلمة فيها ثلاثة معانٍ مع تمكن واقتدار على مجاراة الشعر النبطي الأصيل. أولى أمسيات التصفيات مع تأهل العامري والغيداني وختاماً للأمسية، وبعد تقرير سريع استعراضي لمجريات الحلقة والمشاركات المتميزة للشعراء بين الحماسة الإماراتية والنخوة الكويتية والتفرد السعودي بموضوعات شعرية، جاء قرار لجنة التحكيم بتأهيل الشاعرين عبد المجيد سعود الغيلاني ومبارك بالعود العامري بنتيجة 47 من 50 لكل منهما. بينما جاءت نتائج الشعراء الأربعة الذي سينتظرون تصويت المشاهدين والمتابعين من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون  طوال أسبوع كامل، على النحو التالي: 45/50 لكل من عبد العزيز العبلان الديحاني ومطرب بن دحيم العتيبي، و42/50 لكل من أحمد بن جدعان العازمي وراكان بن وليد الراشد. كما تم الإعلان عن شعراء الأمسية الثالثة عشرة من “شاعر المليون” في موسمه التاسع، وهي الأمسية الثانية ضمن المرحلة النهائية من البرنامج، وموعدها يوم الثلاثاء القادم 24 مارس، وهم: أحمد بن عايد البلوي وخالد القصيري الجهني ومحمد الحمادي العتيبي ومحمد البندر المطيري وصالح محمد العنزي من السعودية، ومزيد بن جدعان الوسمي من الكويت. The post «شاعر المليون 9» يقدم لمشاهديه أمسية إماراتية بإحساس كويتي مرهف وتفرد سعودي appeared first on صحيفة الوئام الالكترونية.

مشاركة :