طلبت الحكومة الأسترالية من مواطنيها، الأربعاء، الامتناع عن السفر إلى الخارج، كما دعت المسافرين حالياً إلى العودة بسرعة إلى بلدهم، وذلك في إطار إجراءات غير مسبوقة في تاريخ البلاد تهدف إلى الحدّ من تفشي وباء كورونا المستجدّ.وأمر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، بالحد من التجمعات «غير الضرورية» لأكثر من مئة شخص في الأماكن الداخلية، بعد حظر فرض مسبقاً على تجمع أكثر من 500 شخص أثار ذهول الأستراليين المعروفين بحبهم للنشاطات الرياضية.ومع أن موريسون وصف قرار الحد من السفر بأنه «حظر غير محدد زمنياً» للرحلات إلى الخارج، جاءت نصيحة الحكومة بشكل توصية. وقالت وزارة الخارجية الأسترالية في بيان لها «بغض النظر عن وجهتكم وسنكم ووضعكم الصحي، نصيحتنا هي عدم السفر في الوقت الحالي».وقال ناطق باسم شركة الطيران الأسترالية «كوانتاس» إن الشركة ستستمر في إصدار بطاقات سفر للأستراليين الراغبين في مغادرة البلاد على متن الرحلات الجوية القليلة التي تواصل تسييرها. وقال «إنها توصية وليست حظراً».ووصف موريسون وباء كورونا بأنه «حدث من النوع الذي نشهده مرة كل مئة عام». وقال «لم نشهد أمراً مماثلاً في أستراليا منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى». وأضاف «سنعمل على أن تستمر أستراليا في العمل وفي أداء وظائفها، لكن الأمر لن يبدو كما هو عادة»، مشيراً إلى أن الإجراءات ستستمر ستة أشهر.وبلغ عدد المصابين بالمرض في أستراليا أكثر من 500 شخص وعدد الوفيات 6. لكن عدد المصابين يواصل الارتفاع يومياً ومعظم الحالات الجديدة هي لمسافرين عادوا إلى البلاد أو لأشخاص أصيبوا بالعدوى منهم.واستثنى موريسون من قرار منع التجمعات لأكثر من مئة شخص، وسائل النقل العام ومواقع التسوق والمنشآت الصحية والمدارس.ورفض الدعوات التي وجهت إلى الحكومة لإغلاق المدارس كما حصل في دول أخرى، موضحاً أن تأثير ذلك على المجتمع والاقتصاد سيكون «قاسياً» ويكلف «عشرات الآلاف من الوظائف». وقال إنّ «أي إجراء نتّخذه يجب أن يمتدّ ستّة أشهر على الأقل»، موضحاً أنّ إغلاق المدارس سيحرم القطاع الصحي 30 في المئة من العاملين فيه إذ سيجبر الآباء والأمهات من بينهم على ملازمة المنزل مع أولادهم.واستبعد كبير أطباء أستراليا برندان مورفي، أيضاً اتخاذ إجراءات إغلاق واسعة مثل تلك التي فرضت في بعض الدول الأوروبية.وقال مورفي في المؤتمر الصحفي مع موريسون إن «إغلاقاً لفترة قصيرة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع لا يوصي به أي من خبرائنا». وأضاف «هذا لا يحقق شيئاً وعلينا أن نواجه هذا الوضع لفترة طويلة».ويأتي حظر السفر إلى الخارج بعدما ألغت شركة الطيران الأسترالية «كوانتاس» 90 في المئة من رحلاتها الدولية، فيما ألغت «فيرجن أستراليا» كل رحلاتها الدولية. وبدا مطار سيدني هادئاً الأربعاء وشبه خال من القادمين، لكن تشكلت صفوف أمام منصات شركات الطيران مع عدد محدود من الرحلات المغادرة.وحذت أستراليا بذلك حذو جارتها نيوزيلندا التي دعت مواطنيها في الخارج إلى العودة إلى البلاد فوراً أو مواجهة احتمال أن يبقوا عالقين في أماكن وجودهم مع احتمال توقف كل الرحلات الجوية إلى هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ.وحذرت وزارة الخارجية النيوزيلندية من جهتها من إغلاق مزيد من الطرق مع اتساع نطاق حظر السفر. وقالت إن «خيارات النيوزلنديين في العودة إلى بلدهم تتقلص بشكل كبير».وأعلنت الشرطة في نيوزيلندا في الوقت نفسه أنها بدأت التحقق من بقاء المسافرين القادمين في بيوتهم بموجب أوامر الحجر الصحي الذاتي، وزارت في هذا الإطار نحو خمسين شخصاً.وكانت السلطات في نيوزيلندا وأستراليا حذرت أي مخالف لقواعد الحجر الصحي من احتمال أن تفرض عليه غرامات وحتى السجن في بعض الحالات.
مشاركة :