واصلت قوات الجيش الليبي تقدمها في عدد من محاور القتال في طرابلس وخاصة في عين زارة والعزيزية، وسط تراجع للمسلحين التابعين لحكومة الوفاق. وقال مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد» إن الميليشيات المسلحة التي حاولت التقدم في محور عين زارة فشلت وخسرت عدداً من مواقعها فيما تقدمت قوات الجيش الوطني لبسط سيطرتها على تلك المناطق، مشيراً إلى سيطرة القوات المسلحة على طريق الأبيار وشوارع العليوي. ولفت المسؤول العسكري الليبي الذي رفض الكشف عن هويته إلى أن ميليشيا الردع تراجعت في محور الخلة إلى كوربة المصراتي، بالإضافة إلى تكبيدهم خسائر فادحة في الآليات والأفراد التابعة لهم، متهما مسلحي الوفاق باستهداف الأحياء المدنية في قصر بن غشير بما يقرب من 6 قذائف عشوائية. بدورها دانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بأشد العبارات واستنكرت الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات المسلحة من قصفٍ عشوائيّ للمناطق السكنية الآمنة داخل العاصمة طرابلس. وأوضحت القيادة العامة للجيش الليبي في بيان لها أن هذه الأعمال المُتمثلة في القصف المتكرر لمساكن المدنيين والمواقع والمُنشآت المدنية تُعد جرائم حرب كبرى لا تسقط بالتقادم، مشيرة إلى رصد قوات الجيش الوطني لهذه الأفعال وتوثيقها وستقوم بملاحقة كل المسؤولين عنها جنائياً، كما أن الرد على مصادر القصف سيكون قاسياً ومُباشرا. وفي إطار الجهود التي تقوم بها قيادة الجيش الليبي لمجابهة فيروس كورونا، أمر القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر بفرض حظر تجول في كافة المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المُسلحة ابتداء من اليوم الخميس، على أن تكون فترة حظر التجول من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، وذلك لضمان تنفيذ الإجراءات الوقائية التي أقرتها اللجنة العليا والمُشكلة من قبل القيادة العامة لمواجهة انتشار وباء كورونا المُستجد. يشار إلى أن المشير حفتر قد وجه، الأحد الماضي، برفع حالة الطوارئ القصوىَ في كل أنحاء البلاد والعمل على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة وتوفير كل الإمكانيات والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المواطنين لمواجهة فايروس كورونا والحد من انتشاره. وقرر القائد العام للجيش الليبي تجهيز مستشفى طوارئ بعدد 100 سرير عناية فائقة كمرحلة أولى داخل نطاق قاعدة بنينا الجوية، بحسب بيان صادر عن القيادة العامة، أكد فيه أن ذلك القرار جاء من دور القيادة العامة الوطني والأخلاقي في مساعدة الوطن في حالات الكوارث والأوبئة وغيرها. إلى ذلك، أصدر وزير الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة، المستشار إبراهيم بوشناف، الأربعاء، قراراً بفرض حظر التجول حظرا تاما من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع وصول مرض كورونا المستجد إلى ليبيا. فيما أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أنه تقرر إغلاق حدود ليبيا مع السودان، تشاد، النيجر والجزائر، لإشعار آخر. وأنذرت مجموعة المناطق العسكرية الجنوبية في ليبيا كل مخالف لهذا القرار بأشد العقوبات الصارمة والرادعة وعلى الجميع التقيد بهذا القرار، مشيرة إلى أن هذا القرار يشمل المناطق الإدارية الواقعة تحت نطاق المناطق العسكرية الجنوبية وهي مناطق مرزق العسكرية، أوباري، غات العسكرية، ومنطقة الكفرة العسكرية. على جانب آخر، وجهت وزارة الصحة بالحكومة الليبية، العاملين بالقطاعات الصحية لاتخاذ مجموعة إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا. ودعا مدير عام إدارة الشؤون الإدارية والخدمات بوزارة الصحة الليبية، عبد الوهاب بوشوق، في تعميم موجه لمختلف المرافق الصحية إلى التقليل قدر الإمكان من المراجعة الشخصية لديوان الوزارة والجهات التابعة لها إلا في حالات الضرورة القصوى واعتماد الوسائل الإلكترونية المتاحة للتواصل مع كافة الإدارات والأقسام بديوان الوزارة عبر إرسال البريد واستلامه. سياسيا، دعا عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني، البرلمان الليبي إلى عقد جلسة علنية لإنهاء المراحل الانتقالية بما لا يقل عن 120 نائبا في أسرع وقت ممكن، ودعوة جميع أعضائه لمناقشة عدد من الملفات أبرزها إصدار قرار بوقف إطلاق النار، مع الاستمرار في محاربة الإرهاب، وإعادة النظر في النظام الداخلي لمجلس النواب الليبي الصادر بالقانون رقم 4 لسنة 2014م، وحل الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات.