بكين تتخذ اجراءات انتقامية ضد وسائل اعلام أمريكية

  • 3/19/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

19 مارس 2020 / شبكة الصين / ردا على ما قامت به واشنطن بشأن تحديد عدد الموظفين في خمس وسائل إعلام صينية في الولايات المتحدة، وتصنيف هذه الوسائل ببعثات أجنبية تتبع الحكومة، أعلنت بكين يوم الأربعاء عن اتخاذ إجراءات انتقامية. عندما نعيد النظر في تعامل الولايات المتحدة مع الصين على مدى أكثر من 40 عامًا، نجد أن هذه الحملة الإيديولوجية تجعلنا نستخلص أن الصين لا تتصرف حسب رغبتها، وأن الولايات المتحدة تسعى إلى ممارسة ضغط شامل على الصين من أجل إقناعها بتغيير طرقها. والآن ، كجزء من هذه الحملة، يتم تشديد الخناق على المؤسسات الإعلامية الصينية في الولايات المتحدة. المؤسسات الصينية الخمس التي أساءت إلى التنافس الذي يتخيله هؤلاء الإيديولوجيون، تلتزم بشدة بالقوانين الأمريكية وتعمل على تعزيز التفاهم بين الشعبين. ومع ذلك، فإن عقلية الحرب الباردة التي تسود في الوقت الحاضر على واشنطن تعني أن الإدارة الأمريكية تستهدف الآن هذه المؤسسات. على هذا النحو، فإن الإجراءات الصينية الانتقامية لها مبرراتها بالكامل. على الرغم من أنها لا تسعى لتصعيد "الحرب الإعلامية"، إلا أن بكين أوضحت باستمرار أنها ستتصرف بشكل متبادل ردا على أي تحركات ضغط من قبل واشنطن. ولكن يجب أيضا على الجانبين أن يضعا في اعتبارهما أن المؤسسات الإعلامية من البلدين لعبت أدوارًا لا غنى عنها في تعميق التفاعلات الصينية- الأمريكية على مدى العقود الأربعة الماضية من خلال تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين، حيث ساهمت وسائل الاعلام في تعزيز العلاقات الدبلوماسية في وقت انقسام في العالم. بالرغم من الصعود والهبوط في العلاقات السياسية الثنائية، ازدهر التعاون الاقتصادي والتجاري واتسعت التبادلات البشرية والثقافية باستمرار على مر السنين منذ ذلك الحين، مما يثبت أنه يمكن للطرفين أن يتعايشا إذا استوعبا خلافاتهما. إذا كانت التبادلات الإعلامية العادية مقيدة، فإن الرابط الذي يعزز الثقة المتبادلة بينهما سيضعف أيضا. ومن المرجح أيضًا أن تعيد فتح الجروح التي لحقت بالرأي العام في الدولتين بسبب الحرب التجارية التي طال أمدها، وأدت إلى تزايد المرارة والاستياء مع معانات كلا الاقتصادين. أثبتت الحرب التجارية الأمريكية مع الصين أخيرا عدم فعاليتها في تحقيق غرضها، كما أن الضغط على وسائل الإعلام الصينية سيكون بلا جدوى. يبقى هناك أمل أن يكون لدى الإدارة الأمريكية أفكار ثانية قبل تفاقم الخلاف الإعلامي المتبادل، لأن ذلك ليس في مصلحة الولايات المتحدة. إذا وضع صناع القرار الأمريكيون الصورة الأكبر في الاعتبار وأظهروا المزيد من الحكمة في التعامل مع الصين، فسوف يتضح لهم أنه بدلاً من أن تكون منافسا لهم، يجعلون الصين شريكا لهم.

مشاركة :